أعلن أمس عبد المجيد سيليني أن محامي الجزائر قد قرروا مقاضاة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني، مؤكدا التزامهم بالتكفل بجميع الأتعاب والإجراءات اللازمة لإيصال ملفات الفلسطينيين لمختلف الهيئات القضائية الدولية. وأوضح سيليني نقيب منظمة محامي العاصمة في ندوة صحفية عقدها بمقر مجلس قضاء العاصمة، لتقييم الملتقى الدولي الذي ستحتضنه الجزائر يومي 06 و07 جوان الجاري حول (معاناة الشعب الفلسطيني جراء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية واللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية) أنه تم اتخاذ مبادرة على المستوى الوطني لإنشاء تكتل للمحامين الجزائريين للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي، وسينخرط هذا التكتل ضمن تكتل دولي لمحامين من مختلف الجنسيات، تكون مهمته الدفاع والتكفل بجميع الإجراءات لإيصال معاناة الفلسطينيين للمحكمة الجنائية الدولية ودفعها لمحاسبة إسرائيل على جرائمها التي ارتكبتها ضد الإنسانية. وكشف النقيب أن هذه الخطوة ليست غريبة في تاريخ الجزائر المقاومة للاستعمار، مذكرا بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين (الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ولن يكتمل استقلال الجزائر إلا باستقلال فلسطين)، مؤكدا أن شعب فلسطين يدفع فاتورة الحرب العالمية الثانية التي انتهت بإنشاء وطن لليهود المضطهدين على حساب فلسطين، ليضيف أن هذا القرار اتخذ بعد مصادقة فلسطين على معاهدة روما التي تمكنها من اللّجوء إلى مختلف الهيئات الدولية على حسب طبيعة الجرم الذي يتعرض له شعبها. وأفاد سيليني أن الخدمة التي سيقدمها المحامون الجزائريون هي تناول آليات وميكانيزمات ووسائل حقوق الشعب الفلسطيني اتجاه المحكمة الجنائية الدولية اتخذتها منظمة محامي العاصمة على عاتقها لخصوصية هذه المهمة ولكي تكون لديهم الفرصة لتثبيت وتجسيد ماديا وقوفهم مع القضية الفلسطينية ومقاضاة المجرمين الذين قتلوا ومازالوا يقتلون يوميا آلاف من الفلسطينيّين، حيث تسمح معاهدة لكل مواطن تعرّض لاضطهاد أو انتهكت حقوقه أن يقاضي كل من اقترف في حقه هذا الجرم. واعتبر النقيب معاهدة روما انتصارا على إسرائيل رغم الابتزازات التي مارستها عدة حكومات أجنبية على غرار أمريكا وانجلترا لمنع فلسطين من المصادقة عليها كاشتراط عدم التوقيع عليها للاعتراف بها، فيما طالبتها فرنسا بالعودة إلى طاولة المفاوضات دون شرط، كان قتل 4000 شخص في سجن غزة لا يكفي لمقاضاة إسرائيل دوليا، كاشفا أن نقابة العاصمة قد قدمت مساعدة لأطفال غزة قدرت ب 34 ألف محفظة مدرسية بجميع لوازمها بقيمة 11 مليون دينار. وسيُشارك في الملتقى الدولي الأول المقرر عقده بداية الأسبوع القادم 20 شخصية دولية على رأسهم (رونالد فايل) المعروف بدفاعه المستميت على القضية الفلسطينية إلى جانب قرابة 500 محامي جرائري لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمقاضاة إسرائيل. وبخصوص إضراب محامي وهران عن الطعام، أكد سيليني أنه توسط لحل المشكل وُديا غير أن ذلك لم ينجح لأنه لا يمكنه الخروج عن قرارات الاتحاد الوطني التي اعتبرها غير كافية لحلّ إشكال المحامين مع نقيبهم وأنه لا يمكنه تجاوز نقيبين، مضيفا أن العدالة حكمت لصالحهم وعلى النقيب أن ينفذ الحكم القضائي الذي أمر بعودتهم لممارسة المهنة.