أول قصة في الدنيا انطلقت برجل وامرأة، والله عزوجل خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحه واسجد له الملائكة ونصره على ابليس واستمرت التكريمات ثم ادخله الجنة وقال له لها فيها ما شئت... لكن المالك الجديد للجنة وما فيها استوحش ولم يأنس فخلق الله له امرأة منه لمدى القرب واللحمة الواحدة فكانت حواء هي الحياة التي يستطيب بها كل شيء. س 1 : أختي تغتاب الناس كثيرا، وخاصة الأقارب والجيران، ولقد نصحتها في العديد من المرات، ولكنها استمرت في ذلك، خاصة خلال فترة عطلتها، التي غالبا ما تكون في شهر رمضان، فهل صيامها صحيح أم لا؟ ج 1 : الأصل أن الغيبة ليست طعاما وشرابا، فهي لا تفطر، ولكنها من المعاصي التي نهى عنها المولى عز وجل في قوله : "ولا يغتب بعضكم بعضا"، الحجرات: 12، كما تكون سببا في كثرة الذنوب، والآثام، التي تتسبب في إنقاص أجر أختك، ووقوع الوزر عليها، مما يجعل صيامها غير مكتمل لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم"، مما يجعلنا نقول للسائلة اتق الله في عبادتك وحافظي على حسناتك، وادخريها ليوم القيامة، وذلك بحفظك للسانك حتى لا تكبي على وجهك في النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
س 2 : أمي عجوز جاوزت الستين، وألفت وضع الكحل في عينيها، وأحيانا تضع دواء وهو عبارة عن قطرات في نهار رمضان، لكي تنظف عينيها، فما حكم الشرع في صحة صيامها؟ ج 2 : من اكتحل في نهار رمضان أو استعمل القطرة مطلقا سواء أكانت في العين أو الأذن أو الأنف ووصلت إلى الحلق فإنها مفطرة إن كان استعمال هذه الأشياء نهارا وليست مفطرة إن كان استعمالها ليلا ووجد طعمها في حلقه نهارا عند المالكية، لأنهم وضعوا قاعدة في ذلك وهي: "أن كل ما وصل طعمه للحلق فهو مفطر سواء أدخل عن طريق المنفذ المعتاد الذي هو الفم ،أو عن غير طريق المنفذ المعتاد كالأذن، أو العين مثلا "وخالفهم في ذلك أبو حنيفة والشافعية والأوزاعي وأبو ثور وعطاء والحسن والنخعي وابن حزم، وابن تيمية، وسبقهم لذلك كل من ابن عمر وأنس وابن أبي أوفى من الصحابة. وممن قال بذلك من المحدثين الدكتور القرضاوي إذ رأى هؤلاء جميعا أن الكحل والتقطير في الأذن أو العين أو الأنف لا يعتبر من المفطرات وبخاصة : أن هذه الأمور من الأشياء التي تعمّ بها البلوى، ولو كانت مفطرة لبينها الرسول، إذ لا يجوز السكوت عن البيان في وقت الحاجة هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم يصح في هذا الباب شيء عن النبي كما قال بذلك الإمام الترمذي.
س 3 : السلام عليكم، أنا فتاة متزوجة حديثا، وتخرج من فمي بعض الروائح التي يكرهها زوجي، فهل يجوز لي استعمال معجون الأسنان لتنظيف فمي في نهار رمضان أم لا، أفيدونا أفادكم الله؟ ج 3 : نشكر هذه الفتاة على حرصها على نظافتها، خاصة وأن النظافة تقرب بين الزوجين، وعليه نقول للسائلة إذا استعملت معجون الأسنان في نهار رمضان لزمك الحرص الشديد على عدم وصول شيء منه إلى الحلق، فإذا دخل شيء منه إلى الحلق، اعتبر ذلك مفطرا عند أكثر العلماء، كما ننبه إلى أنه حتى على فرض عدم وصول شيء منه للحلق وشعر الصائم بطعمه في حلقه كان ذلك مفطرا عند فقهاء المالكية (رحمهم الله)، ولذا يحسن بالصائم استعماله ليلا بعد السحور، والحرص على عدم ترك بقايا الطعام بين الأسنان لأنها هي التي تخلف الرائحة الكريهة في الفم، والأفضل تجنب استعمال المعجون نهارا لأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك كما نص على ذلك رسول الله »ص« في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري (رحمه الله)، ولكن إذا كانت تخرج من فمك رائحة منفرة، فلا بأس باستعمال المعجون نهارا شريطة ألا يصل منه شيء للحلق أو الجوف.
س 4 : أحييكم بتحية الإسلام فأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة تزوجت منذ ثلاثة أشهر، وأداوم على صيام التطوع، وزوجي يفسده لي بالعلاقة الجنسية، ويقول لي هذا حقي الشرعي، ويجب عليك أن تحصنيني بينما هذا الصوم هو تطوع غير واجب عليك، فهل له الحق في إفساد صومي أم لا، فما قولكم دام فضلكم؟
ج 4 : من حق الزوج وهو حاضر غير غائب أن لا تصوم زوجته صيام التطوع إلا بإذنه لما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه" وفي بعض الروايات "إلا رمضان"، وللزوج الحق في أن يفسد صوم زوجته إذا كان صوم تطوع إذا رغب في جماعها، شريطة أن تكون قد صامت دون إذنه، أما إذا كان قد أذن لها في الصوم، فإنه يمنع من إفساده، لأن صيام التطوع مستحب فعَن أبِي أمامةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : "عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ"، وعَنْ أَبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَا مَنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ تَعَالى إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً".