* إصلاحات هامّة ومسابقة العمر تقضي على أحلام مئات الأساتذة المتعاقدين توالت أحداث متباينة شملت قطاع التربية طيلة سنة 2010، تلك الفترة التي شهدت تطوّرات لم يعرفها القطاع منذ الاستقلال أهمّها الزيادة غير المسبوقة في أجور الأساتذة، إلى جانب المسابقة الوطنية التي حطّمت الرّقم القياسي في عدد المترشّحين وقائمة الفائزين، ناهيك عن المشاريع والهياكل الجديدة المستحدثة من طرف الوزارة الوصية بهدف سد العجز المسجّل في القطاع، هذا دون أن ننسى الرّقم القياسي المسجّل في نسبة الفائزين في بكالوريا 2010 وهو أعلى معدل بعد الاستقلال· ولعلّ أكثر الأمور التي أشارت إليها نقابات التربية منذ الدخول المدرسي لسنة 2010 وحذّرت من عواقبها هو الاكتظاظ في المدارس الذي لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال بعدما وصل عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى أكثر من أربعين تلميذا، ناهيك عن مشاكل صحّية أخرى مثل الحقيبة المدرسية الثقيلة بثقل البرنامج المكثّف، والتي من شأنها إحداث تغييرات على جسم التلاميذ على مستوى العمود الفقري. هذا إلى جانب أحداث أخرى، أبرزها إقصاء الأساتذة المتعاقدين من المسابقة الوطنية الأخيرة وارتفاع المدارس الخاصّة سنة 2010 وإضرابات الأساتذة المتعاقدين الذين تمّ إقصاؤهم من مسابقة التعليم التي جرت وقائعها خلال أوت من ذات الفترة· ** منشآت جديدة وتأطير بيداغوجي هامّ أحصت وزارة التربية خلال الموسم الدراسي 2010/2011 ما إجماله 8.176.700 تلميذ، منهم 3.848.000 في الطور الابتدائي و3.097.000 في الطور المتوسّط، أمّا الطور الثانوي فقدّر عددهم ب 1.231.000 تلميذ، وبذلك يكون القطاع قد سجّل زيادة في أعداد التلاميذ تقدّر ب 215.977 تلميذ مقارنة بالسنة الماضية، أي بنسبة 2.711 في جميع الأطوار. أمّا عن التأطير البيداغوجي والإداري فقدّر عدد المؤطّرين ب 597.015 مؤطّر، منهم 377.980 مؤطّر بيداغوجي و219.035 مؤطّر إداري وعون مصلحة وصيانة، إلى جانب 17.9582 مدرسة ابتدائية 4.961 إكمالية، 1.852 ثانوية من أصل 24.765 مؤسسة تعليمية. وتعزّز القطاع بمنشآت جديدة، منها 3.100 حجرة قسم جديدة في الطور الابتدائي، 196 إكمالية جديدة و123 ثانوية جديدة بمجموع 271.400 مقعد للأطوار الثلاثة، أمّا عن هياكل الدّعم فسجّل 570 مطعم مدرسي للتكفّل ب 119000 مستفيد، 285 منهم نصف داخلي لاستقبال 42000 تلميذ جديد، 13 هيكلا داخليا لاستقبال 2600 تلميذ· كما تمّ تجهيز كافّة الثانويات بمخابر معلوماتية ببرمجة 1400 ثانوية قصد تجهيزها في غضون السنة المقبلة بمخبر ثاني للإعلام الآلي، وتزويد 1467 إكمالية بمخابر للإعلام الآلي، فيما سيتواصل تجهيز بقّية الإكماليات خلال العام القادم. ومن المرتقب أن تعزّز هذه المخابر بأخرى في مرحلة قادمة، ويرتقب تزويد كلّ مدرسة ابتدائية ب 10 حواسيب في آجال العام 2012· ومن أجل القضاء على مصاعب الحرارة بالجنوب تمّ تزويد 4990 حجرة ب 9980 جهاز تكييف يرتقب تزويد ثانويات الجنوب ب 800 جهاز تكييف، فيما ستستفيد المؤسسات الإكمالية والابتدائية ب 3100 مكيّف هوائي· وعلى صعيد آخر، تمّ رصد 7 ملايير دج لتجديد التجهيزات (الأثاث المدرسي، استبدال أجهزة التسخين ومعدّات المطاعم المدرسية، في حين طبع هذه السنة 60 مليون نسخة من الكتاب المدرسي، كما تمّ إعداد كتابين مدرسيين جديدين( الفرنسية السنة الأولى متوسّط والأمازيغية السنة الثالثة متوسط، بالإضافة إلى جلب دفاتر نشاطات خاصّة بالدّعم المدرسي اللّغة العربية، الفرنسية، الرياضيات (السنة الرابعة ابتدائي) واللّغة العربية، الرياضات (السنة الخامسة ابتدائي)، وقدّرت منحة التمدرس ب 300 دج التي استفاد منها 3 ملايين تلميذ معوّز، قدّر مبلغها ب 9 ملايير دج، حيث تمّ رصد 6.5 ملايير دج لتمكين 3.913000 تلميذ من الاستفادة من مجّانية الكتاب المدرسي. أمّا المطاعم المدرسية فقد تمّ إنجاز 595 مطعم جديد، وخدمة النقل المدرسي مكّنت البلديات المستفيدة من التخفيف من حدّة المعوقات المسجّلة في هذا المجال، حيث يبلغ عدد الحافلات 4.008 حافلة، وهو ما سيجعل عدد التلاميذ المستفيدين يرتفع إلى نحو 700 ألف تلميذ في كلّ الأطوار. هذا، ويقوم بتأطير الصحّة المدرسية حاليا 1.404 طبيب و1.151 طبيب أسنان و564 طبيب نفساني، علاوة على 1.785 عون شبه طبّي يزاولون مهامهم على مستوى 1.243 وحدة· ** لجان ولائية ومركزية للتوجيه المدرسي ومحاربة التسرّب نصّبت وزارة التربية الوطنية لجان ولائية ومركزية برئاسة كلّ من مديري التربية والتعليم والتكوين المهنيين من أجل التوجيه المدرسي الأحسن، وبالتالي القضاء تدريجيا على التسرّب المدرسي قصد تلبية حاجيات سوق الشغل من حيث عدد اليد العاملة· وتسمح هذه اللّجنة بالتوجيه الأحسن والأفضل للتلاميذ إلى قطاع التكوين والتعليم المهنيين، وكذا التوجيه نحو التعليم الثانوي بهدف محاربة التسرّب المدرسي والوصول إلى النّجاعة في تطبيق الإصلاحات التربوية، حيث ينتظر أن تقام بشأن تلك اللّجنة أيّام تحسيسية حول عملية التوجيه، حيث يسمح هذا الأخير بإعطاء التلاميذ كلّ المعلومات المتعلّقة بعملية التوجيه والانتقال من النّظام التربوي إلى التكوين والتعليم المهني قصد إيجاد أرضية صالحة من شأنها المساعدة على تلبية حاجيات سوق الشغل من حيث عدد ونوعية اليد العاملة المؤهلة· ** 179 مدرسة خاصّة بالجزائر كشف وزير التربية الوطنية عن التزايد الواضح في عدد المدارس الخاصّة بالجزائر، والتي ارتفعت من 119 سنة 2008 إلى 179 مدرسة خاصّة عبر 16 ولاية خلال 2010، حيث وصل عدد التلاميذ الذين تضمّهم في مختلف أطوارها إلى أكثر من 31 ألف تلميذ، مشيرا إلى تصدّر العاصمة القائمة بحيازتها على 112 مؤسسة تعليمية، تليها تيزي وزو ب 13 ثمّ وهران ب 9 مدارس· ** أعلى نسبة نجاح في الباك منذ الاستقلال سجّلت سنة 2010 معدّل قياسي في نسبة النّاجحين في شهادة البكالوريا منذ الاستقلال. وكان مسؤولو وزارة التربية قد أكّدوا أن الارتفاع المسجّل في نسب النّجاح بالبكالوريا خلال هذه السنوات الأخيرة المتزامنة والإصلاحات التي باشرتها الوزارة لدليل على بداية تحسّن المدرسة الجزائرية، نافين في الوقت ذاته تدخّل الإدارة أو السياسة في هذا التحسّن المسجّل في النتائج التي وصلت الموسم الدراسي 2009/2010 إلى 61.23 بالمائة، وهي أعلى نسبة منذ الاستقلال. وإن النتائج الإيجابية المحصّل عليها كانت لتحصد معدّلات ونسب أكثر ممّا سجّلت هذه السنة لولا بعض المشاكل والعقبات التي واجهت القطاع من إضرابات متتالية، غير أنه أرجع هذا التحسّن في النتائج إلى جملة من الأسباب أهمّها الدروس التدعيمية المقدّمة من طرف الأساتذة إلى جانب وقوف الأولياء بجنب أبنائهم، حيث أخذت هذه المرافقة أبعادا إيجابية وتطوّرا على عكس ما كان عليه في القديم. كلّها ركائز جعلت من نسبة النّجاح الوطنية ترتفع إلى 212555 هذه السنة بنسبة نجاح قدّرت ب 61.23 بالمائة من أصل 350452 مسجّل حضر الامتحان، من بينهم 347147 تلميذ. وذكرت الوزارة أن نسبة النّجاح خلال دورة 2008 قدّرت ب 53.19 بالمائة، أمّا دورة 2009 فسجّلت بنسبة 45.04 بالمائة· من جهة أخرى، فإن نسب النّجاح في المؤسسات الخاصّة فكانت أكثر بكثير عن ما هو مسجّل بنظيراتها العامّة، حيث سجّلت النّسبة ب 48.51 بالمائة نجح 604 تلميذ من أصل 1272 مسجّل. أمّا بخصوص الأحرار فقد كشف المتحدّث ذاته أنها آخر سنة لهم فيما يخصّ النّظام القديم، حيث سجّلت نسبة النّجاح لدى هذه الفئة 22.51 بالمائة نجح 27607 ناجح من أصل 148026 مسجّل، علما أنه تمّ تسجيل فارق إيجابي بأكثر من 08 نقاط بالنّسبة لدورة جوان 2008، ويتجاوز الفرق 16 نقطة بالنّسبة ل 2009· ** الماستر أو الماجستير لتوظيف أساتذة الثانوي كشف وزير التربية الوطنية بو بكر بن بوزيد أنه وابتداء من هذه السنة لا يتمّ توظيف سوى الأساتذة الحاصلين على شهادتي الماستر أو الماجستير لتدريس الطور الثانوي بهدف الرّفع من قيمة التأطير والقدرة المعرفية لدى التلاميذ، لا سيّما الطور النهائي. وأوضح الوزير أن عملية توظيف أساتذة التعليم الثانوي في قطاع التربية الوطنية مرهونة بحصول المترشّح على الماستر أو الماجستير، وذلك بغرض الرّفع من نوعية التأطير التي تنعكس لا محالة إيجابا على نوعية مختلف النتائج المتحصّل عليها في نهاية السنة الدراسية· كما أشار إلى أن أكثر من 100 أستاذ متحصّل على شهادة الليسانس تمّ توظيفهم منذ تلك الفترة، مذكّرا بأن التوظيف في قطاع التربية الوطنية منذ تطبيق مسار إصلاح المنظومة التربوية أصبح يخصّ حاملي الليسانس عن دونهم (بكالوريا 3 في الابتدائي وبكالوريا 4 في المتوسّط وبكالوريا 5 في التعليم الثانوي)، وأكّد أن مهمّة تكوين هؤلاء الأساتذة هي الآن من صلاحيات المدارس العليا للأساتذة فقط التي تمنح تكوينا متخصّصا وذا نوعية· ** زيادات غير مسبوقة في منح وعلاوات الأساتذة أفرجت وزارة التربية الوطنية عن نسب ومنح ملف التعويضات بعد جدل كبير وتهديد من قبل النقابات بالعودة مجدّدا إلى خيار الإضراب، حيث تراوحت النّسب المفرج عنها ما بين 29 بالمائة و32 بالمائة، أي بزيادات تتراوح بين 8674 تدخل رواتب معلّمي المدارس الابتدائية، وزيادات تفوق ال 10 آلاف دينار لأساتذة الطور الثانوي· وبلغت قيمة الزيادة لمعلّمي المدارس الابتدائية 8674 دج، لينتقل بذلك أجر معلّم المدرسة الابتدائية من 23 ألفا و989 دينار إلى 39 ألفا و050 دينار، أي بزيادة قدرها 62.78 بالمائة· فيما قدّرت الزيادة التي سينالها أستاذ التعليم الأساسي ب 67.26 بالمائة، أي بزيادة قدرها 9533 دينار، لينتقل بذلك أجره من 25 ألفا و117 دينار إلى 42 ألفا و010 دينار· أمّا أجر الأستاذ في الطور المتوسّط فانتقل من 25 ألفا و117 دينار إلى 44 ألفا و603 دينار، أي بزيادة قدرها 77.58 بالمائة، أي بمعنى بلغت قيمة الزيادة 10 آلاف و655 دينار· أمّا بالنّسبة لأجر الأستاذ الثانوي فقد حدّدت الزيادة ب 10 آلاف و905 دينار، لينتقل بذلك أجره من 30 ألفا و017 إلى 48 ألفا و452 دينار، أي بزيادة قدرها 61.42 بالمائة· وإلى جانب هذا، استفاد مستخدمو قطاع التربية على غرار مستشاري التربية ومستخدمي المصالح الاقتصادية ومستخدمي التوجيه المدرسي والتغذية المدرسية، على زيادات شهرية صافية تتراوح بين 7013 دينار و10 آلاف و289 دج· ** مسابقة توظيف 16 ألف معلّم "ترعب" الأساتذة المتعاقدين التحق أكثر من 16 ألف مرشّح لاجتياز مسابقة التوظيف التي كانت قد أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية عبر مختلف مديرياتها بالتراب الوطني في أوت من سنة 2010، وذلك بالموازاة مع إقصاء العديد من الأساتذة المتعاقدين الذين أبعدوا من المشاركة في المسابقة بسبب الشروط الجديدة التي استحدثتها الوزارة المعنية بعدما أزاحت العديد من التخصّصات المتعلّقة بالحاصلين على الليسانس. في الوقت الذي استبدل فيه الحاصلون على شهادة مهندس دولة بالنّظام الجديد للحاصلين على شهادة الماستير بالرغم من اكتساب هؤلاء للخبرة المهنية التي تؤهّلهم للمشاركة في هذه المسابقة التي انتظروها بشغف من أجل تثبيتهم في مناصبهم، ممّا دفع بهؤلاء إلى التنديد بذلك وتنظيم وقفات احتجاجية دورية لتضاف إلى مسلسل الاعتصامات والاحتجاجات التي اعتاد عليها هؤلاء منذ حوالي سنتين للمطالبة بحقوقهم المهنية والاجتماعية التي أكّدوا أنها هضمت بالرغم من أحقّيتهم لها، خاصّة وأن أغلبهم همّشوا وأقصيوا من المسابقة الخاصّة بالأساتذة، والتي نظّمتها الوزارة بحر هذه سنة 2010 بحجّة عدم تكافؤ الاختصاص التعليمي ومسابقة التوظيف المطلوبة بالرغم من الخبرة المهنية التي يمتلكها هؤلاء، والتي تتعدّى عند الأغلبية الساحقة أكثر من 5 و8 سنوات·