قال أمس المحلل السياسي مصطفى صايج أن الأطماع التوسعية للمغرب ونزعته الاستعمارية – الاستيطانية، كلفت منطقة المغرب العربي وإفريقيا بشكل عام خسائر بملايير الدولارات على مختلف الأصعدة وتسببت في تعطيل كل مبادرات التقارب سيما مشروع الاتحاد المغاربي.... وأوضح صايج بأن المملكة المغربية، بصفتها الدولة الوحيدة في إفريقيا التي رفضت الاعتراف بمبدأ ‘' قدسية الحدود الموروثة عن الاستعمار ‘' المتضمن في ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، التي تأسست في ال 25 ماي 1963، بسبب أطماعها التوسعية، قد أجهضت الكثير من المبادرات التي تدخل في المصالح المتبادلة والعيش المشترك لشعوب المنطقة، مشيرا إلى أن المشروع التوسعي للمغرب في المنطقة ‘' يمتد من موريتانيا إلى نهر السينغال وداخل الحدود الجزائرية ‘' وفي هذا السياق أشار صايج الذي كان يتحدث في ‘' فوروم يومية المجاهد'' المنظم بمناسبة الذكرى ال 52 لميلاد منظمة الوحدة الإفريقية ( التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي)، إلى أن المغرب لم يتردد مباشرة بعد حصول الجزائر على استقلاله، باقتحام حدودها بجيوشه ما أدى إلى وقوع ما عُرف بحرب الرمال التي جرت سنة 1963، قبل أن يقوم باحتلال الصحراء الغربية. وبعد أن أكد بأن الأطماع الاستعمارية الاستيطانية للمغرب لا تختلف عن ما هو سائد لدى إسرائيل، شدد صايج أن التعامل مع المغرب لا يمكن أن يتم سوى على أساس تصفية الاستعمار، في الصحراء الغربية. وفي ذات السياق أشار المحاضر إلى أن الملك المغربي كان قد ألقى خطابا بمناسبة ما يعرف بالمسيرة الخضراء، قال فيه ‘' أترك وصية لأبنائي الشعب المغربي أن قضية الصحراء الغربية هي قضية موارد وقضية حياة بالنسبة إلينا لأن فيها السمك والفوسفات والبترول ‘'، وأكد صايج بأن ما جاء في هذا الخطاب دليل على النزعة الاستعمارية للمغرب، من أجل استغلال الثروات التي تتمتع بها الصحراء الغربية من فوسفات وبترول إلى جانب الثروة السمكية، مشيرا إلى تواطؤ فرنسا وإسبانيا مع المغرب يعود إلى اتفاقات الشراكة التي تربط المغرب بهذين البلدين لاستغلال ثروات الصحراء الغربية، وأعطى مثالا بأن اتفاق الشراكة الذي يربط المغرب بمدريد في مجال صيد السمك في المنطقة جعل الشركات الإسبانية تستأثر من نسبة 80 بالمائة