وقّعت اليونان وروسيا أمس مذكّرة تفاهم بخصوص مدّ خطّ أنابيب الغاز (تركيش ستريم) إلى أوروبا عبر الأراضي اليونانية بتمويل من روسيا، الأمر الذي يتوقّع أن يثير غضب الإدارة الأمريكية التي سبق وأن أعربت عن رفضها لإتمام هذا المشروع. قال وزير الطاقة اليوناني باناغيوتيس لافازانيس خلال مراسم التوقيع بمدينة سان بطرسبورغ الرّوسية إن اليونان تحتاج إلى الدعم لا الضغط عليها خلال أزمة ديونها، مضيفا أن التعاون مع روسيا ليس موجّها ضد دول أخرى أو أوروبا. وجرى توقيع المذكّرة أثناء زيارة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لمدينة سان بطرسبورغ، بينما ينفد الوقت أمام أثينا للتوصّل إلى اتّفاق مع الدائنين على إجراء إصلاحات مقابل الحصول على مساعدات. وحسب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فإن شركة غازبروم الرّوسية الحكومية لإنتاج الغاز لن تملك الجزء الممتدّ عبر الأراضي اليونانية من خطّ الأنابيب، موضّحا أن البلدين سيتقاسمان ملكية الخطّ مناصفة. وبموجب خطط غازبروم سيقسم خطّ الأنابيب (تركيش ستريم) إلى أربعة خطوط بطاقة إجمالية قدرها 63 مليار متر مكعّب سنويا، منها خطّ إلى تركيا ينقل الغاز إلى أوروبا دون المرور بالأراضي الأوكرانية. وكثّفت موسكو جهودها الرّامية إلى إيجاد طرق بديلة لإمدادات الغاز إلى أوروبا كبرى أسواقها دون عبور الأراضي الأوكرانية منذ أن أطاح متظاهرون أوكرانيون بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في العام الماضي وضمّت موسكو شبه جزيرة القرم. وتطمع اليونان أن يوفّر هذا الخطّ حوالي 2000 فرصة عمل بجانب الضغط على الدائنين الأوروبيين. لكن صحيفة (توفيما) اليونانية المعارضة ذكرت أخيرا أن السفارة الأمريكية في اليونان أصدرت بيانا قالت فيه إن الولايات المتّحدة قلقة من احتمال مدّ الخطّ التركي في اليونان، لأنها تعتقد أنه لن يزيد من امتياز اليونان في مجال الطاقة، ومن المحتمل أن يولّد قلقا لدى السلطات الأوروبية، وقالت إن الولايات المتّحدة ستساعد اليونان على الدخول في برامج مثل خطّ غاز تاب وخطّ غاز (تاب) الممتد من أذربيجان والمارّ من بحر قزوين إلى اليونان ثمّ إلى إيطاليا وغرب أوروبا، يشكّل ضربة لشركة غازبروم الروسية.