سجل اليوم الأول من إضراب عمال البلديات مقاطعة من عمال بلديات العاصمة، ونسب استجابة متفاوتة على المستوى الوطني تراوحت بين 50 و60 بالمائة. وأرجع علي يحيى رئيس المجلس الوطني لقطاع عمال البلديات المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية »السناباب«، عدم ارتفاع النسبة إلى الضغوطات والتهديدات التي تلقّاها العمال عشية الإضراب من طرف رؤساء البلديات، واستدعائهم من طرف مصالح الأمن لإحضار السيرة الذاتية لمنحهم الترخيص. وسجلت ولاية بجاية أعلى نسبة من حيث الإضراب بلغت 100 بالمائة، شُلت من خلالها كل البلديات ومصالح الحالة المدنية، تليها ولاية ڤالمة ب 90 بالمائة، ثم ولاية تيزي وزو ب 75 بالمائة، في حين تراوحت ببلديات أخرى نسب متفاوتة. وتبقى بلديات الجنوب أكثر البلديات ابتعادا عن الاستجابة للإضراب. أما في العاصمة فقد عرف الإضراب استجابة بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 بالمائة، والتي مست ثلاث بلديات هي بئر توتة وبابا أحسن والرويبة، واقتصر عمل المصالح البلدية على ضمان أدنى الخدمات، من بينها استمرار عمل الحراس البلديين، وجمع النفايات الاستشفائية، وتسجيل الوفيات، وكذا توزيع المياه الصالحة للشرب عن طريق خزانات المياه والصهاريج، في حين سيتم شل كافة الأنشطة الأخرى، من ضمنها جمع النفايات المنزلية. وفي ما يخص عزوف باقي بلديات العاصمة عن الإضراب على غرار كل من القبة، سيدي أمحمد ومحمد بلوزداد، فقد تباينت آراؤهم بين خوفهم من فقدان مناصب عملهم وبين انضوائهم تحت لواء نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، التي كان موقفها حازما من البداية، والمتعلق بمقاطعة الإضراب، والاعتصام، والحركات الاحتجاجية، والعمل على نيل مطالبهم عن طريق باب الحوار والنقاش. وفي هذا الصدد، أوضح عبد الكريم مدني الأمين العام للفرع النقابي لبلدية محمد بلوزداد، أن النقابة فضلت اللجوء إلى الحوار؛ لأنه »ما ضاع حق وراءه طالب«، مشيرا إلى أن فرعه النقابي عقد عدة جلسات مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، تطرقوا فيها إلى مشاكل عمال البلديات، منها مشكل الأجور والعلاوات والمنح وغيرها من المطالب التي ينادي بها اليوم مستخدمو الوظيف العمومي، هذا بالتنسيق مع الوزارة الوصية التي راسلت الفروع النقابية وطلبت منهم ملء استمارات تعني بمطالب العمال، لأخذها بعين الاعتبارات في إصلاحات قانون العمل الجديد، الذي يتم تحضيره، مؤكدا أن الفرع النقابي ينتظر صدوره، وأنهم لن يترددوا دون شك في مقاطعته إن ضم خروقات وتجاوزات أو لم يكن يرقى للمستوى المطلوب، رافضا لجوء العمال إلى الإضراب، داعيا في الوقت ذاته جميع النقابات إلى العمل بالتنسيق مع المصالح الولائية لأجل المصلحة العامة، والاتفاق من أجل المنفعة وليس لمصلحة عمال بلدية على بلدية أخرى. من جهة أخرى، أكد علي يحيى رئيس المجلس الوطني لقطاع عمال البلديات، أن هذا الإضراب الذي سيمتد ثلاثة أيام والثاني من نوعه، جاء لتجديد مطالب العمال المهنية والاجتماعية، المتمثلة في ضرورة استفادتهم من الزيادات التي طالت الأجور في المدة الأخيرة، على غرار عمال القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى ضرورة إشراك ممثلي العمال في إعداد القانون الأساسي الذي يبقى حبيس الأدراج لمدة طويلة، فضلا عن وجوب إلغاء المادة 87 مكرر، والرفع من قيمة النقطة الاستدلالية من أجل بلوغ أجر قاعدي يحفظ كرامة العامل، بالإضافة إلى إعادة إدماج العمال المتعاقدين في مناصبهم وإعادة النظر في تصنيف الرتب في القطاع، والتعجيل في صرف المنح والعلاوات بأثر رجعي، خصوصا منحة المردودية، والإبقاء على حق التقاعد دون شرط السن، وهي المطالب التي لم يعرها المسؤولون أي اهتمام، مهددا بتصعيد الحركة الاحتجاجية و التوجه نحو تنظيم سلسلة اعتصامات أمام المقرات الرسمية ما لم يمكن العمال من حقوقهم.