تمكّنت السلطات الجزائرية أخيرا من تحديد موقع السفينة المختطفة من طرف القراصنة الصوماليين في الفاتح من جانفي الجاري، والتي يكون تواجدها حاليا بالمياه الإقليمية الصومالية، حسب ما كشف عنه أمس عمّار تو وزير النّقل على هامش اليوم البرلماني الذي خصّص لأمن الطرقات بالمجلس الشعبي الوطني بالعاصمة· وأشار وزير النّقل حسب ما كشف عنه موقع كل شيء عن الجزائر إلى أنه تمّ تحديد مكان سفينة الشحن الجزائرية إم في البليدة التي اعترض سبيلها قراصنة صوماليون في الفاتح من جانفي الجاري بالمياه الإقليمية الصومالية، مؤكّدا أن عملية تحديد الموقع تمّت عن طريق نظام يطلق عليه كروس Cross، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم الدخول في أيّ مفاوضات مع القراصنة، فيما لم يقدّم أيّ معلومات حول وضع طاقم السفينة المتكوّن من 27 شخصا، من بينهم 17 يحملون الجنسية الجزائرية· وكانت الحكومة الجزائرية قد شكّلت يوم الاثنين الماضي خلية أزمة إثر تعرّض السفينة الجزائرية للقرصنة من طرف قراصنة صوماليين، متكوّنة من وزارتي الخارجية والنّقل، بالإضافة إلى الشركة الوطنية للملاحة البحرية كنان من أجل جمع المعلومات ومباشرة الاتّصالات لضمان سلامة البحّارة الذين كانوا على متن سفينة الشحن إم في البليدة التي تعرّضت للقرصنة في عرض البحر وهي متّجهة إلى ميناء مومباسا بكينيا· وحسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فإن السفينة كانت محمّلة ببضائع وتمّت قرصنتها بمنطقة دولية بالقرب من المياه الإقليمية لسلطنة عمان وانطلقت من ميناء صلالة في السلطنة متوجّهة إلى ميناء دار السلام في تنزانيا، وأكّد ذات البيان أنه حسب مجهّز السفينة إي بي سي (شركة مختلطة ذات أغلبية سعودية) فإن باخرة الشحن إم في البليدة كانت تضمّ على متنها 27 بحّارا، 17 منهم جزائريون والباقون من جنسيات مختلفة منهم قبطان الباخرة و5 من أعضاء الطاقم من جنسية أوكرانية· أمّا بالنّسبة للأربعة الآخرين فاثنان منهم من جنسية فلبينية وواحد من جنسية أردنية وآخر من جنسية إندونيسية· ونفى وقتها ذات المصدر علمه بالجهة التي لها علاقة بالقرصنة، مبرزا أن المصالح المختصّة لوزارة الشؤون الخارجية تتابع تطوّرات هذه القضية· وفيما لم تتبنّ أيّ جهة إلى حد الآن عملية الاختطاف، فإن أصابع الاتّهام موجّهة لقراصنة صوماليين بتنفيذ العملية. هذا وكانت مختلف وسائل الإعلام الجزائرية والدولية قد تحدّثت عن واقعة الاختطاف للسفينة التي كانت تحمل الرّاية الجزائرية في عرض البحر وهي متّجهة إلى ميناء مومباسا بكينيا يوم السبت الماضي الموافق للفاتح من جانفي، وكانت قوّات البحرية الأوروبية قد أعلنت أن قراصنة اختطفوا سفينة شحن ترفع علم الجزائر على متنها طاقم مؤلّف من 27 شخصا، وأفادت بأن السفينة إم في البليدة تملكها الجزائر وتزن أكثر من 20 ألف طنّ، وقد اختطفت السبت بينما كانت في طريقها نحو دار السلام بتنزانيا· ويحتجز القراصنة قبالة السواحل الصومالية حاليا 28 سفينة و6549 رهينة، مند أن تزايدت في الأعوام الأخيرة أعمال خطف السفن على أيدي قراصنة في البحر الأحمر على الرغم من انتشار سفن حربية أجنبية في المنطقة لحماية طرق الملاحة البحرية·