نظام (الأل.أم.دي) يثير الجدل.. وندوة لتقييمه ** (قفزة نوعية) للجامعات الجزائرية في الترتيب الدولي ** يبدو وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجّار غير مقتنع بنظام ليسانس-ماستير-دكتوراه المعروف اختصارا ب (أل.أم.دي) وقد تجلّى ذلك من خلال رفضه الخوض في تقييمه لهذا النّظام المثير للجدل من جهة وفي إعلانه عن تنظيم ندوة وطنية خاصّة بتقييم هذا الأخير من جهة أخرى. ووسط توقّعات بإمكانية تخلّي المنظومة الجامعية عنه أو على الأقلّ مراجعته و(إصلاحه) من المقرّر أن تعقد ندوة وطنية لتقييم نظام ليسانس-ماستير-دكتوراه (أل.أم.دي) مع نهاية السنة الجارية حسب ما أعلنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجّار. أبرز الوزير في تصريح للصحافة على هامش زيارة قادته إلى ولاية وهران أن الندوة التي ستعرف مشاركة كافّة الأسرة الجامعية تهدف إلى تقييم هذا النّظام بعد عشر سنوات من تطبيقه حتى وإن كان يعمل بشكل جيّد مشيرا إلى أن اللّقاء سيتوّج بتوصيات لتطبيقها وهو ما يشير إلى أن الجامعة الجزائرية قد تكون مقبلة على (إصلاحات) بالموازاة مع (ثورة الإصلاحات) المثيرة للجدل والغريبة أحيانا التي قرّرتها وزيرة التربية نورية بن غبريط. ومعلوم أن نظام (أل.أم.دي) الذي تمّ الشروع في تطبيقه في الجامعة الجزائرية قبل سنوات يثير الكثير من الجدل ويرى متتبّعون أنه من أبرز أسباب تراجع مستوى وانتكاسة كثير من الطلبة الجزائريين الذين يجدون صعوبات جمّة في البرهنة على كفاءتهم بعد تخرّجهم. من جهة أخرى أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن (هذه السنة سجّلت ضغطا في عدد الطلبة ممّا يجعلنا نحتاج إلى هياكل وأساتذة حيث سيتمّ توظيف 3 آلاف أستاذ) وأوضح أنه من الناحية العددية للتأطير (ليس لدينا مشكل حيث يوجد 54 ألف أستاذ يؤطّر 1 مليون ونصف مليون طالب أي ما يعادل أستاذ واحد لكلّ 22 طالبا وهذا يتماشى مع المعايير الدولية) معتبرا أن هذه الإحصائيات تعكس الوضعية (في المطلق فيما يوجد فائض في تخصّص وعجز في آخر) وأضاف أن دور الوزارة يكمن في تحسين التأطير داخل المقاييس التي فيها عجز من الجانب العددي. في سياق آخر تمّت تلبية اختيارات الشعب التي أعرب عنها الحاصلون الجدد على شهادة البكالوريا (إلى حدّ كبير) حسب ما أكّده وزير التعليم العالي. وأوضح الوزير حجّار على هامش زيارة تفقّدية إلى ولاية عين تموشنت أنه (تمّت تلبية رغبات الغالبية العظمى للطلبة الجدد وذلك على الأقلّ في الشعب الثلاثة الأولى التي تمّ اختيارها عبر بطاقة الرغبات). (وحتى المتحصّلين الجدد على شهادة البكالوريا الذين قدّموا طعونا والمقدّر عددهم ب 7.000 تحصّلوا على توجيههم الجديد على أساس المعايير المعمول بها) كما أبرز السيّد حجّار موضّحا أن (العديد منهم كانوا قد اختاروا الشعب التي تتطلّب معدلات أعلى من تلك التي تحصّلوا عليها). وذكر الوزير في هذا الإطار أن الطعون تكون مؤسّسة فعليا في حال وقوع خطأ في حساب المعدل أو عندما يوجّه المتحصّل الجديد على شهادة البكالوريا إلى شعبة غير تلك التي اختارها في الوقت الذي يفي فيه جميع المعايير المطلوبة وأكّد أنه (منذ عدّة سنوات لم يسجّل خلال التسجيلات الجامعية أيّ خطأ يتعلّق بالحالتين المحتملتين المذكورتين [المعدل واستيفاء المعايير]). من جانب آخر حقّقت الجامعات الجزائرية (قفزة نوعية) في ترتيب الجامعات الدولي لعام 2015 حسب تصنيف (ويبوميتركس) حيث احتلّت جامعة سيدي بلعباس المرتبة 1781 ضمن القائمة الجديدة التي تشمل 24 ألفا و320 جامعة حول العالم وبذلك تكون قد حقّقت تقدّما بأكثر من 3300 مرتبة إذ كانت تحتلّ المرتبة 5097 في عام 2014. ومن جانبها احتلّت جامعة ورفلة المرتبة 1798 بعدما كانت في المرتبة 3621 أمّا جامعة قسنطينة فحقّقت بدورها قفزة إذ تقدّمت بأكثر من 100 مرتبة لتحلّ في المرتبة 2321 علما بأنها كانت قد صنّفت أولى على مستوى الوطن في عام 2014 وحلّت جامعة تلمسان في المرتبة 2297 بعدما كانت تحتل المرتبة 3453. ومن خلال ذلك تكون الجامعات الجزائرية قد حقّقت تقدّما بمعدل يتخطّى 200 مرتبة وفقا للترتيب الدولي الذي يعتمد على أربعة معايير: الموقع الالكتروني للجامعة ثراء محتوى الموقع الإنتاج العلمي للجامعة وانفتاحها على الخارج.