تحدى ال"آف بي آي" الأمريكية وهزم الأمير علي بالقاضية بلاتر رئيسا للفيفا لعهدة خامسة فاز السويسري جوزيف بلاتر برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لعهدة خامسة على التوالي بعد انسحاب منافسه الوحيد الأمير الأردني علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من تصويت العمومية التي جرت عشية أول أمس بمدينة زيوريخ السويسرية مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولم يحصل أي من المرشحين للرئاسة على ثلثي أصوات الجمعية العمومية في الجولة الأولى من التصويت، ونال الرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر (79 عاما) 133 صوتا في الجولة الأولى، مقابل 73 صوتا للأمير علي (39 عاما)، وقد احتسبت 206 أصوات صالحة من اصل 209 في الجمعية العمومية. كان كل مرشح يحتاج الى ثلثي الأصوات للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى، وإلا تحسم النتيجة في الجولة الثانية التي تتطلب الأغلبية المطلقة، اي نصف عدد الأصوات زائد واحدا، لكن الأمير علي اتخذ قراره بالانسحاب قبل الجولة الثانية. بلاتر يعبر عن امتنانه للأمير علي أعرب بلاتر فور فوزه بولاية خامسة (عن امتنانه للأمير علي الذي حصل على نسبة كبيرة من الأصوات). وتابع (أشكركم على وقوفكم معي لأربع سنوات مقبلة، سأكون الربان والقبطان لسفينة الفيفا وسأعيدها الى بر الأمان). وأضاف (لكن علينا أن نعمل مع بعضنا وأن نحل المشاكل، علينا تعديل الكثير من الأمور). وختم (أعدكم بأن أسلّم خلفي بعد أربع سنوات فيفا أقوى).
=== يبلغ من العمر 79 سنة بلاتر.. رجل متعدد المواهب يتمتع السويسري جوزف بلاتر الذي اعيد انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لولاية خامسة الجمعة في زيوريخ رغم الزلزال الذي عصف بالمنظمة الدولية على خلفية اتهامات بالفساد، بمواهب متعددة لا تقتصر فقط على نجاحاته في تقديم عروض باهرة وإجادته أكثر من لغة. ويعرف عن بلاتر البالغ من العمر 79 عاما ذكاؤه الحاد ودرايته في معالجة اكبر المشكلات التي تعترض طريقه بدبلوماسية مشهودة، فضلا عن انه صاحب مبادئ لا يتراجع عنها ويذهب بأفكاره حتى النهاية. انضم بلاتر إلى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيسا وأوكل إليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل أن يعين أمينا عاما عام 1981 خلفا للألماني هلموت كايزر. وكان بلاتر خلال انتخابه لأول مرة رئيسا للفيفا عام 1998، تخلص من منافسه الوحيد يومها السويدي لينارت يوهانسون بعد أن استقطب أصوات معظم الدول التي كانت تدعم منافسه. ولكي يضمن أكبر قدر من التأييد في الانتخابات الأولى، اقترح على الفور اسم ميشال بلاتيني رئيس اللجنة الفرنسية المنظمة لكأس العالم كمدير تنفيذي للاتحاد في حال انتخب رئيسا، وقال (وجدت شريكا من أصحاب الكفاءة والخبرة هو ميشال بلاتيني، فهو يشاطرني أفكاري وأنا أشاطره أفكاره، وسيكون إلى جانبي في الحملة ومديري التنفيذي) في حال الفوز بالانتخابات. وكان من شأن هذا الاختيار أن تخلت فرنسا عن مرشحها الأول لتقول (نعم) لابنها بلاتيني و(لا) لجارها السويدي، وهذا الموقف أثر بالتأكيد على بعض الدول الأوروبية الأخرى، وقد حذت حذوها انجلترا في عملية (تصفية حسابات) مع يوهانسون الذي دعم ترشيح منافستها المانيا لاستضافة مونديال 2006.
"الأخطبوط" السويسري الذي تحدى الآف بي آي قطع بلاتر عهدا أنه لن يترشح بعد ذلك، لكنه خلافا لذلك عمل على إدخال تعديلات على قوانين المنظمة العالمية لم تحدد عمرا معينا للمرشح ولا عدد الولايات المتتالية. وعلت الأصوات وكان أوضحها لبلاتيني بالذات الذي أكد مرارا أنه لن يترشح في وجه بلاتر، واتهم السويسري ب (الخداع والكذب)، وكثرت الترشيحات في وجه (الأخطبوط) السويسري حتى رسا العدد الاخير على ثلاثة منافسين انسحب منهم رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ والدولي البرتغالي السابق لويس فيغو ليبقى الامير علي وحيدا في السباق. لكن لا العاصفة الهوجاء التي طالت 14 مسؤولا في الفيفا، ولا الاصطفاف الذي تشكل، أثرا في انتخاب بلاتر من الجولة الثانية، وهو الذي قال في كلمة قبل التصويت (حمّلوني مسؤولية العاصفة، لكنني أعد بفيفا قوي)، مضيفا (أنا معكم وببساطة أريد أن أبقى معكم)، واعدا ب (فيفا قوي). وأوضح (أن الفيفا يحتاج الى قائد قوي ومحنك لديه تجربة ويعرف الخفايا). وتابع (كل ما قمنا به ونقوم به وسنقوم به مبني على الثقة والمبادئ والروح الرياضية، ولكن سوف نقوم بتغيير بعض الأشياء منذ يوم الغد). وأضاف (مثلما تعرفون أن الفيفا ليس منظمة تعنى بكرة القدم فقط وليس فقط منظمة الاتحادات الرياضية، الفيفا في الأساس يشمل اللاعبين والأندية والبطولات والجامعات). وأشار الى أنه (يجب أن نجمل صورتنا منذ لحظة إعادة انتخابي). ==== أربعة أسئلة بعد إعادة انتخاب بلاتر رئيسا للفيفا انتهت انتخابات الفيفا بفوز سيب بلاتر بها، كالعادة منذ عام 1998، بالتأكيد لم يتضرر من قضايا الفساد، نعم هناك العديد من التكهنات، لكن سيب أقوى من ذلك بكثير، نحن نتحدث هنا عن رجل تحدى الإف بي آي ونجح. لنعد بالتاريخ قليلا، عند عام 1998، حينما نجح بلاتر وفي ذلك الوقت تحدث الصحافة الإنجليزية الجميع، مشيرة إلى أن السويسري قد قدم رشاوى لكي يصل لذلك المنصب، وفجأة اختفت تلك التكهنات، نعم سيطر سيب على الوضع. لنا أن نتخيل أن سيب بلاتر تجاهل الجميع، تجاهل كل قضايا الفساد وخرج وتحدث واستجدى الجميع للحصول على أصواتهم وبالفعل نجح في ذلك الأمر وببراعة شديدة، رأينا السويسري، يتحصل على 133 صوتا بالنسبة للمشاهد لم يتأثر بحرف من بلاتر لكن يبدو أن من كانوا بمقر الفيفا هم من تأثروا بشدة بتلك الكلمات التائهة. السؤال الأول: لماذا لم يفز الأمير علي؟ ببساطة؟ هو عربي في المقام الأول ولنسأل أنفسنا سؤال وحيد.. كم بلد عربي دعمه؟ 3؟ 5؟ وضع مخزي للغاية، لنتجه فيما بعد ونرى وقوف الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بجانب إستراليا وبعض الدول، أما أفريقيا وآسيا والكونكاكاف وأمريكا الجنوبية فهم في جيب بلاتر الصغير. السؤال الثاني: ما هي سياسة بلاتر قبل وبعد وفي كل وقت؟ بلاتر سياسته خبيثة للغاية، أقنع الجميع أن كرة القدم ستصبح للجميع، للفقراء، لا بأس بالكثير من الإعلانات لكن على أرض الواقع؟ رأينا بيع للبطولات وحرمان الكثير من المشجعين من مشاهدة المباريات بحجة الاحتكار، كرة القدم ما عادت للفقراء، أما عن أفريقيا فبعض الرشاوى لملاّك القرارات، وكذلك الحال مع آسيا علاقات قوية بصناع القرار، ورشاوى أخرى في الكونكاكاف وأمريكا الجنوبية، المنطقة الوحيدة التى يخشاها بلاتر هي أوروبأ، تلك القارة هي الخطر الذي هدده ويهدده دوما، هم لديهم المال، لديهم النفوذ، كلنا رأينا ما حدث بالأمس، انجلترا تهدد وبلاتيني الجميع يقف ضده، الأغرب انه وقف اليوم داخل هالينشتاديون ولم يرحل وقف يثبت للجميع أنه باق رغم أنوفهم. السؤال الثالث: ماذا بعد نجاح بلاتر؟ الأمر بسيط حرب عالمية ثالثة، أوروبا ضد بلاتر ونفوذه، جريغ ديكي رئيس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم قال بأن بلاتر سيصدم مما سيحدث وأنه لن يستمر في منصبه كرئيس للفيفا كما أكدوا أنهم سينسحبون من كأس العالم لعام 2018، ومن قبله قال ديفيد غيل أنه سيستقيل، وديفيد كاميرون كان قد أكد أنه يجب أن يستقيل، حرب قوية من إنجلترا، أما عن الشق الآخر في أوروبا فهو متحد تحت راية بلاتيني الذي أراه يحاول أن يصبح رئيس الفيفا القادم، وهو لعب اللعبة بطريقة ممتازة، ومع قضايا الفساد، السلطات السويسرية، الأمريكية، والإنجليزية تضغط على سيب، أوروبا تطالب بالتغيير فيكف سيلعبونها؟ السؤال الرابع: ماذا عن قضايا الفساد؟ الأمر لم ينته بعد ومخطئ من يظن أن اللعبة انتهت بإنتهاء الإنتخابات، لقد بدأت اللعبة للتو، وعلى الجميع أن يحضرها، ستظهر مستندات أخرى، سيحارب بلاتر بقوة خلال الفترة القادمة، المهم متى يستسلم؟ الإف بي آي يحقق في قضايا منح تنظيم بطولات كأس العالم للدول منذ عام 2002 وحتى عام 2010 كما ستحاول تقديم طلب للتحقيق في بطولتي 2018 و2022، الأمور لم تحسم بعد الأمور لازالت على صفيح ساخن. في النهاية، سيب بلاتر ربح تلك المعركة بكل تأكيد لكنه لم يربح الحرب بعد، أوروبا لن تستسلم بسهولة، وسيب لن يترك منصبه لأنه حين يستقيل سيسجن في اليوم التالي، لذا ليس علينا سوى أن نجلس وننتظر التطورات خلال الأيام المقبلة.