موالون يضربون تعليمة الحكومة عرض الحائط انتشار كبير لنقاط بيع الأضاحي الفوضوية بالعاصمة لم يعد يفصلنا على عيد الأضحى المبارك إلا أيام قلائل وهذا يعني أن الكثير من الظواهر الاجتماعية سيتم تسجيلها هذه الفترة تزامنا مع هذه المناسبة ومن أبرز الظواهر التي تعرف شيوعا هذه الأيام بشوارع العاصمة انتشار نقاط بيع الأضاحي الفوضوية في العديد من الأحياء الشعبية وكذا على أطراف بعض الطرق السريعة.
عتيقة مغوفل يسعى الكثير من تجار الغنم هذه الأيام إلى بيع أكبر قدر ممكن من أضاحيهم وحتى يحققوا مبتغاهم يقوم العديد من الموالين بالقدوم من العديد من الولايات الداخلية باتجاه العاصمة وينصبون نقاط بيع فوضوية من جهة أخرى يقوم بعض الشبان العاطلين عن العمل المقيمين بالعاصمة بشراء عدد كبير من رؤوس الأغنام من أجل بيعها في العاصمة ويقوم هؤلاء بوضع أغنامهم في الأحياء الشعبية حتى تستقطب أكبر عدد من الزبائن. مستودعات لبيع الكباش دون ترخيص قامت (أخبار اليوم) بجولة خاطفة إلى بعض شوارع العاصمة حتى تقف على بعض نقاط بيع الكباش الفوضوية كانت أول نقطة بحي بابا الجديد أعالي بلدية القصبة فالماشي في ذاك الحي يشم على بعد 100 متر رائحة خرفان تتبعنا تلك الرائحة إلى أن وصلنا إلى أحد المحلات الكبيرة أو بالأحرى إلى مستودع واسع وجدنا العديد من الأطفال واقفين هناك يتمتعون بالنظر إلى كل الكباش التي كانت بالمكان وكان بعضهم ممن عنده الشجاعة في التقدم من خروف سمين ويقوم بلمسه ومداعبته بحثنا عن صاحب ذاك الإسطبل فدلنا أحدهم على شاب في الثلاثينات من العمر أردنا أن نفهم منه إن كان له ترخيص من أجل بيع تلك الخرفان في الحي فرد علينا هذا الأخير أنه لا يملك أي تصريح لممارسة نشاطه ولم يبحث في هذه الفكرة أبدا بل أنه تاجر معروف فهو كل سنة ومنذ حوالي ست سنوات يقوم ببيع الكباش في نفس المستودع حتى أنه أصبح شخصا معروفا عند الجميع وأصبح لديه زبائن قارين يقصدونه كل سنة من أجل شراء أضاحهم من عنده ولم يحاسبه أي كان على نشاطه. موال من سعيدة يبيع خرفانه ببولوغين بعد حي باب الجديد انتقلت هذه المرة(أخبار اليوم) إلى حي السيدة الإفريقية بأعالي بلدية بولوغين حيث يعرف هذا الحي كل سنة نصب الكثير من نقاط بيع الأضاحي الفوضوية وفور وصولنا إلى هناك لمحنا أحد المستودعات بأحد الفيلات مخصص فقط لبيع الكباش وكسابقه كان حوله الكثير من الأطفال الذين لا يزالون في عطلة يتمتعون برؤية تلك الكباش وهي تتناطح بحثنا عن صاحب ذاك الإسطبل لكننا وجدناه هذه المرة موال من ولاية السعيدة جاء ليبع خرفانه بالعاصمة تحدثنا إليه عن الأسعار قليلا ثم سألناه لما لا يبيع سلعته في ولايته فأجابنا هذا الأخير أن ولاية سعيدة تعرف الكثير من الموالين الذين يبيعون الكباش عشية عيد الأضحى المبارك لذلك هو يفضل القدوم إلى العاصمة أي أنه يأتي هو إلى الزبون حتى يحظى بأكبر قدر منهم وقد ذكر لنا أنه كل سنة يقصد حي السيدة الإفريقية لبيع أغنامه فيه لأن الشارع يقصده الكثير من الناس بحثا عن الأضاحي سألناه مرة أخرى إن كان يملك تصريحا بالبيع فرد علينا أنه لا يملك أي تصريح وهو يأتي كل عام إلى العاصمة يبيع كل بضاعته ولا يحاسبه أي كان. الباعة يضربون تعليمة الحكومة عرض الحائط بالرغم من التعليمة التي أقرتها الحكومة خلال السنوات الماضية والتي تنص على منع بيع الأضاحي بالطريقة العشوائية التي تتسبب في انتشار النفايات والروائح الكريهة الناتجة عنها غير أنه تم تنظيم العملية حيث تلقت مصالح الدوائر الإدارية والبلديات تعليمة من ولاية الجزائر تقر فيها بمنع بيع الأضاحي والعلف قبل الأسبوع الأخير من يوم عيد الأضحى خارج الأماكن المحددة في ملحق القرار رقم 4070 المتضمن الأماكن المرخص لها بالبيع والذي راسلت بموجبه مصالح ولاية الجزائر العاصمة البلديات لتطبيق محتوى القرار. شرعت الحكومة منذ سنوات في اتخاذ إجراءات لتنظيم عملية بيع المواشي والعلف من خلال تخصيص أماكن محددة للقيام بالعملية إلا أن ذلك لم يحد بصفة كبيرة من هذه الظاهرة التي اكتسحت أغلب أحياء العاصمة والتي باتت تظهر مع اقتراب عيد الأضحى حيث شددت الحكومة في التعليمة على الموالين أخذ رخص من رؤساء البلديات من أجل بيع الماشية في الأماكن المرخص بها كما يلزم على أصحاب المستودعات بالعاصمة الحصول على الرخصة قبل مباشرة عملية البيع تفاديا للفوضى. من جهة أخرى أتت هذه التعليمة من أجل تفادي المشاكل التي قد تنجم عن عدم مراقبة الماشية التي تتواجد على مستوى هذه النقاط العشوائية وهو ما ينجم عليه في بعض الأحيان انتشار الأمراض بين الماشية مثلما حدث السنة الماضية فيما يخص الحمى القلاعية وذلك بسبب عدم استطاعة المراقبين البياطرة من مراقبة مختلف نقط البيع العشوائية التي تنتشر بشكل كبير في تلك الفترة وفي السياق ذاته تنجم عن انتشار هذه الأماكن العشوائية أزمة مرور حادة مما يجعل المواطنين يتذمرون منها بشكل كبير ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنتشر في تلك الفترة.