إشادة عالمية بدورها (الحاسم) في المصالحة بمالي ** أضافت الدبلوماسية الجزائرية نقاطا مهمّة في رصيدها بعدما تكلّلت جهودها الحثيثة بتوقيع اتّفاق السلام في مالي، هذا الاتّفاق التاريخي يعتبر أحسن ردّ على المشكّكين في نجاعتها من الداخل والخارج، كما سيكسبها -حسب ملاحظين- ثقة ومصداقية دولية تفتح لها أبواب حلّ مزيد من النّزاعات الإقليمية على رأسها الملف الليبي. توالت أمس عبارات الإشادة والثناء من مختلف عواصم العالم على الدور الحاسم الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية في توقيع اتّفاق السلام المالي، وفي السياق رحّب الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون بتوقيع تنسيقية حركات الأزواد في العاصمة باماكو على اتّفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، مشيدا بفريق الوساطة بقيادة الجزائر. وفى بيان صدر عن المتحدّث باسم بان كي مون، أشاد الأمين العام بالأطراف المالية وفريق الوساطة بقيادة جزائرية على جهودهم في إنجاح عملية التوقيع. وجاء في البيان: (يشير الأمين العام إلى أن هذا التوقيع يمهّد الطريق للتطبيق الكامل لاتّفاقية السلام). كما حثّ الأمين العام للأمم المتّحدة جميع الأطراف على الاستمرار في العمل باخلاص لدفع التقدّم والتطبيق الكامل لبنود وقف إطلاق النار. من جهتها، رحّبت باريس على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس باِلتزام الأطراف المالية بالتوقيع على اتّفاق السلام لدعم جهود المصالحة في مالي وإعادة بناء البلاد عبر التوقيع أوّل أمس السبت عليه في باماكو من قِبل تنسيقية حركات الأزواد، مجدّدا إشادة فرنسا بوساطة الجزائر في تحقيق هذا الإنجاز. وقال فابيوس في بيان له إ ن بلاده تشيد مجدّدا بالوساطة الجزائرية، مضيفا أن فرنسا ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لمواكبة هذا الاتّفاق الهام. وبدورها، جدّدت حكومة مالي شكرها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على دعمه (الكبير) لمسار السلم والمصالحة في مالي. وجاء في رسالة شكر بعثت بها حكومة مالي إلى الرئيس بوتفليقة وتمّت قراءتها بمناسبة مراسم استكمال مسار التوقيع على مسار السلم والمصالحة في مالي: (بهذه المناسبة تحرص حكومة مالي على تجديد شكرها وعرفانها للرئيس بوتفليقة على دعمه الكبير لمسار السلم والمصالحة في مالي). وجاء في الرسالة أيضا أن حكومة مالي (تأبى إلاّ أن تشكر الرئيس بوتفليقة على حرصه الدائم على تحقيق الوحدة والسلامة الترابية لمالي). في شهر جانفي 2014 طلب الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا من الرئيس بوتفليقة مساعدة الجزائر من أجل نهاية سعيدة للأزمة في مالي وتمّ إثرها تنصيب اللّجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائرية-المالية حول شمال مالي، ومن ثَمَّ باشرت الجزائر عدّة جوالات من المفاوضات التمهيدية لتقريب الرُؤى بين حركات شمال مالي، وقد كانت هذه المراحل هامّة لتوفير شروط نجاح الحوار المالي الشامل المنشود. وقد تمّ توقيع الاتّفاق مساء السبت من قِبل ممثّل تنسيقية حركات الأزواد سيدي إبراهيم ولد سيداتي بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ممثّل الجزائر التي قادت الوساطة الدولية في المفاوضات بين الماليين. وشارك في مراسم التوقيع الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا وأعضاء من الحكومة المالية وأعضاء في الوساطة الدولية، بالإضافة إلى مختلف الأطراف المالية الموقّعة على الاتّفاق. ويأتي هذا بعد أن كان اتّفاق السلم والمصالحة في مالي قد وقّع عليه في 15 ماي المنصرم من طرف الحكومة المالية والحركات السياسية-العسكرية لشمال مالي المنخرطة في (أرضية الجزائر) وفريق الوساطة الدولية بقيادة الجزائر. ووقّعت على الاتّفاق تشكيلتان من أصل خمس تعدّهما تنسيقية حركات الأزواد وهما التنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات الوطنية للمقاومة.