سيطرة تمتد على 9 محافظات الدواعش يسيطرون على نصف سوريا بعد ساعات من اقتحامه مدينة تدمر الأثرية مساء الأربعاء، بما في ذلك المطار والسجن ومقرات الاستخبارات والمنطقة الأثرية، بدأ تنظيم (الدولة الإسلامية) (داعش) بتثبيت سيطرته على المدينة وريفها عبر فرض حظر للتجوال وشن حملة اعتقالات وإعدامات. ومع سيطرته على تدمر، بات (داعش) يسيطر على نحو نصف مساحة البلاد من الحسكة في أقصى الشمال الشرقي على الحدود العراقية وصولاً إلى القلمون الشرقي قريباً من الحدود اللبنانية. وبحسب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، فإن (داعش) وسع رقعة سيطرته داخل الأراضي السورية، إثر هجمات نفذها منذ إعلانه (دولة الخلافة) في 28 شهر جوان 2014، وبات اليوم يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، من المساحة الجغرافية لسورية، في 9 محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة إلى وجود موالين له في محافظة درعا. كذلك يسيطر التنظيم على معظم حقول النفط والغاز في البلاد، وبقي خارج سيطرته فقط حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات "حماية الشعب" الكردية في ريف الحسكة. ومع سيطرته على تدمر، بات التنظيم يسيطر على مساحة متصلة من جنوب جبل عبد العزيز وبلدة الهول في جنوب وجنوب شرق الحسكة مروراً بمعظم دير الزور ومعظم محافظة الرقة وصولاً إلى ريف مدينة مارع بريف حلب الشمالي وتدمر بريف حمص الشرقي وكامل البادية السورية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، إضافة إلى سيطرته على مناطق واسعة في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود في جنوب العاصمة، دمشق. وفي تدمر، قال الناشط بشار ليث من تنسيقية مدينة تدمر إن التنظيم فرض ، حظراً شاملاً للتجوال في المدينة، وشنّ أفراده حملة اعتقالات في بعض أنحاء المدينة بحثاً عن جنود النظام المتوارين، والذين لجأ بعضهم إلى منازل المدينة بسبب عدم تمكنهم من الهرب خارجها. وأوضح ليث أنّ الاعتقالات لاحقت أيضاً مدنيين ينتمون إلى عشيرة الشعيطات، التي تعتبر في حالة عداوة مع التنظيم إثر مواجهات سابقة بينهما في مدينة دير الزور، مشيراً إلى تنفيذ أحكام إعدام وقطع للرؤوس بحق عدد من أبناء الشعيطات في الحي الشرقي من المدينة، بعدما اتهمهم التنظيم بالقتال أو التعاطف مع قوات النظام. كما نشر ناشطون صوراً لعدد من الأشخاص مقطوعي الرأس قالوا إنها لمدنيين من الشعيطات. النفط والإمداد وإلى جانب سيطرته على المراكز العسكرية في المدينة، سيطر (داعش) على جزء كبير من حقل جزل النفطي في منطقة جزل شمال غربي مدينة تدمر، وفي وقت سابق على حقلي الأرك والهيل. وبحسب وكالة "أعماق" المقربة للتنظيم، فإن هذا الحقل يعتبر (من أفضل الحقول وأكثرها إنتاجاً في ريف حمص، لتصبح معظم منطقة جزل تحت قبضة مقاتلي الدولة)، مشيرة إلى أن التنظيم تمكن عبر سيطرته على تدمر من إحكام السيطرة على قوات النظام في دير الزور وقطع خطوط الإمداد عنها، كما أصبح بإمكانه تأمين خطوط إمداد لمقاتليه في جبال القلمون والغوطة الشرقية بريف دمشق، فضلاً عن اقترابه من مشارف مدينة حمص، حيث لم يعد يفصله عنها سوى بعض القرى. مصير السجناء وتضاربت المعلومات حول مصير السجناء في سجن تدمر الشهير، والذي يقترن اسمه في ذاكرة السوريين بالخوف والموت نظراً لقساوة ظروف الاعتقال فيه، ولما ارتكب داخله من إعدامات ومجازر أشهرها مجزرة 1980 بحق مئات من نزلاء السجن المتهمين آنذاك بالانتماء لجماعة (الإخوان المسلمين). وقال ليث إن نزلاء السجن اختفوا ولم يعثر بداخله سوى على أقل من عشرين شخصاً في حالة يرثى لها، من أصل آلاف السجناء كانوا بداخله، مشيراً إلى أن النظام نقل السجناء خلال الأيام الماضية قبل انسحابه إلى جهتين: الأولى هي فرع الأمن العسكري في تدمر، وتضم المئات منهم وهم من الموالين للنظام بينهم جنود وعناصر من الدفاع الوطني (الشبيحة) ارتكبوا مخالفات استوجبت سجنهم، وقد انضموا للقتال إلى جانب قوات النظام. والفريق الآخر من السجناء تم نقلهم إلى دمشق، وهم من المطلوبين لدى النظام. في المقابل، تحدثت مصادر إعلامية متنوعة عن إطلاق "داعش" سراح جميع السجناء الذين وجدهم في المعتقل، مشيرة إلى أن السجن لم يعد يستخدم منذ بداية الثورة لسجن المطلوبين السياسيين والأمنيين للنظام، كما كان حاله خلال العقود الماضية. أما (تنسيقية مدينة تدمر)، التي تعد مصدراً رئيسياً للمعلومات عما يجري في داخل المدينة، فقد نشرت صباح أمس بياناً جاء فيه: (وردنا الكثير من الأسئلة من متابعي الصفحة عن مصير السجناء داخل سجن تدمر وفرع الأمن العسكري؛ وبخصوص ذلك، نؤكّد أن النظام الأسدي أفرغ سجن تدمر في الآونة الأخيرة من كل السجناء على مدى أسبوع عبر عدة دفعات ولم يكن أي سجين بالداخل عند دخول عناصر التنظيم إليه، ونشير الى أنه تم تحرير بعض المعتقلين من فرع تدمر الذين اعتقلوا في الفترة الأخيرة في المدينة).