يبدو أن اختراع أجهزة "قراءة الأفكار" المحمولة، التي كشف عنها أخيراً باحثون في جامعة ويسترن أونتاريو بكندا، ستشكل أملاً جديداً لأولئك الذين يعانون من الشلل الكلي، حيث يمكن لهذه الأجهزة أن تتيح لهم التواصل مع محيطهم وأحبائهم من حولهم، فالجهازان يجمعان بين استخدام وسائد أو حشوات هزازة، وقبعة مزودة بأقطاب كهربائية لقياس إشارات دماغ المريض، وبحسب الباحثين فإن هذه الخطوة تساعد في الالتفاف على خطأ التشخيص بالنسبة للمصابين بالشلل المصنفين بأنهم يعيشون في غيبوبة، ممن يعجزون عن التعبير، رغم قدرتهم على فهم كل ما يدور من حولهم. وذكرت مصادر، كان التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي هو الإجراء الوحيد للمرضى المصابين بالشلل الكلي، لتقدير إمكانيتهم على التواصل، وقد أظهرت تجارب سابقة نجاح تلك الفئة من المرضى في التواصل مع أشخاص آخرين من خلال التركيز على كلمات معينة، مثل "نعم" أو "لا"، أثناء تواجدهم داخل جهاز التصوير بالرنين، وبعد دراسة نشاط أدمغتهم باستخدام الأقطاب، أظهر الباحثون قدرتهم على قراءة إجاباتهم بدقة. أحد الباحثين في الجامعة قال إن اختراعهم استند إلى نظام ينطوي على وضع وسادة هزازة على ذراع الشخص، ثم يطلب منه التركيز على اهتزاز واحد، مشيراً إلى أن الفكرة تكمن في تركيز الاهتمام على فعل اهتزازي، يؤدي لإطلاق إشارات كهربائية في الدماغ، تسهل قراءتها بصورة أكبر من حركات العين. وأضاف أنه وللمرة الأولى، بينت إحدى الحالات في كندا، والتي تم تشخيصها في حالة غيبوبة، حيازة الشخص لمستويات غير معروفة من الوعي، حيث يمكنه رصد وتحليل المعلومات من البيئة المحيطة به، بذات الطريقة التي يستخدمها الأفراد الأصحاء.