تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الخميس بالعمل على الانتهاء من مد خط ساوث ستريم الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد أن يخترق المياه التركية قبل الموعد الرسمي لإطلاقه. وجاء تعهده في لقاء جمعه في منزله في مدينة سان بطرسبرغ الروسية بنظيره والإيطالي سيلفيو برلسكوني وأيضا جمعهما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقال بوتين إن هناك فرصة للانتهاء من خط الأنابيب الذي تشترك في إنجازه شركتا غازبروم الروسية وإيني الإيطالية قبل موعد إطلاقه الرسمي في .2013 وسيقع مد الأنابيب تحت مياه البحر الأسود انطلاقا من روسيا ثم عبر المياه التركية إلى بلغاريا ولاحقا إلى صربيا والنمسا وجنوب إيطاليا واليونان. وأرادت موسكو أن يسلك الخط هذا الطريق لتفادي مروره عبر أوكرانيا بسبب النزاع القائم بشأن صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا والرسوم التي يفرضها كل منهما على صادرات أو واردات البلد الآخر. وأشار فلاديمير بوتين إلى إمكانية الانتهاء من ساوث ستريم قبل اكتمال مشروع آخر مواز هو نورد ستريم الذي سينقل أيضا الغاز الروسي إلى ساحل ألمانيا على بحر البلطيق بعد أن يشق المياه الإقليمية لدول البلطيق الثلاث وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. ومن المقرر أن يبدأ ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر هذا الخط في .2012 ووصف رئيس الوزراء الروسي مد خط ساوث ستريم إلى أوروبا من تحت المياه الإقليمية لتركيا بأنه تحد مشيرا إلى تجربة روسية سابقة متمثلة في مد خط أنابيب غاز آخر هو بلو ستريم تحت مياه البحر الأسود إلى تركيا. وقال برلسكوني من جهته إن إنشاء خط ساوث ستريم تحدّ يتعين قهره. وينظر إلى ساوث ستريم، الذي ينظر إليه على أنه منافس لخط نابوكو الذي تخطط أوروبا للشروع في مده في 2011 على أن يبدأ ضخ الغاز إليها من منطقة بحر قزوين عبر تركيا في .2014 من جهته قال أردوغان إن بلاده تسعى إلى تعزيز دورها بوصفها دولة عبور في المنطقة، وإلى أن تكون مركزا للطاقة. وبشأن الطاقة أيضا، قال رئيس شركة غازبروم الروسية العملاقة الخميس إن الطلب الأوروبي على الغاز الروسي زاد في الشهرين الماضيين. وأكد أليكسي ميلر أن مستوى الطلب الأوروبي فاق مستوى ما قبل الأزمة المالية العالمية. وحذر ميلر من أنه لن يكون ممكنا في المستقبل تلبية الطلب الأوروبي على الغاز مع التقلص التدريجي لاحتياطيات الغاز في أوروبا في غياب خطوط لنقل الغاز على شاكلة ساوث ستريم.