صار الإقبال عليهم كبيرا من طرف العائلات الطباخون يقتحمون الأعراس الجزائرية وينافسون النسوة عرفت الأعراس الجزائرية في السنوات الأخيرة الكثير من مظاهر التجديد والعصرنة من هذه المظاهر كراء قاعات الحفلات الفاخرة لإحياء الحفل والتي قد تصل أثمانها إلى 40 مليون سنتيم من أجل نصف يوم فقط ومن المظاهر الجديدة أيضا إحضار الطباخين حتى يقوموا بتحضير أكل العرس بعدما كانت نساء العائلة تجتهد في تحضير مختلف الأطباق التقليدية. عتيقة مغوفل مظاهر كثيرة اختفت من الأفراح الجزائرية وأخرى ظهرت خاصة مع تخلي النساء عن دورهن التقليدي في المطبخ وفسح المجال للطباخ الذي فرض نفسه كضرورة أو(بريستيج) لتنظيم الأعراس بشكل لائق حيث يتم حجز الطباخ كما تحجز قاعة الحفلات مهنة الطباخ فرضت نفسها بقوة في السنوات الأخيرة لضمان عرس منظم وبالشكل المطلوب وهذا ما ضاعف من أعباء الأعراس خاصة عند العائلات البسيطة ومحدودة الدخل التي تلجأ إلى الطباخ إما اضطرارا أو من أجل التباهي والتفاخر. الطباخ يغيب نكهة الأعراس كانت تعرف الأعراس الجزائرية في السنوات الماضية أجواء بهيجة ورائعة تصنعها نساء العائلة أسبوعا قبل العرس ولكن هذه المظاهر اندثرت في زماننا هذا وجاءت في مكانها مظاهر أخرى وهو ما عبرت عنه السيدة(موني) صاحبة 45 ربيعا والتي التقيناها في أحد شوارع العاصمة والتي أخبرتنا أن النساء في الماضي كن يفرحن بتلك اللمة وتلك الأجواء العائلية التي تسبق العرس عماتي وخالاتي يأتين قبل العرس بأيام للمساعدة أو يرسلن بناتهن لكن الآن أصبحت الأمور صعبة وأصبح الكل منشغلا بمشاكله فصرنا كالغرباء خاصة بعد أن صارت جل العائلات تقيم أعراسها في القاعات سواء لضيق البيوت أو لضمان الراحة والنقاء والاستعانة بالطباخ الذي أصبح حاضرا في المناسبات الصغيرة أيضا (كالفاتحة وصباح العرس والسبوع) وحسب رأي السيدة(موني) وفي بعض الأحيان قد تقتصر المساعدة في إعداد الحلويات الجافة المرافقة للحلويات الأخرى ولأن العائلات الآن تقريبا أصبحت تستعين بالطباخ فليس من المعقول أن تطلب منهم أن يأتوا ليطبخوا لك وهم أصلا يستعينون به لضمان الراحة لأنفسهم). ومن جهة أخرى تقول السيدة(فتيحة): (أحب أن أجمع العائلة في منزلي قبل العرس لمساعدتي وتوجيهي كنت أوكل أمور الطبخ لأخوات زوجي لمعرفتي أنهن سيحرصن على أن تسير الأمور على ما يرام كما أفعل أنا في أعراسهن لكن تكبدن لي بخسائر كبيرة حيث أفسدن خروفا بكامله بتركه خارج الثلاجة مما جعلنا نلجأ إلى شراء اللحم وزيادة المصاريف في يوم العرس وبعد ذلك أصبحت أستعين بالطباخة وأوصيها ألا يتدخل أحد في عملها. الطباخ ضرورة لابد منها أصبحت الكثير من العائلات الجزائرية ترى في الطباخ منقذا للعرس لأنها ترى فيه حسن التنظيم والتدبير والراحة من مشاق ومتاعب الطهي خاصة بالنسبة للجيل الجديد من النساء والابتعاد عن سوء التسيير والفوضى والتقاعس والتبذير وفي هذا الصدد تقول السيدة (نجيبة) أصبحنا نعتمد على الطباخ لأنه بالنسبة لنا ضرورة كانت أعراسنا من قبل تعمها الفوضى يختفي الأكل واللحم ونخجل من المدعوين الذين لم يأكلوا لنفاد الأكل لأن الأقارب الذين طبخوا لي وهم أخواتي وزوجات إخوتي اتضح لي أنهم كانوا يرسلون الأكل إلى بيوتهم ويتركونني أواجه الإحراج مع الضيوف حتى أن الأمر وصل بهم إلى سرقة اللحم النيئ وكبد الثور الذي ذبحناه من هذه الحوادث أصبح الطباخ ضرورة يضمن التنظيم والراحة من المشاكل خاصة مع الأهل). وفي نفس السياق تقول (نجيبة) إنها تستعين بالطباخ لكي لا تتعب أحدا سواء من عائلتها أو عائلة زوجها حيث سبق أن حدثت مشاكل بين العائلتين تقول (أقيم أعراسي في البيت أو القاعة لكنني أستعين بالطباخ ومساعديه الذين يقدمون الأكل للمدعوين ويغسلون الأواني والآن أصبحنا نرى أن الكل يستعين بالطباخ رغم أنه عبء آخر على أكتافنا لكنه أحسن من التعب وكذلك يتسنى للكل الاستمتاع بالفرح) وفي سياق آخر تقول (حورية) حسب تجربتها مع الطباخين أن إعطاء كامل الصلاحيات للطباخ وطاقمه أضحى شرطا لضمان النظام في العرس. وفي سياق آخر هناك من يتخذ من الطباخ (بريستيج) للتباهي والتفاخر إن كان طباخا عاديا أو (شاف) في أحد المطاعم أو الفنادق عند العائلات الغنية والتي تنفق مبالغ خيالية في أعراسها ونفس الأمر بالنسبة للعائلات متوسطة الدخل أين أصبح من الضروري أن تتضمن مائدة الطعام التي يعدها الطباخ السلطة والطبق الرئيسي والتحلية فالبعض يقول كيف لفلان أن يفعل هذا وأنا لا حتى إن كانت المصاريف تتعدى ميزانيتهم فأصبح الاقتراض أمرا لا مفر منه عند العائلات الجزائرية.