يبدو أن التعليمة الصادرة عن مصالح ولاية الجزائر التي أرسلتها إلى مصالح بلديات العاصمة، بضرورة تحديد نقاط بيع أضاحي العيد قد طبقت بحذافيرها إلى غاية الوقت الحالي، حيث اختلفت صورة شوارع العاصمة خصوصا في الأحياء الشعبية هذه السنة، ولم نشاهد فوضى سوق الماشية التي كان يصنعها الموالون بكباشهم شهرا قبل عيد الأضحى. وقد قامت ولاية الجزائر بتخصيص مواقع معينة لبيع الماشية على مستوى كل بلدية مع اقتراب موعد عيد الأضحى، وهذا لمنع انتشار تلك النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية التي تعودنا على رؤيتها ككل سنة في الساحات العمومية، وهو الأمر الذي وقفت عليه ''المساء'' من خلال الجولة الاستطلاعية إلى بعض الأحياء الشعبية المشهورة ببيع الأغنام؛ كبوروبة، الحراش، باش جراح، حسين داي وعين النعجة. موالون يحتالون على التعليمة بكراء مستودعات للبيع ولكن رغم هذه التعليمة، إلا أن بعض الموالين لم يجدوا من وسيلة لعرض ماشيتهم سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هو الحال بحي الجبل، ببوروبة، حيي البدر، التنس بباش جراح وكوريفة بالحراش. وعند اقترابنا من بعض الموالين للاستفسار عن الأمر، قال أحدهم: ''كنا نبيع بالساحات العمومية قبل أن تكون هناك رقابة، لكن هذه السنة والسنة الماضية قمنا بكراء مستودعات لبيع الماشية التي جلبناها من ولايات مختلفة منها؛ الجلفة، المسيلة، الأغواط وسطيف''، وفسر آخر الأمر قائلا: ''بعد أن منعت ولاية الجزائر البيع العشوائي قمنا بكراء مستودعات، لكن أسعار الماشية ستكون باهظة لأننا خسرنا كثيرا من خلال تكاليف النقل والمصاريف والأعلاف التي اِلتهبت أسعارها''. في حين لم يعبأ بعض الموالين البائعين بقرار منع مواقع البيع العشوائي، واحتلوا بعض المساحات العمومية مثلما هو الأمر في حيي ديار الجماعة وجنان مبروك بباش جراح، التي رغم أنها تتوفر على نقطة بيع مرخصة، إلا أن نقاط بيع متعددة ظهرت بها مؤخرا، بالإضافة إلى بلديتي الحراش وبوروبة التي بدأت تنتشر فيها أسواق الماشية العشوائية، كما كان الحال خلال السنة الماضية. الأسعار ملتهبة والمواطنون بين مؤيد ومعارض للتعليمة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك بأقل من ثلاثة أسابيع، بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي للاستفسار عن أسعار أضحية هذا العام قبل الشراء، إلا أن هذا الإقبال يبقى محتشماً، حسب ما لاحظته ''المساء'' بمختلف نقاط البيع التي زارتها بالعاصمة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، ويرجع الموالون، ويوافقهم في ذلك المواطنون، هذا الاحتشام في الإقبال على شراء أضحية العيد إلى الأسعار التي ظهرت بها سوق الماشية هذه الأيام والتي فاقت كل التوقعات، ويرى العديد من بائعي المواشي والموالين أن ارتفاع سعر أضحية العيد هذه السنة يرجع إلى عدة أسباب أهمها؛ الكراء، زيادة تكاليف النقل والعلف التي اضطرت الموال إلى بيع الخروف بأسعار باهظة، و قال آخر: ''مبلغ الكراء لا يقل على 50 إلى 60 ألف دينار وهذا يساهم في ارتفاع سعر الماشية، حيث تتراوح أسعار الخرفان بمختلف أحجامها من 20 إلى 46 ألف دينار''. وتقربنا من بعض المواطنين لجس نبضهم عن أماكن البيع وارتفاع الأسعار، فكان لهم ما يقولون، حيث أعرب أحدهم عن استحسانه لتفهم واحترام الموالين والبائعين لتعليمة الولاية، واستحسن هذه الفكرة التي تقضي على الفوضى وانعدام النظافة وأيده آخر، مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة كل سنة، لكن بالمقابل، انتقد بعض المواطنين القرار مبررين ذلك بأنه لم تعد هناك نقاط بيع كثيرة من أجل شراء أضحية العيد، ليضيف آخر بأنه بسبب كراء مستودعات بيع الماشية، سيضطر الموالون لزيادة أسعار الأغنام وسيتحملها المواطن.