في الجزء الثاني ما قبل الأخير سوف نلقنك عزيزي الطالب طريقة الحفظ باستعمال الحواس، ولكي تحتفظ أخي الممتحن بدرس ما في ذاكرتك، أنت بحاجة- بعد فهمه واستيعابه- إلى استحضاره في ذهنك وتمثيله بطريقتك الخاصة. ولكي تستحضر دروسك بسهولة هذه بعض (التقنيات) حسب الحاسة التي تعتمد عليها ذاكرتك أكثر: فإذا كانت لك ذاكرة سمعية فإنك عموما تجد نفسك تحفظ عن ظهر قلب ما تردده بصوت عال عدة مرات، فلا تتردد إذن في استخدام التسميع الذاتي حتى عند مراجعة الخرائط أو الجداول احك ما تراه فيها، صفها بصوت عال إما لمخاطب خيالي أو حقيقي، مع اعتماد تسلسل منطقي يجنبك نسيان ما أنت بصدد مراجعته: راجع الجدول مثلا من الأعلى إلى الأسفل، والخريطة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغربة وإذا كانت ذاكرتك بصرية أكثر فإنك بحاجة إلى تفحص ما تراجعه بعينك كي يلتصق بذاكرتك. حاول إذن (تصوير) دروسك بعينيك بعد أن تقوم بكتابتها بشكل جميل ومنظم، وهذا الأمر لا يستدعي أن تكون فنانا، يكفي فقط أن تستعمل الألوان بشكل متناسق: خصص لونا للعناوين الكبرى وآخر للأفكار الرئيسية وآخر للتعاريفة الخ. هناك أيضا من له ذاكرة حركية بحيث يفضل مراجعة دروسه عن طريق إعادة صياغتها وكتابتها بطريقته الخاصة، أي أنه يحافظ على مضامين الدرس ولكنه يضع تصورا آخر لشكله وللتسلسل الذي تلقاه به داخل الفصل. وهو بالتالي يقوم بتثبيت المعلومات في ذاكرته عن طريق التفكير فيها واستيعابها جيدا، ثم إعادة كتابتها(في ورقة أخرى) وتنظيمها بشكل آخر يعكس فهمه للدرس ولا يخل بمضمونه. إنها طريقة فعالة لترسيخ المعلومات في الذاكرة. أما الأفضل فهو أن تستخدم قدراتك السمعية والبصرية والحسية الحركية كلها وألا تعتمد على طريقة حفظ واحدة؛ حتى إذا وجدت صعوبة في استحضار ما حفظت عن طريقة السمع مثلا, استعنت بذاكرتك البصرية أو الحركية. بالإضافة إلى أن استعمال الطرق الثلاث يجعلك مطمئنا إلى ذاكرتك واثقا من تحكمك في معلوماتك. -الربط والتنظيم: تشتغل الذاكرة بطريقة التداعي فأغنية تسمعها في المذياع تذكرك بلحظة ما في حياتك، ورائحة تشمها في مكان ما تعيد إلى ذاكرتك مشهدا رأيته من قبل؛ وذلك لأن العناصر المخزنة في الذاكرة مرتبطة فيما بينها بواسطة مجموعة من العلاقات. إذن، وأثناء حفظك لدرس ما، حاول ربطه بما تعرفه من قبل كي تتمكن من الاحتفاظ به لأطول مدة ممكنة؛ اسأل نفسك دائما (هل سبق لي أن قرأت أو سمعت أو رأيت شيئا يمكن أن يكون له علاقة ما بموضوع الدرس؟)؛ ضع مقارنات من قبيل: (هذه الفكرة تشبهة، هذا نتيجة لة، هذا عكس ما قرأت من قبل) الخ، ولهذه الطريقة فائدة عظيمة وهي أنها تساعدك على تنظيم وتصنيف المعلومات في ذاكرتك. وبما أن الذاكرة تحب النظام فإنه كلما كانت المعلومات منظمة بشكل جيد في رأسك فإنك لن تجد صعوبة في تذكرها. إذا قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها ولا تحاول إهمالها، اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق وابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سَهُل الصعب وقَوِيَت عزيمة الاستذكار عندك، ولا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع وتتحمس لمذاكرة مواد معينة تميل إليها وتهمل مواد أخرى.