بعد أن أحرز ألقابا محلية وأوروبية من خلال إشرافه على أندية في مسقط رأسه السويد والبرتغال وإيطاليا، وبعد إشرافه على تدريب منتخبات في ثلاث قارات مختلفة، يخيل للمرء بأن زفن جوران اريكسون يشعر بالملل من التدريب وتحقيق الألقاب· لا شك بأن هذا المدرب حقق نجاحات لافتة خلال مسيرته التي شهدت مشاركته في ثلاث نهائيات لكأس العالم، وفوزه ب17 لقباً بينها كأس الاتحاد الأوروبي مع بنفيكا ولازيو بالإضافة إلى ميدالية فضية في دوري أبطال أوروبا· انضم المدرب الأسطوري إلى نادي ليستر سيتي الساعي إلى العودة إلى الدرجة الممتازة الانجليزيةً· تحدث أريكسون إلى موقع الفيفا عن الأسباب التي جعلته ينضمإلى ليستر سيتي حيث يعيش أفضل أيام حياته، وما إذا كان سيكون في البرازيل عام 2014 للمشاركة في رابع نهائيات له في كأس العالم· * استلمت تدريب نادي ليستر سيتي قبل زهاء شهرين، كيف تعيش تولي منصب مدرب أحد الأندية مجدداً؟ - أنا أستمتع بهذا المنصب· إنه ناد جيد، قديم ويملك ملعباً جيداً، وتسهيلات تدريبية جيدة، وأنصار كُثر وجيدين· لقد أعبجت بطموح المسؤولين في النادي الذين يريدون العودة إلى الدرجة الممتازة بأسرع وقع ممكن· * لماذا قبلت بهذا المنصب؟ - لأن الأمر يتعلق بنادي ليستر سيتي وتحديداً للتحديات وطموحات النادي· * هدفك الشخصي وهدف النادي هو العودة إلى الدرجة الممتازة، لكن ما شاهدته حتى الآن في الدرجات الدنيا، كم هو الفارق بين هذه الدرجات والدرجة الممتازة؟ - أعتقد أنه من الصعب على أي ناد أن يصعد إلى الدرجة الممتازة، لكن الأصعب هو البقاء بين أندية النخبة لأن أي ناد يرتقي إلى الدرجة الممتازة يحتاج إلى تعزيز صفوف الفريق· وبالتالي فإن التحدي كبير للصعود لكن التحدي سيكون أكبر في البقاء· * ينظر إليك الناس على كونك مدرباً للمنتخبات بعد أن أشرفت على انجلترا والمكسيك وكوت ديفوار، هل تعتقد بأن نجاحاتك مع الأندية التي أشرفت عليها أصبحت في النسيان؟ - (يضحك)، لا أدري· بالطبع عندما تكون مدرباً لمنتخب انجلترا، فإن أضواء الصحافة تكون مسلطة عليك بشكل كبير، هناك الصحافة الجيدة وهناك السيئة· الأمر في غاية الأهمية، لأن مهمة تدريب المنتخب الانجليزي من أبرز المناصب الكروية، ربما الأكبر في العالم، أو أحد أهم المناصب على الأقل· وبالتالي تصبح مشهوراً أكثر مما كنت عليه في السابق· * هل استمتعت بتجربتك مع منتخب انجلترا؟ - بالطبع، في كل يوم * خلال مسيرتك الاحترافية، في أي لحظة شعرت بأنك كنت الأكثر سعادة كشخص وكمدرب؟ - في أماكن عدة· في جوتنبرج مثلاً كنت سعيداً للغاية وبقيت هناك على مدى أربع سنوات وحققت نتائج جيدة· كنت سعيداً بالطبع في بنفيكا، إنه ناد كبير· كنت سعيداً أيضاً في لاتسيو، حيث حققت نتائج جيدة في ناد كبير· ثم بالطبع هناك المنتخب الانجليزي· الآن أنا سعيد في ليستر· عموماً، كنت سعيداً أينما عملت، لكن بالطبع عندما تحقق نجاحات مع أحد الأندية، تشعر بالرضا أكثر· * تحدثت عن نجاحاتك في لاتسيو حيث عمل روبرتو مانشيني مساعداً لك، وهو الآن يشرف على تدريب مانشستر سيتي فريقك السابق· إذا منح الوقت الكافي، هل تعتقد بأنه سيحقق النجاح هناك أيضاً؟ - عاجلاً أم آجلاً، سيتوج مانشستر سيتي باللقب المحلي، قد يحصل هذا الأمر خلال الموسم الحالي· المستوى متقارب في القمة وبالتالي فإن كل شيء ممكن· لطالما قلت دائما عن طريق المزاح بالطبع مانشيني هو ثاني أفضل مدرب للقيام بهذا العمل، أما الأفضل فهو أنا· * قمت بتدريب منتخبات في ثلاث نسخات متتالية لكأس العالم ، ما يعتبر إنجازاً بحد ذاته· هل استمتعت بالمشاركة في هذه النهائيات، أم أن الضغوطات كانت ضخمة جدا؟ - أفضل وقت خلال مسيرتك الاحترافية هو المشاركة في نهائيات كأس العالم مع فريقك، وقد قمت بذلك مرتين مع انجلترا ومرة واحدة مع كوت ديفوار· إنه أمر جميل للغاية، كل دقيقة منه· أنت تتنفس كرة القدم، تدرك تماماً بأنك تلعب على أهم مسرح رياضي مع فريقك، أهم مسرح كروي على الإطلاق· الأمر سيء للغاية عندما تخرج من البطولة، لقد حصل هذا الأمر مرتين مع انجلترا، وفي دور المجموعات مع كوت ديفوار لسوء الحظ· لكن كأس العالم عيد، عيد كبير وجميل· * كم كان الأمر صعبا بالنسبة إليك أن تستلم تدريب منتخب كوت يدفوار قبل شهرين ونصف الشهر من المباراة الأولى في كأس العالم؟ - لم يكن الأمر صعباً على الإطلاق لأنني لم أشرف على تدريب فريق أكثر سعادة من لاعبي كوت ديفوار· كنت أرى البسمات في كل زاوية، كل يوم، يغنون ويرقصون· كانوا لاعبين جيدين جداً ومنضبطين· الصعوبة الوحيدة، أنني كنت أود تولي المهمة قبل شهر من الفترة التي أشرفت فيها على تدريب الفريق· لم يكن لدينا الوقت الكافي لكي نقوم ببعض الأشياء ثم جاءت إصابة دروغبا وأمور أخرى· على أي حال، أعتقد بأنهم قاموا بعمل جيد في كأس العالم، خصوصاً أننا كنا في مجموعة صعبة للغاية· * ما هي الدورس التي يمكن للاعبي كوت ديفوار أن يتعلموها من تجربتهم في جنوب إفريقيا، وإلى أين تتجه كرة كوت ديفوار؟ - أعتقد بأنه كما هي الحال في سائر الدول الإفريقية، يتعين عليهم أن يحافظوا على مستوى مستقر من دون اللجوء إلى تغيير المدرب في كل الأوقات· يجب أن أكون منصفاً مع المسؤولين في اتحاد كوت ديفوار، لقد عرضوا عليّ الاستمرار لأربع سنوات إضافية لكن جوابي كان سلبياً· أعتقد بأن الفريق يفتقد إلى هذا الأمر لأن معظم المنتخبات تملك مدرباً واحداً في التصفيات لأن المنتخبات القوية في إفريقيا تخوض تصفيات سهلة عموماً للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية وبالتالي إلى نهائيات كأس العالم أيضاً· لكن قبل انطلاق النهائيات يقومون بالتعاقد مع مدرب أكثر خبرة ولا أعتقد بأن هذه الطريقة هي الأفضل· يتوجب المزيد من الاستقرار في الأجهزة الفنية، إذا كان بإمكاني توجيه نصيحة واحدة إليهم، أطالبهم بالإستقرار· * ما هو برأيك سبب نجاح غانا في نهائيات كأس العالم من بين جميع المنتخبات الإفريقية؟ - لا أدري صراحة، يملكون فريقاً جيداً جداً· لكنني قلت قبل انطلاق كأس العالم بأنني أعتقد أن منتخباً واحداً على الأقل أو ربما أكثر سيحقق نتائج جيدة في جنوب أفريقيا· لسوء الحظ، فإن غانا هي التي حققت نتائج لافتة وليس كوت ديفوار· * إذا تكلمنا عن الأجواء الأفريقية داخل الملاعب، هل يمكن القول بأنها كانت مختلفة في كأس العالم في القارة الإفريقية؟ - أعتقد بأن تنظيم كأس العالم في هذه القارة كان جيداً لجنوب أفريقيا ولكرة القدم الأفريقية· كان التنظيم رائعاً· تواجد العديد من الناس في المدرجات، وكانوا صاخبين بفضل الأبواق! كان الامر جيداً، جيداً جداً· نظمت النسختان السابقتان من كأس العالم في دولتين مثاليتين هما ألمانياواليابان ولم يقوتهما أي شيء· كل الأمور كانت أكثر من مثالية في بعض الأحيان· لكن على العموم، قامت جنوب أفريقيا بعمل جيد جداً· * كأس العالم المقبلة ستقام في البرازيل وهي دولة كروية بامتياز، ماذا ستعني لك المشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي في مسيرتك؟ - أنا موجود حالياً في ليستر في الوقت الحالي، ولا يزال يفصلنا أربعة أعوام عن الحدث العالمي، وبالتالي لا يمكن التكهن ماذا سيحصل خلال هذه الفترة الزمنية، من يدري؟ أود الجلوس على مقاعد اللاعبين في البرازيل، لكني لا أحلم بهذا الأمر ولا أعمل لكي يتحقق، أنا سعيد حيث أنا حاليا· سيكون الأمر رائعاً التواجد في البرازيل، حتى بصفتي كمشجع، لأن كأس العالم في البرازيل ستكون عيداً كبيراً· البرازيل وكرة القدم توأمان· * لو كنت تملك خيار تغيير أمر واحد في مشاركاتك الثلاث بنهائيات كأس العالم أعوام 2002 و2006 و2010، ماذا كنت ستفعل؟ - ربما كنت استعنت بطبيب رياضي نفسي لكأس العالم عام 2006، فقط من أجل تنفيذ ركلات الترجيح· أنا نادم لأنني لم أقم بذلك· ربما أيضاً كنت استبدلت دروغبا في المباراة الودية ضد اليابان قبل انطلاق كأس العالم، كي لا يتعرض للإصابة (يضحك)· * هل تعتقد أن الأطباء النفسيين أصبحوا أداة هامة للمدربين في السنوات الأربع الماضية؟ - أعتقد بأن هذا الأمر في غاية الأهمية· إذا عدت إلى الوراء 20 عاماً، كان الطب النفسي للأشخاص المرضى، أو على الأقل هذا ما يقوله الناس، لكن عندما يتعلق الأمر بفريق كرة القدم، فإنك تقوم بتدريب عضلاتك، وتتدرب على التكتيك، وتخضع جسدك بالكامل ليكون أقوى وأسرع، وأنا أعتقد بأنه باستطاعتك أيضاً تدريب عقلك· * على مدى السنوات الأخيرة، عملت مع هدافين من مستوى عالمي، أين تضع دروغبا بين هؤلاء؟ - دروغبا رائع· لقد شكل مفاجأة كبيرة لي، ليس كلاعب كرة قدم، بل كشخص عندما تتعرف إليه· في بعض الأحيان تشاهده يلعب لتشلسي ويفقد أعصابه فتعتقد بأنه متعجرف لكنه ليس كذلك على الإطلاق· إنه شخص رائع وأنا أحترمه كثيراً، ليس فقط كلاعب كرة قدم لكن كشخص أيضاً· يقوم بعمل خيري رائع في بلاده، ويضخ الكثير من الأموال· إنه شخص ودود وذكي جداً· * ما هو رأيك بديفيد بيكام كشخص وكلاعب كرة قدم بعد أن كان قائداً لمنتخب انجلترا بإشرافك؟ - إنه شخص رائع، يشبه دروغبا بعض الشيء· إنه مشابه لدروغبا لأنه شخص جيد، ذكي، ومحترف جداً، دائما يبذل جهوداً كبيرة، وهو أيضاً كريم لأنه يمنح أموالاً طائلة للأعمال الخيرية ولمؤسسته· لا أعتقد بأنك تصبح مشهوراً فقط من خلال ممارسة كرة القدم· يملك دروغبا أشياء أخرى لا يملكها اللاعبون الآخرون، شأنه في ذلك شأن بيكام، كلاهما يملك الكاريزما·