سؤال وجواب في فقه الدين والحياة إعداد الشيخ: يوسف قويدر جلول هل قطرة العين والأذن تفطران الصائم؟ قطرة العين والأذن لاتفطران الصائم، لأنهما ليسا أكلا ولا شربا ولا في معنى الأكل والشرب، وليسا منفذا طبيعيا للحلق، بخلاف الأنف، وبعض الناس يقول إنك تحس بطعم قطرة العين أحيانا في حلقك، فنقول مجرد وجود الطعم ليس دليلا على حصول الفطر، لأن أحيانا من لطخ قدميه بشيء يجد طعمه في حلقه، وبعض أنواع الطيب تضعه على خدك، فتجد طعمه، فهذا ليس دليلا . والدليل على أن قطرة الأذن والعين لاتفطران الصائم، أن الكحل والتداوي بالتقطير في العين والأذن، كان معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد ما يدل على أنهما يفطران، وما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو عفو، وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. وقطرة الأنف؟ قطرة الأنف تفطر الصائم لحديث (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) وإنما نهاه عن المبالغة في الاستنشاق في الوضوء لأنه يحصل به الفطر. هل حقنة الأنسولين أو غيرها تفطر الصائم؟ أصح قولي العلماء إن الحقنة التي لاتغذي الجسد، مثل الأنسولين وما يأخذه المريض من الدواء عن طريق حقنة في العضل، أن ذلك كله لا يفطر الصائم، لأن الله تعالى قال (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) والحقنة التي ليست في معنى الطعام والشراب ولاتغني عنهما، ليست أكلا ولا شربا، ولا هي في معناهما، ولم يرد نص يدل على أنها تبطل الصوم، فلا نص ولا قياس، والأصل عدم إثبات ما يبطل الصوم إلا بالنص، فهي لا تبطل الصوم إن شاء الله تعالى، وهذا أيضا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجماعة من العلماء. والحقنة التي في الوريد التي تسمى المغذي؟ هذه تفطر الصائم لأنها في معنى الأكل والشرب، فهي تغني عنهما، بل هي خلاصة الطعام والشراب أصلا. ما رأيك في الذي يفطرون على سيجارة؟ أقول لهم أولا شهر رمضان، فرصة العمر ليتخلص المسلم من هذه العادة السيئة وهي التدخين، وهي عادة محرمة، لأنه لايمكن أن تكون الشريعة الكاملة التي حرمت كل الخبائث، ولم تبح إلا الطيبات، لايمكن أن تبيح للإنسان سما قاتلا باتفاق الأطباء، إلى جانب ما فيها من إيذاء المسلمين والملائكة، فقد ثبت أن الملائكة تتأذى بالريح الخبيثة، ولهذا أمر الإسلام المسلم أن يكون نظيفا دائما، ويستاك ويغسل أطرافه خمس مرات في اليوم، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يحضر الجماعة في بيت الله الذي تحفه الملائكة، إن كان عليه رائحة البصل والثوم، وقال إن ذلك يؤذي المؤمنين ويؤذي الملائكة، وكذلك التدخين هو من أعظم الأذى، ولهذا بدأ العالم بعزل المدخنين في المطارات، والمرافق العامة في غرف معزولة، حتى لا يؤذوا الناس. فالواجب على المسلم أن يغتنم فرصة شهر الصبر، فيقلع عن التدخين، وما مثل الذي يفطر على السيجارة إلا كمثل الذي حلب ناقته حتى إذا امتلأ إناءه، دفق اللبن في التراب، فالصائم ينال ثوابه عند فطره، ويستجاب دعاءه في هذه اللحظة لأنه أتم عبادة جليلة مع الله تعالى، فهذا المدخن بدل أن يختم عمله الصالح بالدعاء عسى الله أن يتقبل منه، يختمه بهذه العادة السيئة. هل يجوز للصائم أن يذوق شيئا يريد شراءه أو يطبخ فيذوق الطبيخ؟ لاحرج في ذلك، لأن الذوق لا يدخل به الشيء إلى الجوف، وقد رخص الصحابة للصائم يريد أن يذوق الطعام. * إمام أستاذ بمسجد السلام ولاية عين الدفلى للتواصل معنا عبر الإيمايل : هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته أو صفحة الفايسبوك: https://www.facebook.com/abouassem.kouiderdjelloul