قصص مأساوية للهاربين من المخيّمات *** هاربين من جحيم الموت في أوطانهم وفي مخيّمات اللّجوء الكارثية يواصل الآلاف من السوريين والفلسطينيين لعبة الموت التي بدأت في أرضهم فمن الموت جوعا أو قتلا يجد هؤلاء أنفسهم مرّة أخرى في قبضة الموت في شكله اللاّ منتهي فالبحر هنا بالمرصاد لإغراق أحلامهم التي بترت من قبل في أوطانهم. ق.د / وكالات انتشل خفر السواحل التركي جثث 6 سوريين بعد غرق قاربهم قبالة سواحل ولاية موغلا التركية المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط في عملية بحث استمرّت إلى ساعة متأخّرة من مساء الثلاثاء. وأظهر تسجيل مصوّر عملية الإنقاذ اِلتقط من طرف عناصر خفر السواحل انتشال رضيعة تبلغ من العمر شهرين فقط وإنقاذ عدد آخر من المهاجرين غير الشرعيين. وفي سياق ذي صلة أعلنت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللّبنانية عن مقتل 9 أشخاص بينهم أطفال ونساء بعد غرق مركب لبناني لتهريب اللاّجئين في المياه الإقليمية التركية. * أطفال ونساء يغرقون قالت الوكالة إن أحد الناجين اتّصل بأهله في لبنان وأعلمهم ب (غرق المركب بعد 48 ساعة من انطلاقه من مكان قريب من مرفأ طرابلس شمالي البلاد وعلى متنه نحو 40 لاجئا فلسطينيا من المخيّمات السورية وتحديدا من مخيّم اليرموك لجأوا إلى المخيّمات الفلسطينية قرب طرابلس). وأشار الناجي إلى أن غرق المركب كان بسبب الحمولة الزائدة وقد تدخّلت فرق خفر السواحل التركية وعملت على نقل الجثث والناجين إلى المستشفيات التركية. تجدر الإشارة إلى أن خفر السواحل التركي أنقذ 33 ألفا و180 مهاجر غير شرعي في مياه بحر إيجة منذ بداية العام الحالي كانوا ينوون الوصول إلى الشواطئ اليونانية فيما أُلقي القبض على 47 شخصا بدعوى قيامهم بتنظيم عمليات تهريب للبشر. وفي السياق ذاته ذكرت الوكالة الأوروبية المكلّفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن (فرونتكس) أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين سجّلوا عند نقاط الحدود في دول الاتحاد الأوروبي تجاوز مائة ألف شخص في جويلية الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن هذه هي المرّة الأولى التي يسجّل فيها هذا الرقم خلال شهر واحد وأن عدد المهاجرين غير الشرعيين برّا خلال الأشهر الستّة الأولى من هذا العام بلغ 79 ألفا و286 شخص بزيادة وصلت إلى 512 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014. كما بيّن التقرير أن عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين انطلاقا من السواحل الليبية بلغ 67 ألفا و261 شخص بين جانفي وجوان 2015 بزيادة قدرها 5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ونوّه إلى أن معظم المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي كانوا من حملة الجنسيات السورية والأفغانية والعراقية مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى (أوضاع العنف والحرب والفقر التي تشهدها بلدانهم). ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن (ليبيا ظلّت سنوات عديدة النقطة المفضّلة للعديد من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا بحرا كما أنها شكّلت نقطة اِلتقاء لطرق المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي من منطقة القرن الإفريقي وغرب إفريقيا). كذلك أكّد التقرير أنه (خلال الأشهر الستّة الأولى من عام 2015 بدأ يظهر تغير حقيقي في طرق الهجرة حيث سُجّل انخفاض ملحوظ في عدد السوريين المغادرين من الساحل الليبي خصوصا في شهري فيفري ومارس بسبب تدهوّر الأوضاع الأمنية في ليبيا وصعوبة الوصول إلى كل من مصر والجزائر ممّا حدا بالمهاجرين إلى تفضيل الجزر اليونانية كنقطة انطلاق بديلة).