أعلن جوزيف سيب بلاتر رئيس الإتحاد السويسري لكرة القدم استقالته من منصبه عقب 4 أيام فقط من فوزه بولاية خامسة، وهي الاستقالة التي وصفت بالمفاجئة. وأعلن بلاتر، الذي انتخب لولاية خامسة على رأس الفيفا الجمعة، استقالته أول أمس بعد 17 عامًا على ترؤسه للاتحاد وسرع التحقيق المباشر حول ذراعه الأيمن جيروم فالكي والرجل الثاني في الاتحاد في اتخاذه قرار الاستقالة. حتى يوم استقالته لم يكن بلاتر مستهدفًا مباشرة بأي تحقيق في الولاياتالمتحدة وسويسرا بخصوص فضيحة الفساد التي هزت عالم كرة القدم وتتعلق بوقائع استمرت أكثر من 20 عامًا. وجاء الأمير الأردني علي بن الحسين، المرشح الخاسر في الانتخابات الأخيرة في المركز الثاني خلف بلاتيني ضمن قائمة المرشحين، فيما حلّ المرشح المنسحب لويس فيغو ثالثاً. فيما جاء خلفهم على الترتيب سينيس إرزيك نائب رئيس اليويفا، وتيد هوارد نائب سكرتير عام الكونكاكاف، وعيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وغريغ دايك رئيس الإتحاد الإنجليزي. ويعقد المكتب التنفيذي للإتحاد الأوروبي اجتماعه السبت المقبل في برلين قبل نهائي دوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. لماذا استقال بلاتر بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه؟ السؤال الأهم الذي يتداوله الجميع في هذه اللحظات، لماذا استقال بلاتر الآن ولم يمض على إعادة انتخابه أكثر من أربعة أيام؟ لقد كانت الفرصة مواتية له قبل الانتخابات أن يعلن انسحابه من سباق الترشح وترك منصب الرئيس للمرشح الذي نال على دعم القارة الأوروبية تحديدا. هل شعر العجوز بلاتر بأن الخطر بات قريبا عليه أكثر من أي وقت مضى بعد التلميحات التي طالت الأمين العام للفيفا بتلقيه رشاوى !! وهو الأمر الذي يعني بأنه قد يكون تحت طلب التحقيق في أي لحظة. لن تستفزنا الكلمات الرنانة التي خرج بها بلاتر في خطاب التنحي والإشارة إلى أن شعوره بأنه غير مرغوب فيه من قبل البعض دفعه إلى الاستقالة، فهو يعلم قبل أن يخوض الانتخابات بأن موجة من الغضب والاستياء اجتاحت أوروبا تحديدا عندما أصر على الترشح والنصائح العديدة التي تلقاها من قبل رفاقه الأوروبيين بضرورة ترك الساحة وعدم الترشح من جديد! الأيام المقبلة يُنتظر أن تكون كفيلة بدون شك بالأخبار التي قد تزلزل من جديد أرض كرة القدم. علي بن الحسين: "أنا في خدمة الفيفا " قال الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، إن استقالة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر هي خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال الأمير الأردني الذي كان ينافس بلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا: إنه موجود في خدمة الاتحاد الدولي لكرة القدم وأعضائه، وذلك ردا على سؤال حول نيته التقدم مرة أخرى للترشح خلفا لبلاتر الذي أعلن نيته الاستقالة فور اختيار خليفة له بموعد إقصاه ماي 2016. وألقى الأمير الأردني الضوء، وذلك في تصريح حصري لCNN على وجود الكثير الأعمال المطلوبة لإجراء إصلاحات بالاتحاد الدولي لكرة القدم ليعود منظمة تعنى باحتياجات كرة القدم على مستوى العالم وفي كل الدول. وأضاف: (الأمير وخلال ترشحه لرئاسة الفيفا أشار الى وجود فساد كبير في أروقة الاتحاد ويجب محاربته وهو ما تجلى اليوم باستقالة بلاتر بسبب فضائح الفساد). وجدد الأمير الأردني الى قدرة وجاهزية الأمير علي على رئاسة الفيفا في ظل خبرته واحترامه الكبير بين أوساط الكرة العالمية وهو ما أكدته الأيام الماضية. ميشال بلاتيني: "قرار جريء في التوقيت الصحيح" اعتبر الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم أن استقالة السويسري جوزيف سيب بلاتر من رئاسة الإتحاد الدولي قرار صعبٌ وجريء ولكنه القرار الصحيح. وقال بلاتيني في بيان مقتضب له عقب استقالة بلاتر: (إنه قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح). وكان الفرنسي من أشد الداعمين للتغيير في رئاسة الفيفا وقد دعا بلاتر إلى التنحي وعدم خوض الانتخابات، ويعد الآن من أبرز المرشحين لخلافته. دايك (رئيس الاتحاد الإنجليزي): "أمرٌ عظيمٌ لعالم كرة القدم" من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم غريغ دايك يوم الثلاثاء أن استقالة بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) (أمر عظيم لكرة القدم). وأكد دايك في تصريح لإذاعة (بي بي سي) أنه فقد الثقة ببلاتير منذ العام الماضي وأنه يعتقد أن السويسري أدرك أن تصاعد فضيحة الفساد التي تفاقمت في عالم كرة القدم سيطاله بنهاية الأمر. وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي: (كان جيداً وأعتقد أنه لأمر عظيم لعالم كرة القدم. إنها بداية شيء جديد). وأوضح: (كامل المنظمة الدولية بحاجة إلى إعادة هيكلة. كامل المشهد العام بحاجة لإعادة نظر في الأمور المالية. المستقبل يجب أن يبنى على الشفافية بعد أخبار اليوم العظيمة). المحامي العام السويسري: "لن تتم ملاحقة بلاتر" أيضاً أعلن مكتب المحامي العام السويسري أن رئيس الفيفا المستقيل من منصبه لم ولن يتم التحقيق في شأنه على خلفية فضيحة الفساد الأخيرة التي ضربت أروقة الجهة الحاكمة لكرة القدم. وأكد المتحدث باسم المدعي العام أندري ماتري لوكالة فرانس برس أن بلاتر حتى الآن لم يستجوب أو يتم الاستماع إليه من قبل السلطات السويسرية، لكن ذلك قد يحدث في أية لحظة إن اقتضت الضرورة وقال المكتب في بيانه: (جوزيف سيب بلاتر ليس تحت التحقيق بواسطة المكتب. استقالته المعلنة لن يكون لها أي تأثير على التحقيقات الجارية في الوقت الحالي). وكان المكتب قد أجرى العديد من التحقيقات في اتهامات رشوة وفساد وغسيل أموال على نطاق موسع تدخلت به سلطات الولاياتالمتحدة للتحقيق في شؤون الفيفا. جو كريلي المتحدث الرسمي باسم الشركة المراهنات: "بلاتيني المرشح الأول لخلافة بلاتر" كشفت شركة ويليام هيل، الأكبر في مجال المراهنات ببريطانيا أن ميشال بلاتيني هو الأقرب للحصول على المنصب الشاغر على رأس جمهورية كرة القدم. وقال جو كريلي المتحدث الرسمي باسم الشركة: (سيكون هناك الكثير من الأسماء التي تحاول وضع يدها على الوظيفة ولكن هناك مرشح أقرب من الجميع وهو بلاتيني). البرتغالي لويس فيغو: "يوم جيد للفيفا ولكرة القدم" اعتبر النجم البرتغالي والمرشح المنسحب من الانتخابات الأخيرة لرئاسة الفيفا لويس فيغو أن يوم استقالة بلاتر يعتبر يوماً جيدا للفيفا ولكرة القدم. وقال فيغو عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: (إنه يوم جيد للفيفا ولكرة القدم. التغيير سيأتي أخيراً. قلت يوم الجمعة الماضي بأن هذا اليوم سيأتي عاجلاً أم آجلاً، وها هو). وتابع: (الآن يتعين علينا إيجاد تسوية عالمية بهدوء ومسئولية لمنح الفيفا الشفافية والديمقراطية في المستقبل). روماريو المهاجم السابق للبرازيل: "استقالة بلاتر بداية عهد جديد لكرة القدم العالمية" (هذه أفضل أنباء منذ وقت طويل. استقالة سيب بلاتر من رئاسة الفيفا تمثل بداية عهد جديد لكرة القدم العالمية. كل قادة الاتحادات الفاسدين في العالم سيشعرون باقتراب سقوطهم مثل تسونامي. أتمنى أن تكون هذه الموجة العالية كافية لاقتلاع كل الفساد الذي تقوده أعلى سلطة كروية في العالم. منهيا حديثه بالقول (أنباء جيدة لكرة القدم. الآن يمكننا القول أننا أفسحنا المجال لتغيير فعال في عالم كرة القدم. في العقود الأخيرة أصبح الفيفا مجرد آلة لجمع المال). مارادونا: "الخائنون يجب أن يحاسبوا" قال الأرجنتيني ديغو مارادونا إنه جد سعيد بالطريقة التي رحل بها بلاتر من رئاسة الفيفا، مضيفا (إنه مستمتع بالفضيحة التي هزت عرش كرة بلاتر، فالخائنون يجب أن يرحلوا رغما عنهم، لكن رحيلهم يجب أن تتبع بمحاسبة وجماعة بلاتر للأسف سود وجه كرة القدم العالمية، وكنت ولازلت أندد بما قام به بلاتر في حق كرة القدم طيلة رئاسته للاتحاد الدولي لكرة القدم، وجاء اليوم الذي يجب أن يدفع ثمن خيانته للمهمة التي أوكلت له بتسيير شؤون كرة القدم العالمية). وكان مارادونا ينتقد بلاتر صراحة وأعلن في الانتخابات الأخيرة على رئاسة الفيفا دعمه الواضح للمرشح الآخر الأمير علي بن الحسين. على خلفية فضيحة الفيفا بلاتر موضوع تحقيق لل "اف بي آي" الأمريكية أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن بلاتر (يحاول منذ أيام أخذ مسافة من الفضيحة)، لكن السلطات (تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي الفيفا المتهمين) بالفساد لتضييق الخناق عليه. وأشارت الصحيفة وقناة (ايه بي سي) الإخبارية إلى تحقيق للاف بي اي يستهدف بلاتر مباشرة، نقلاً عن مسؤولين لم يكشفا عن هويتهما من قوى الأمن، وكذلك عن مصادر مقربة من الملف، لكن من دون تقديم تفاصيل. ورفض متحدث باسم الشرطة الفدرالية الأميركية الإدلاء بأي تعليق محيلاً إلى إعلان المدعية العامة لوريتا لينش الأسبوع الماضي حول توجيه الاتهام رسمياً إلى 14 عضوًا وشريكًا للفيفا. وأفادت (ايه بي سي) أن ال (اف بي اي) والمدعين الأميركيين يستهدفون بلاتر في وقائع مرتبطة بالفساد والرشاوى، التي أدت إلى توقيفات الأربعاء الفائت. وصرح مصدر آخر (ربما لن نتمكن من تفكيك المنظمة برمتها، لكننا قد لا نحتاج إلى ذلك)، في إشارة إلى تقنيات الاستجواب التي تؤدي إلى كشف المتهمين عن تورط رؤسائهم. وأعلنت لينش صبيحة أمس الأربعاء أن الولاياتالمتحدة وجهت اتهامات رسمية إلى 14 مسؤولاً في الفيفا وقسم التسويق الرياضي في ملف فساد يتعلق بحوالي 150 مليون دولار.