سنوات أخرى من تأجيل إغلاق المعتقل الأسود غوانتاناموا.. جحيم أعداء أمريكا للأبد نشرت مصادر إعلامية فرنسية تقريرا تحدثت فيه عن بعض الوعود التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وساهمت في نجاحه في دورتين انتخابيتين متواليتين من ضمنهما قضية غلق سجن غوانتانامو التي عجز أوباما عن الإيفاء بوعده إزاءها وإتمامها إلى حد الآن. وقال التقرير إنه من مصلحة أوباما إعداد خطة جديدة للعمل على إغلاق القاعدة العسكرية بغوانتانامو على الرغم من أن إمكانية تعطيله من قبل الكونغرس تبقى واردة جدا. غير أن معضلة السجن العسكري بغوانتانامو وفشل أوباما في الوفاء بوعده تبقى ماثلة في ذهن المجتمع الدولي فقد تعهد أوباما بإغلاقه في إحدى الاجتماعات الجماهيرية في جوان 2007 وهو ما كان من المفترض القيام به سنة 2010 وفقا لمرسوم وقعه في 22 من جانفي 2009 أي بعد يوم واحد من توليه كرسي الرئاسة. لكن معسكر الاعتقال هذا لا يزال مفتوحا على مصراعيه مثيرا موجة من الاستهجان لدى بعض المنظمات الحقوقية الدولية ويوجد فيه 116 (مقاتلا أجنبيا ممن تعتبرهم واشنطن الأعداء) يقبع معظمهم خلف أسواره منذ سنة 2002 من دون محاكمة ويعتبر 68 معتقلا آخر خطيرين جدا ولا يمكن أن يتم الإفراج عنهم. معتقلون للأبد وأكدت المصدر المذكور على أنه لن يتم بتاتا تقديم أي من المعتقلين للمحاكمة باستثناء 12 معتقلا سبق عرضهم على المحكمة العسكرية والذين اتهم 5 منهم بالضلوع في أحداث 11 من سبتمبر 2001. ولفت نقلا عن المستشار التشريعي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إلى أن (الحكومة الأمريكية تحصلت على ما تعتبره أدلة إدانة باستعمال التعذيب) ما يعني أن هذه الأدلة والأحكام الصادرة على ضوئها لا يمكن أن يتم الاعتراف بها في محاكم أي دولة تحترم نفسها حسب تعبيره. وذكرت أن ما تبقى من السجناء (الذين يمكن تحريرهم) لا يزالون في انتظار الإجراءات البطيئة والمعقدة التي تشتغل عليها ست وكالات فيديرالية بالإضافة إلى البنتاغون وهو ما يفرض عليهم الانتظار لسنوات طويلة على اعتبار ما يتعرضون له من مماطلة وما ينجر عن الخلافات الإدارية الأمريكية من عرقلة إضافة إلى الاعتبارات الجيوسياسية كتلك المتعلقة بالمعتقلين اليمنيين. كما أشارت إلى ما يتطلبه نقل كل معتقل من مراقبة وإعادة تأهيل مخافة (انتكاسه وعودته للنشاط الإرهابي) وهو ما أدى إلى الاكتفاء بإخراج 11 سجينا منذ بداية هذه السنة مقابل 28 العام الماضي تم نقل معظمهم للأورغواي وكازاخستان وسلوفاكيا. وقال التقرير إن الرئيس الأمريكي يعي جيدا ما يمكن أن ينجر عن فشله في غلق سجن غوانتانامو من إساءة إلى سجله السياسي الأمر الذي دفعه إلى تبني خطة جديدة بهذا الصدد بدأت معالمها تتجلى مؤخرا من خلال تصريحات مسؤولين في إدارته. وتقوم هذه الخطة على ثلاث أهداف كبرى: الرفع من عدد المعتقلين (القابلين للتحرير) تيسير عملية نقلهم لأوطانهم وتأمين سجون أمريكية ذات إجراءات أمنية مشددة (للعناصر الخطيرة). كما أكد نفس المصدر على أهمية وحساسية المعركة التي يستعد باراك أوباما لخوضها مع منافسيه الجمهوريين من الرافضين لغلق سجن غوانتانامو حيث عقّب السيناتور ليندسي غراهام المرشح للسباق الرئاسي المقبل عن الشق الجمهوري على تبني الكونغرس لمجموعة من القرارات التي تقضي بنقل عدد من السجناء للأراضي الأمريكية بقوله (الشعب الأمريكي لا يرغب في عودة هؤلاء الأوغاد الذين يريدون قتلنا جميعا). وهو ما أثبتته عمليات سبر آراء صحة أقوال السيناتور حيث أن غالبية الأمريكيين يرفضون إغلاق معتقل غوانتانامو. تفاعلا مع هذه المؤشرات سعت الحكومة الأمريكية إلى إقناع شعبها بضرورة هذا الإجراء متعللة بكون بقاء المعتقلين في غوانتانامو يمثل أداة دعاية تعتمدها التنظيمات المسلحة لاستقطاب وتجنيد المسلحين ومؤكدة على أن ظهور ضحايا تنظيم الدولة ببدلات برتقالية ليس اعتباطيا بالمرة. وأكد التقرير نقلا عن دراسة نشرتها مدونة (لاوفار) على أن تأثير الخطاب التحريضي بالسجن لا يعد عميقا وهو ما أكدته نشريات مجلة إنسباير التابعة لتنظيم القاعدة حيث ركزت على ذكر الغارات الأمريكية والوضع في فلسطين مقابل إشارة طفيفة إلى سجن غوانتانامو.