* بوتفليقة: (على الأفلان أن يكون أسوة حسنة للأحزاب الناشئة) أبدى رئيس الجمهورية اعتزازه بتاريخ نضالات الحزب العتيد الذي كان له الفضل في تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي الغاشم، وقال إنه لا يمكنه التحزّب كونه رئيسا للجمهورية، (اسمحوا لي أن أستأذنكم بتطفّلي هذا في مؤتمر الحزب العتيق لأن مسؤولياتي الدستورية تفرض عليَّ عدم التحزّب وأن أكون رئيسا لكلّ الجزائريين أنّى كانت مشاربهم). الرئيس أشار إلى الاضطرابات التي ألمّت بالحزب في الفترة الأخيرة، معربا بشكل ضمني عن رضاه على أداء عمار سعداني وقيادة الحزب: (أعرب لكم عن ارتياحي لتمكّن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد المتجذّر في أعماق الشعب الجزائري بالرغم ممّا تخلّل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعدّدية السياسية وخاصّة ما ألمّ به خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته). واضاف رئيس المجهورية في رسالته التي قرأها بالنيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة: (إن التاريخ ليشهد بأن الجزائر استطاعت فور ميلاد جبهة التحرير الوطني أن تتجاوز تلك المجازر الوحشية التي حدثت في مثل هذا الشهر قبل سبعين عاما وحوّلت دموع الألم إلى دموع ابتهاج واستبشار متواصل بالانتصارات تلو الانتصارات بفضل رباطة جأش محرّريها الأشاوس وعزائمهم الصلبة القوية، فما أعظمه من كفاح خاضوه بثقة في النفس وإيمان بالنصر وما زلتم تستكملونه بعدهم وستظلّون أنتم والآتون بعدكم على مواصلته بكلّ عزم وثبات على الدوام أوفياء للوطن العزيز). وفي رسالته، أعرب رئيس الجمهورية عن ثقته في قدرة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني على جعل حزبهم في هذه المرحلة الجديدة من مسيرته (يتطوّر ويكون منسجما ومتفاعلا مع مستجدّات العصر). ودعا بوتفليقة إلى ضرورة الاضطلاع بدور الأسوة الحسنة للأحزاب الناشئة من خلال تعميق الديمقراطية الصحيحة وتوسيع صفوفه بالتجديد والتشبيب وبالتفتّح على سائر شرائح المجتمع في المدن والقرى ذكورا وإناثا على كلّ الذين يتطلّعون إلى خدمة الصالح العام فوق كلّ اعتبار والانخراط في تسيير شؤون الدولة عبر استيفاء ما تتطلّبه المساقات الحزبية والشعبية من تزكية وتثمين. وبالمقابل، استبشر المسؤول الأول للبلاد بنتائج أعمال الحزب لمواصلة المسيرة بعزم وثبات -على حدّ تعبيره- من أجل تحقيق ما تصبو إليه الجزائر من تقدّم وسؤدد، مبديا ثقته في (الأفلان) من تمكّنه من قيادة ركب التجدّد الوطني الذي لا مفرّ منه وكي يتحكّم في أسباب الرقي ويتخلّص نهائيا من مظاهر التخلّف، كما أشاد بأعمال المؤتمر العاشر آملا في أن تفضي أشغال هذا الأخير (إلى ما يزيد حزب جبهة التحرير الوطني شأنا وقدرة على تعزيز مكانته أكثر فأكثر لدى كلّ الجزائريين والجزائريات فيبقى جلّهم على ثقة فيه وفي جدارته بأن يظلّ وارث رسالة نوفمبر المجيدة حزبا رياديا أصيلا عصريا متجدّدا ملتزما مخلصا على الدوام في خدمة الجزائر الناهضة المتألّقة). دعوات إلى تشبيب (الأفلان) اِنصبّت تدخّلات المندوبين في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الجمعة حول ضرورة إدماج عنصر الشباب والمرأة في صفوف الحزب، إلى جانب مواضيع تتعلّق بتنظيم الحزب وتوسيع قواعده. وفي هذا الشأن دعا المندوبون في اليوم الثاني من المؤتمر الجارية أشغاله بالقاعة البيضاوية للمركّب الأولمبي (محمد بوضياف) بمشاركة أزيد من 6000 مندوب، إلى ترقية مكانة الشباب في صفوف الحزب من خلال منح هذه الفئة الفرصة لتقلّد مناصب قيادية في الحزب تجسيدا لشعار المؤتمر العاشر للحزب (التجديد والتشبيب). كما أبرز المتدخّلون ضرورة مواصلة برنامج التكوين السياسي للشباب والاستفادة من خبرة المناضلين الأكبر سنّا تجسيدا لمبادئ الحزب الداعية إلى ضرورة استلام الشباب للمشعل. ومن جهة أخرى، ركّزت تدخّلات المندوبين على أهمّية توسيع القاعدة النضالية للحزب من خلال إنشاء قسمات جديدة، لا سيّما في المناطق النائية، إلى جانب الاهتمام بشكل أكبر بالعمل الجواري في المدن الكبرى. كما شكّلت الجلسة العلنية فرصة لبعض المندوبين لتقديم مقترحاتهم، منها المطالبة بتوسيع عضوية اللّجنة المركزية، إلى جانب طرح بعض الانشغالات التنظيمية للحزب.