كان سيدات 2024 :الجزائر ضمن مجموعة صعبة برفقة تونس    الرابطة الأولى موبيليس: مولودية وهران تسقط في فخ التعادل السلبي امام اتحاد خنشلة    إجتماع أوبك/روسيا: التأكيد على أهمية استقرار أسواق النفط والطاقة    المؤسسات الناشئة: ضرورة تنويع آليات التمويل    تصفيات كأس إفريقيا-2025 لأقل من 20 سنة/تونس-الجزائر: ''الخضر'' مطالبون بالفوز لمواصلة حلم التأهل    لجنة تابعة للأمم المتحدة تعتمد 3 قرارات لصالح فلسطين    تنظيم الطبعة ال20 للصالون الدولي للأشغال العمومية من 24 إلى 27 نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    مولي: الاجتماع المخصص للصادرات برئاسة رئيس الجمهورية كان مهما ومثمرا    ميلة.. تصدير ثاني شحنة من أسماك المياه العذبة نحو دولة السينغال    بنك الجزائر يحدد الشروط الخاصة بتأسيس البنوك الرقمية    الرئاسة الفلسطينية تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل الفوري على وقف العدوان الصهيوني المتواصل عل الفلسطينيين    أوبرا الجزائر تحتضن العرض الشرفي الأول للعمل الفني التاريخي ملحمة الرمال " تاهقارت"    الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا يثمن قرار الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين صهيونيين    منظمة العفو الدولية: المدعو نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة الجنائية    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    دعم حقوق الأطفال لضمان مستقبل أفضل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من تونس إلى فرنسا (داعش) يتمدّد
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 06 - 2015

وقعت الهجمات واحدة تلو الأخرى في غضون بضع ساعات، ففي فرنسا عثر على جثّة مقطوعة الرّأس تغطّيها كتابة باللّغة العربية بعد أن صدم مهاجم حاويات غاز بسيّارته فأحدث انفجارا، وفي الكويت فجّر شخص نفسه في مسجد للشيعة خلال صلاة الجمعة فقتل 27 شخصا، وفي تونس فتح مسلّح النّار على فندق يرتاده السائحون فقتل 37 على الأقلّ، ولا توجد أدلّة على أن هناك تنسيقا متعمّدا للهجمات. لكن ساسة غربيين يرون أن حدوثها بفاصل زمني قصير في اليوم ذاته وفي ثلاث دول بثلاث قارات، يبرز التأثير الواسع الذي ينمو بسرعة لتنظيم الدولة.
يمثّل التنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم الكويت وتونس الآن تهديدا خارج معاقله في سوريا والعراق، ودعا أتباعه هذا الأسبوع إلى تصعيد الهجمات. في 23 جوان الجاري، حثّ المتحدّث باسم التنظيم أبو محمد العدناني المقاتلين على القتال في رمضان، وقال: (فبادروا أيّها المسلمون وسارعوا إلى الجهاد، وهبّوا أيّها المجاهدون في كلّ مكان وأقدموا لتجعلوا رمضان بإذن اللّه شهر وبال على الكافرين)، وقال: (نبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك فاغتنموه، وأفضل القربات للّه هو الجهاد، فسارعوا إليه واحرصوا على الغزو في هذا الشهر الفضيل، والتعرّض للشهادة فيه). ولفت المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الكولونيل ستيف وارين إلى أن تنظيم الدولة أعلن المسؤولية عن هجوم واحد، وقال إن (البنتاغون) يبحث (إذا ما كانت هذه الهجمات المتنوعة التي نفذت في مناطق بعيدة بعضها عن بعض نسّقت مركزيا أم إنها جرت بمحض الصدفة). وحتى لو كانت منسّقة فإن مصدرين مطلعين على فكر أجهزة المخابرات الأمريكية قالا إن من المرجّح أن دعوة تنظيم الدولة للجهاد كانت مصدر إلهام لهذه الهجمات أو ربما بسبب الذكرى الأولى لإعلان التنظيم قيام (خلافة إسلامية) في سوريا والعراق التي تحل يوم الاثنين. وقال آدم شيف، وهو أكبر عضو ديمقراطي في اللّجنة الدائمة للمخابرات في مجلس النواب الأمريكي، إن الهجمات أوضحت أن قدرة التنظيم على (إلهام الأتباع وتحويلهم إلى التشدد تمثل تهديدا عالميا، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن تأثيره الخبيث).
من جانبه، قال مدير المركز الدولي لدراسة التشدّد بيتر نيومان ومقرّه لندن، إن من غير المرجّح أن تكون الهجمات منسّقة بشكل مباشر، وأضاف: (لا أعتقد أنهم تحدّثوا بعضهم مع بعض أو كان يعرف بعضهم البعض أو أن هناك قيادة مركزية طلبت منهم أن يفعلوا ذلك، لا توجد أي أدلة على أنها [الهجمات] منسّقة). في الوقت ذاته، فإن هجوم فرنسا الذي ربط نيومان بينه وبين هجمات فردية أخرى في العام الماضي شملت سيدني وأوتاوا وكوبنهاغن يمكن أن يكون قد تمّ بإلهام من تنظيم الدولة، وقال: (في حال الهجوم الفرنسي فإن هذه هي نوعية الهجمات التي يريد تنظيم الدولة أن ينفذها النّاس بمفردهم، دون أيّ تنسيق أو استشارة مسبقة أو أيّ شيء). وتابع نيومان أنه في سبتمبر العام الماضي دعا المتحدّث باسم تنظيم الدولة أتباع التنظيم إلى ألا ينتظروا حتى يقول لهم ما يجب أن يفعلوه، مشيرا إلى أنه بات مصرحا لهم بأن ينفذوا هجماتهم في أي مكان يريدونه، وأن يقتلوا من وصفهم بالكفار، أينما وجدوهم، وأن يفعلوا ما بوسعهم.
* تفاصيل الحادثة في تونس
أعلنت وزارة الصحة التونسية أن الهجوم الذي شهدته المنطقة السياحية (القنطاوي) في محافظة سوسة أسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل 39 شخصا من تونسيين وسيّاح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وروسية وإصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وشهدت تونس، أوّل أمس الجمعة، بالتزامن مع الحوادث الدامية التي شهدتها فرنسا والكويت حادثة إطلاق نار عشوائي استهدف السائحين في الشاطئ المخصّص لأحد النزل، قبل أن يتمّ القضاء على المسلح البالغ من العمر 23 سنة، وهو طالب أصيل محافظة سليانة. وأفاد شاهد عيان كان في محيط النزل عند وقوع الهجوم المسلّح، بأن المهاجمين قدما من شاطئ البحر وبدآ بعد ذلك إطلاق النّار بشكل كثيف وعشوائي على السيّاح كافّة الذين كانوا مستلقين على الشاطئ، بعد ذلك توجّها باتجاه مبنى الفندق مع تواصل إطلاق النّار، ثم همّا بالخروج من الفندق مرّة أخرى مع وصول رجال الأمن وبدء اشتباك أدّى إلى مقتل أحدهما، بينما تمكّن الآخر تحت وابل من إطلاق النّار من الهرب. وبعد فرض رجال الأمن لطوق أمني في منطقة الحادث تمّ إلقاء القبض على المسلّح الثاني في منطقة أكودة في سوسة. في السياق ذاته، أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن عنصرا واحدا قام بالعملية الإرهابية التي استهدفت أمس المنطقة السياحية القنطاوي من ولاية سوسة. ونفى العروي ما تداول حول ضلوع أكثر من عنصر في تنفيذ هذه العملية الإرهابية، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين تمّ إيقافهم وتداولت صورهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما زالت الأبحاث الأمنية جارية بخصوصهم.
* السبسي: (تونس لا يمكن أن تواجه الإرهاب وحدها)
ذهب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إلى مكان الحادثة برفقته رئيس الحكومة ووزير الداخلية. وفي تصريح لوسائل الإعلام أكّد أن الحكومة ستتحمل مسؤولياتها وستتّخذ إجراءات حتى لو كانت موجعة، وفق تعبيره. وقال إن الإرهاب لم يعد يستهدف فقط عناصر الأمن والجيش الذين دفعوا ضريبة دفاعهم عن تونس باهظا، وفق تعبيره، داعيا التونسيين إلى التوحد لمجابهته والقضاء عليه. وأضاف قائد السبسي من أمام الفندق الذي تعرض للهجوم: (أدركنا اليوم أن تونس تواجه حركة عالمية لا يمكنها أن تواجهها وحدها والدليل أنه في اليوم ذاته وفي الساعة ذاتها وقعت عملية مماثلة في فرنسا والكويت)، وتابع: (هذا يقيم الدليل على وجوب وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الارهابيين، وعلى ضرورة أن توحّد كلّ الدول الديمقراطية حاليا جهودها ضد هذه الآفة).
* وزير السياحة: (تأثيرات هجوم سوسة ستكون كارثية)
من جهتها، أكّدت وزيرة السياحة، سلمى اللومي في تصريح لإذاعة (موزاييك) أن الهجوم الإرهابي هو بمنزلة (الكارثة) على تونس. وأوضحت اللومي أن الحادثة الإرهابية سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد والسياحة في البلاد، رافضة الحديث عن الأرقام، وتابعت: (أنا مصدومة مما حدث، سياح جاؤوا لزيارة تونس، وانظروا ماذا حدث)، وشدّدت على ضرورة أن يظل التونسيون صامدين أمام هذا الهجوم، وأن يتكاتفوا لمواجهة هذا الوضع الحرج، وفق تعبيرها.
* إحداث خلية متابعة ميدانية
في وقت سابق من مساء الجمعة أعلنت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيان لها عن إحداث خلية جديدة وتكليف عدد من الإطارات للتحوّل على مكان الحادثة لمتابعة هذا الموضوع وتقديم المساعدة والخدمات اللاّزمة للجهات المعنية. وعبّرت الوزارة عن استنكارها لما شهدته الكويت وفرنسا من (أعمال إرهابية مماثلة) خلّفت عددا من الضحايا، معبرة بهذه المناسبة عن تضامنها الكامل معهما.
* الغنوشي: (الهجوم يقف وراءه جماعات خبيثة ومفسدة)
في تعليقه على الحادثة، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تصرح إذاعي إن ما حدث (هي مجزرة فعلا و هي جريمة كبرى). وأكّد الغنوشي أن الشعب التونسي يجب أن يقف صفّا واحدا ضد هذا الإجرام، وأن يتوحد للتصدي لهذه الجماعات الفاسدة، قائلا: (ينبغي أن ندعم وحدة صفنا، وأن نخرج بصوت واحد من الإدارات والمؤسسات والمساجد هاتفين "يد واحدة ضد الإرهاب) و(سنهزم هؤلاء المجرمين الذين لا علاقة لهم بدين أو إنسانية). ودعا الغنوشي أحزاب الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة في البلاد على حد سواء إلى التداعي إلى جبهة وطنية موحدة ضد الإرهاب، وإلى عقد مؤتمر وطني (ضد هذا الإجرام السافر)، مضيفا: (تقديرنا أن هذه الظاهرة تحرّكها أيادي خبيثة وتدعمها قوى مفسدة داخل البلاد وخارجها، وأن الشعب التونسي سيهزمها).
* غلق 80 مسجدا بعد الهجوم
قال رئيس الوزراء التونسي حبيب الصيد إن تونس تعتزم أن تغلق في غضون أسبوع 80 مسجدا غير خاضعة لسيطرة الدولة (لتحريضها على العنف) كإجراءات مضادة في أعقاب الهجوم على فندق بتونس أدّى إلى قتل 39 شخصا وتبنّاه تنظيم الدولة. فضلا عن اتّخاذ الإجراءات القانونية ضد كلّ حزب أو جمعية مخالفة للدستور، إذ يقع التنبيه عليها أوّلا وإذا لم تمتثل يتمّ حلها قانونيا، وسيتمّ كذلك إخضاع تمويل الجمعيات لمراقبة الدولة بعد تعديل المرسوم، إذ اتّضح أن طريقة تمويل بعض الجمعيات يشوبها الغموض. وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم حسب صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وقال التنظيم: (انطلق جندي الخلافة أبو يحيى القيروانيوتمكن من الوصول إلى الهدف في فندق إمبريال) وقتل (قرابة الأربعين معظمهم من رعايا دول التحالف الصليبي التي تحارب دولة الخلافة). وجاء الهجوم بعد نحو ثلاثة أشهر على هجوم استهدف متحف باردو بالعاصمة تونس، وأسفر عن مقتل 21 سائحا أجنبيا في عملية تبنّاها تنظيم الدولة آنذاك.
* استدعاء جيش الاحتياط
مع أولى ساعات فجر أمس السبت انتهت خلية الأزمة التي شكلها رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد وكبار المسؤولين إلى جملة من القرارات الهامّة التي وضعتها الحكومة لمواجهة الإرهاب بعد العملية الإرهابية التي استهدفت المنطقة السياحية في سوسة، والتي قتل فيها 40 سائحا وأصيب 36 آخرون. وتقرّرت دعوة جيش الاحتياط لدعم جهود الأمن، خصوصا في المناطق النائية، كما تقرّر إعلان مناطق جبلية عدّة مناطق عسكرية مغلقة على غرار جبل سمامة والمغيلة. وقال الصيد في ندوة صحفية إنه (تقرّر وضع مخطط استثنائي بالتنسيق مع مسؤولي المهنة السياحية لحماية المنشآت السياحية بتسليح الأمن السياحي ووضع مسلّحين على الشواطئ وداخل الفنادق). ومن بين الإجراءات الأخرى التي أعلن عنها رئيس الحكومة التونسية تكثيف أعمال الدهم والمتابعة للخلايا النائمة في إطار احترام القانون ورصد مكافآت مالية للمواطنين الذين يساعدون من خلال معلومات في القبض على (الإرهابيين). ولفت الصيد إلى أنه تقرّر فتح تحقيق في حادثة سوسة، وإجراء تقييم شامل وتحديد المسؤوليات في ما حصل وسيشمل ذلك كل المسؤولين.
* هكذا ضرب الدواعش الاقتصاد التونسي
اعتبر محلّلان أن الحادثة الإرهابية التي حدثت الجمعة في أحد فنادق محافظة سوسة، شرق تونس، تعدّ ضربة مباشرة للإقتصاد التونسي عموما وللسياحة على وجه الخصوص التي تشكو أزمات متتالية منذ الثورة. وحسب المحلّلين فقد تفاقمت أزمة السياحة أكثر مع الهجوم الدموي الذي ضرب متحف باردو بالعاصمة تونس شهر مارس المنقضي، والذي أدّى إلى مقتل 21 سائحا، لتزيد حادثة سوسة القطاع السياحي انهيارا أكبر. وقال المحلّل الاقتصادي صادق جبنون، إن (هذه الحادثة تعدّ ضربة مباشرة للإقتصاد التّونسي وللسياحة التّي تعيش موسمًا متواضعًا جدّا وشهد تراجعا خاصة بعد حادثة باردو، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة انهيارًا للإقتصاد في تونس)، وأضاف أنه (على الحكومة التعامل بعقلية الطوارئ الاقتصادية، أي بمعنى تسريع الإصلاحات الهيكلية المستوجبة والانطلاق في الإصلاح الإداري وإصلاح القطاع البنكي ودعم قطاعي الفلاحة والصناعة).
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي فتحي النوري إن (ما عرفته سوسة عبارة عن رصاصات جديدة في جسم الاقتصاد التونسي، وهو جسم منهك ينهار يوما بعد يوم وسنة بعد سنة)، كما لفت أن (ما حدث لا يستهدف السياحة فقط، وإنما 18 بالمائة من حجم الاقتصاد التّونسي، خاصّة القطاعات التّي تنتعش من السياحة كالنقل)، وأضاف أن (الحادثة تأتي في وقت يمر فيه الاقتصاد التونسي حاليا بصعوبات يبحث عن عودة للنمو، لكن هذه الضربة أفشلت ذلك، ومن المعلوم أن الأحداث الإرهابيّة تؤثر على المجتمع التّونسي، وهو ما يقلل من إنتاجيته وإقباله على العمل وبالتالي يؤثر في الاقتصاد عموما)، وتابع أن (الإرهابيين تلقوا ضربة موجعة في الجبال، وفي مجابهة الأمن لهم ليغيّروا من استراتيجيتهم ويتحوّلوا إلى أماكن ليس فيها وجود أمني مكثف، وكل ذلك يأتي في وقت تجندت فيه الحكومة أمنيًا، ولكن الإرهابي هو من يخطط وليست الدولة، فهو من يأخذ السبق وهو ما حصل اليوم في سوسة). وبلغت عائدات السياحة في الأشهر الخمسة الأخيرة 966.1 مليون دينار (497.6 مليون دولار) متراجعة 15.1 بالمائة مقارنة مع 2014 التي سجّلت 1.138 مليار دينار، حسب آخر إحصاءات لوزارة السياحة. كما تراجع عدد السياح الوافدين على تونس إلى 1.935.343 وافدا بعد أن كان يقدّر في الفترة نفسها من السنة الماضية ب 2.324.906 مسجّلا تراجعا بنسبة 16.8 في المائة.
* تفاصيل الحادثة في الكويت
قال مصدر أمني أمس السبت إن الكويت ألقت القبض على عدد من الأشخاص للاشتباه في ضلوعهم في تفجير مسجد للشيعة الجمعة أسفر عن سقوط 27 قتيلا. وقال المصدر: (اعتقل عدد من الأشخاص للاشتباه في وجود صلات لهم بالمهاجم الانتحاري). وكان هجوم شنه مسلّحون وتبنّاه تنظيم الدولة، استهدف مسجد الإمام الصادق الشيعي في منطقة الصوابر، شرق العاصمة الكويتية الكويت، في أثناء صلاة الجمعة. وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن الهجوم أسفر أيضا عن سقوط 202 جرحى، وكانت مصادر طبية تحدثت في وقت سابق عن 13 قتيلا. وقال محافظ العاصمة الكويت ثابت المهنا في تصريحات صحفية له إن (انتحاريا فجر نفسه داخل مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بالعاصمة الكويت في أثناء صلاة الجمعة). وأعلن تنظيم الدولة في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مسؤوليته عن الهجوم. وقال حساب (ولاية نجد) التابع للتنظيم على (تويتر) إن (أبا سليمان الموحد)، فجر نفسه باستخدام حزام ناسف في مسجد الإمام الصادق بحي الصابري بمنطقة الكويت.
* إجراءات أمنية حول المنشآت النفطية
أعلن المتحدّث باسم شركة النفط الحكومية الكويتية الشيخ طلال الخالد الصباح أمس السبت أن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة قامت برفع الإجراءات الأمنية إلى الحالة القصوى على خلفية التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، أول أمس الجمعة، وتسبّب في مقتل 26 شخصا وإصابة 227 بجروح. وأوضح في بيان صحفي أن (جميع المصافي والحقول وكافة مواقع العمليات الخاصة بالقطاع النفطي قد فرضت عليها إجراءات مشددة للحفاظ على سير العمليات كما هو معتاد من دون أن تتأثر بالعمليات الإرهابية التي تهدد البلاد). وكانت السلطات قد قامت بتعزيز الأمن في المنشآت النفطية بعد بدء حملة الغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، والتي تشارك فيها الكويت. ونقلت وكالة إعلامية عن خالد العسعوسي، وهو متحدث آخر باسم شركة البترول الوطنية الكويتية، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة أن: (هناك إجراءات احترازية منذ فترة طويلة حول المصافي النفطية والمنشآت النفطية بالتعاون بين وزارة الداخلية وشركات النفط المختلفة في الكويت)، وأضاف: (أنه وفي ضوء التفجير الجديد فإنه سيتم زيادة الرقابة وزيادة التفتيش على هذه المنشآت). وتشمل الإجراءات تأمين جميع متطلبات السلامة والأمن الصناعي ورفع مستوى الإجراءات الأمنية وتكثيف الحماية على المنشآت النفطية داخل دولة الكويت وخارجها. ويصل إنتاج الكويت من النفط الخام حاليا إلى نحو 2.9 مليون برميل يوميا وتشكل العائدات النفطية 94% من إجمالي العائدات العامة في الكويت.
* تفاصيل الحادثة في فرنسا
نشرت مصادر إعلامية تقريرا تناول الاعتداء المسلّح الذي استهدف مصنعا للغاز في شرق فرنسا عرضت فيه بعض جوانب العملية وردود الأفعال التي تلتها، وأكّدت أن التوترات السياسية التي ستليها سيكون من الصعب احتواؤها، وقال إن الهجوم المسلح الذي وقع في مصنع الغاز في سان كونان فالافيي الذي تم تصنيفه رسميا على أنه هجوم إرهابي يؤكد أن الجمهورية الفرنسية هي هدف سهل، خاصة وأنه يأتي بعد ستة أشهر فقط من هجمات (شارلي إيبدو) مطلع السنة الجارية.
* فرنسا في حالة حرب
أفاد التقرير بأنها حاورت مستشارا سابقا للرئاسة الفرنسية بعد وقوع الهجوم وهو يقول: (إنها حرب، ونحن نعلم ذلك، لكنها من نوع خاص لأنها ضد الإرهاب، تحتاج إلى تعبئة عامة وإجراءات نوعية، وكل ثغرة أو هفوة ندفع ثمنها باهضا)، وأضاف نقلا عن هذا المستشار الذي عمل لسنوات مع نيكولا ساركوزي أن فرنسا تواجه خطر العمليات المنفردة. وأضافت المصادر أن الرد الفرنسي على هذه الحرب المتعددة الواجهات، معروف مسبقا، ويتمثل في المصادقة على القانون الجديد للاستخبارات، الأربعاء الماضي، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام ممارسات من قبيل التنصت الهاتفي واختراق الرسائل الإلكترونية، مع اعتماد خط أمنية جديدو، تقضي بنشر حوالي عشرة آلاف عسكري لحراسة المؤسسات الإعلامية ومحطات النقل والأماكن العامّة، وأكّدت أن هذه العملية الجديدة ستمثل تحديا سياسيا كبيرا أكثر صعوبة من التحدّي الأمني، خاصّة وأن منفّذ العملية هذه المرّة لم يقتل، بل تمّ القبض عليه حيا بعد أن نجح أحد رجال الإطفاء في السيطرة عليه، وقد كشفت مصادر أمنية أنه كان يخضع للرقابة في سنة 2006 بسبب (توجّهاته المتطرفة)، ثمّ تمّت إزالة اسمه من قائمة المراقبين في سنة 2008 دون سبب واضح. وهي كلّها معلومات توشك أن تفتح الباب أمام السجالات السياسية والتراشق بالتهم، بعد أن يتم كشف المزيد من المعلومات حول مسيرته وعلاقاته ومواضع التقصير الأمني، وأضافت أن ذلك دفع بالرئيس فرنسوا هولاند إلى المسارعة بإطلاق نداء من بروكسل يدعو فيه الطبقة السياسية إلى أن (تكون في مستوى التحدي، وأن تقف وراء الأجهزة الأمنية التي تسعى لاجتثاث الخلايا الإرهابية، خاصة وأن طبيعة الهجوم هذه المرة جاءت بشكل استعراضي يهدف لنشر أكبر قدر من الرعب والارتباك). وأشارت المصادر إلى وجود تحد آخر ستنكب على دراسته السلطات الفرنسية يتمثل في تأهيل قدراتها الأمنية لتواجه التطور الكبير الذي شهدته التنظيمات المسلحة في العالم، خاصة بعد الفشل الذي حققته الشرطة الفرنسية في جانفي الماضي على إثر هجوم أحمدي كوليبالي على المتجر اليهودي المتمثل في نجاح مساعدته في مغادرة البلاد نحو تنظيم الدولة في سوريا بسبب بطء التحقيقات والتحرّكات الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.