في الوقت الذي تتواصل فيه الحملات الفايسبوكية الواسعة لمحاربة العري الذي تشهده طرقاتنا وأزقتنا يتفنن بعض أصحاب المحلات في عرض ألبسة فاضحة خاصة بالبحر، تلك التي تفضح أكثر مما تستر بل تشجع على السفور والفسق، وهو المشهد الذي يقابلنا في كل مرة أينما حلينا لاسيما في بعض المقاطعات الراقية التي تشهد شيوع الظاهرة، فتلك المناظر تخدش حياء العابرين الذين يقترنون بالمنظر في كل مرة، بحيث تظهر تلك المجسمات وهي تعرض مايوهات البحر الفاضحة بألوان جذابة تشد انتباه المرء دون أن يشعر، وهي من الأمور التي يندى لها الجبين، كما أنها أمور دخيلة على المجتمع الجزائري المحافظ الذي يصون كرامة المرأة خاصة أن الألبسة الفاضحة كانت في الكثير من المرات سببا في اندلاع الصراعات والتحرشات اللفظية وحتى الجسدية عبر الشوارع، فالفتاة التي تلبس لباسا فاضحا ستتعرض حتما إلى بعض المضايقات ممن يغارون على أعراف المجتمع وعلى الدين أيضا، فلا أعراف المجتمع ولا الدين الإسلامي الحنيف يرضيا بذلك. ودون هذا وذاك راحت بعض المحلات الراقية إلى عرض ألبسة بحر فاضحة من خلال مجسمات إنسان دون أدنى اعتبار لخدش حياء العابرين وهو الأمر الذي انزعج منه الكل وأثار استغرابهم ورأوا أن تلك المحلات تشجع على الفضح بدل الستر بعد أن راحت إلى عرض تلك الألبسة الفاضحة الخاصة بالبحر وفصل الصيف بوجه عام الذي يعتبر من أكثر الفصول في انتشار العري والفضح بسبب الحرارة المرتفعة التي يتخذها البعض ذريعة للبس تلك الملابس الفاضحة، وتسطو الظاهرة أحيانا حتى إلى الرجال الذين يظهرون بألبسة نصف عارية فالحشمة واجبة على الجنسين معا. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم فقالوا الكثير، الشاب رضوان في الثلاثينات قال إنه بالفعل شاهد المجسمات الفاضحة وهي تعرض بعض الملبوسات عبر المحلات واحتار للأمر كثيرا خصوصا وأن تلك المظاهر تتنافى وديننا وأعراف مجتمعنا، كما رأى أن التشهير بتلك الملابس يساهم بشكل كبير في فساد الأخلاق وانتشار الاعتداءات والتحرشات صوب النسوة والفتيات من طرف بعض الشبان، وأضاف أنه وجب محاربة تلك الظواهر والالتزام باللباس الشرعي الذي يأمر به ديننا أو حتى الالتزام بالحشمة بالنسبة لمن لا يرتدين الحجاب لتفادي المتاهات التي يدخلن فيها عبر الشوارع. أما آنسة أخرى فقالت إن بعض الفتيات أصابهن الجنون على ما يبدو، بحيث يذهبن إلى لبس الألبسة الفاضحة التي تكشف أجسادهن دون أدنى ضمير، ورأت أن الفتاة التي تحترم نفسها قبل أن تحترم أعراف المجتمع، لا تقترف تلك الأفعال التي تمس الشخصية وتفقد الاحترام، وعن استئناف بعض المحلات لترويج المايوهات الفاضحة قالت إن ذلك عار كبير فنحن في بلد مسلم ولا يصح اتباع الأهواء المحرمة الخاصة بالكافرين، فتلك المظاهر تبعد عنا بعد السماء عن الأرض حتى أنه ظهرت ألبسة خاصة بالبحر تخص المحجبات وهي تحافظ أكثر على الحشمة وتستر كامل الجسد والرأس، فالذهاب إلى البحر قصد الاستجمام هو جائز لكن لا يصح أن تنتشر تلك المناظر المخزية عبر شواطىء البحر وما مهد الطريق لذلك هي المحلات التي تروج لفساد الأخلاق.