من أعظم نعم الله تعالى الماء، ونزول القطر من السماء، ونزوله وانقطاعه بيده تعالى لا بيد أحدٍ سواه، قال عز وجل “ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبالٍ فيها من بردٍ فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء”. وقال تعالى “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد”. حكمة الاستسقاء أمرنا الله جل جلاله حين يشح الأمطار أن نلجأ إليه بالتوبة والتضرع والاستغفار، وبين ذلك على لسان الأنبياء الأطهار قال عز وجل “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا”. ووعد الله تعالى عباده التائبين بقبول توبتهم، والعفو عن سيئاتهم، فقال تعالى “وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون”. وقال عز وجل “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”. والاستسقاء هو الدعاء بطلب السقيا من الله تعالى على صفة مخصوصة. وحكم صلاتها “سنة مؤكدة”، وتصلى في كل وقت، والأفضل أن تصلى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح. والحكمة من صلاة الاستسقاء تكمن في أنه إذا أجدبت الأرض، واحتبس المطر شرعت صلاة الاستسقاء، ويخرج لها المسلمون إلى الأرض الخلاء ويجوز أداؤها في المساجد وهم خاشعون، متذللون، متضرعون، متواضعون، رجالاً ونساءً وصبياناً. وتقام صلاة الاستسقاء جماعة، أو بالدعاء في خطبة الجمعة، أو بالدعاء عقب الصلوات وفي الخلوات من غير صلاة ولا خطبة. حيث يتقدم الإمام ويصلي بالمسلمين ركعتين بلا أذان ولا إقامة، يكبر في الأولى سبعاً بتكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة وسورة من القرآن جهراً، ثم يركع ويسجد، ثم يقوم فيكبر في الركعة الثانية خمساً سوى تكبيرة القيام، ثم يقرأ الفاتحة وسورة من القرآن جهراً، فإذا صلى الركعتين تشهد، ثم سلم. خطبة صلاة الاستسقاء يخطب الإمام خطبة واحدة قبل الصلاة، يحمد الله تعالى ويكبره، ويستغفره، ويقول ما ثبت في السنة، ومنه: “إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم”. ثم يقول: “الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين. لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين”. أخرجه أبوداود. ويردد الأحاديث التالية: “اللهم اسقنا غيثاً، مغيثاً، مريئاً، مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل”. أخرجه أبو داود. “اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت”. أخرجه مالك وأبو داود. “اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا”. أخرجه مسلم. “اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا”. أخرجه البخاري. وإذا كثر المطر وخيف الضرر سُن أن يقول: “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والظراب والأودية، ومنابت الشجر”. متفق عليه. والسنة إذا نزل المطر أن يحسر ثوبه ليصيب المطر بعض بدنه قائلاً: “اللهم صيِّباً نافعاً”. أخرجه البخاري. ويقول بعد نزول المطر “مُطِرنا بفضل الله ورحمته”. متفق عليه. وإذا استسقى الإمام فالسنة أن يرفع يديه ويرفع الناس أيديهم، ويؤمِّنون على دعاء الإمام أثناء الخطبة. إذا فرغ الإمام من الخطبة استقبل القبلة يدعو، ثم يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر، ويرفع الناس أيديهم يدعون، ثم يصلي بهم صلاة الاستسقاء ركعتين كما سبق. والسنة أن يخطب الإمام قبل صلاة الاستسقاء قائماً. ما يستحب قبل الخروج لصلاة الاستسقاء يُستحب قبل الخروج إلى الصلاة: - التوبة. - الصدقة. - الخروج من المظالم. - المصالحة بين المتخاصمين. - صيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المعين لذلك، ويخرج الصبيان، والشيوخ، والعجائز، ويباح إخراج البهائم والصغار. الاستسقاء في السنة - عن عباد بن تميم عن عمه قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي قال: فَحَوَّل إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة”. متفق عليه. - عن عائشة رضي الله عنها قالت: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل، ثم قال: “إنكم شكوتم جدب دياركم..” ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين”. أخرجه أبو داود. * الاستسقاء هو الدعاء بطلب السقيا من الله تعالى على صفة مخصوصة. وحكم صلاتها “سنة مؤكدة”، وتصلى في كل وقت، والأفضل أن تصلى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح. والحكمة من صلاة الاستسقاء تكمن في أنه إذا أجدبت الأرض، واحتبس المطر شرعت صلاة الاستسقاء، ويخرج لها المسلمون إلى الأرض الخلاء ويجوز أداؤها في المساجد وهم خاشعون، متذللون، متضرعون، متواضعون، رجالاً ونساءً وصبياناً. * إذا كثر المطر وخيف الضرر سُن أن يقول: “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والظراب والأودية، ومنابت الشجر”. متفق عليه.