أسعار اللحوم و"الأحشاء" تلتهب * سعر كبد الخروف يصل إلى 4200 دينار * اللحوم البيضاء حل "الزوالية" لاجتياز العيد اشتكى الكثير من المواطنين الجزائريين هذه السنة من المصاريف والنفقات المتهاطلة بسبب توالي المناسبات الواحدة تلوى الأخرى، الأمر الذي حال دون تمكن الأسر من النحر هذه السنة، وكانت وجهتها قصّابات اللحوم لضمان ولو جزء يسير من فرحة العيد، إلا أنها اصطدمت بارتفاع الأسعار التي فاقت كل التصورات في قصابات العاصمة، لذلك قرّر الكثيرون تعويضها باللحوم البيضاء. عتيقة مغوفل ككل سنة يهرب (الزوالية) إلى القصابات التي يرونها (أرحم) من كباش العيد التي وصلت إلى حدود 7 ملايين سنتيم، إلا أنهم يصطدمون بالتهاب الأسعار فيحرمون أيضا من شراء اللحوم التي تحرق أسعارها كل من يقترب منها في ظل غياب الرقابة. أسعار ملتهبة بقصابات العاصمة قمنا بجولة خاطفة لبعض القصابات بالعاصمة بغية إنجاز موضوعنا، وقصدنا سوق (علي ملاح) للخضر والفواكه، كان هذا الأخير مزدحما عن آخره بالعديد من المواطنين الذين قصدوا المكان من أجل شراء المستلزمات التي يحتاجونها خلال عيد الأضحى من خضر وفواكه، خصوصا وأن كل المحلات تغلق أبوابها في وجه زبائنها أيام العيد رغم تطمينات وزارة التجارة كل سنة بوجود محلات تشتغل بنظام المناوبة، إلا أن هذه الأخيرة لا تُلبي التعليمة، دخلنا القصابة الأولى بذات السوق وقد كانت تعجّ بالزبائن الذين قصدوها من أجل شراء بعض اللحوم للعيد، أول ما لمحناه عند وقوفنا وجود لافتة كبيرة كتب عليها أسعار مختلف أنواع اللحوم الموجودة، غرنوق بالكبد 4200 دج، رأس بوزلوف مرفوق بالأقدام ب2500 دج كلغ، بفتاك غنمي 1400 دج كلغ، دوارة غنمي ب700 دج أما البقري ب450 دج، لحم البقري 1300 دج كلغ، كوتليت غنمي 1500 دج كلغ، عجبنا فعلا من الأسعار الخيالية والتي لا يمكن لها أن تكون في متناول المواطن البسيط والزوالي الذي لا يقدر على إقتناء الأضحية. لحوم "الدجاج" و"الداند" لصنع فرحة العيد إلتهاب أسعار اللحوم الحمراء جعل الكثير من الجزائريين يبحثون عن صنع أجواء العيد في نوع آخر من اللحوم، ومن بين هؤلاء السيد (سيد علي) الذي ألتقيناه في سوق (علي ملاح) متزوجٌ وأب لأربعة أطفال، هو واحد من الناس الذين يدخرون المال من أجل دفع القسط الثاني من مستحقات سكنات عدل، ونظرا للارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم الحمراء رأى تعويضها بالبيضاء عشية الاحتفال بعيد الأضحى، وقد قام بشرح الوضع لأبنائه حتى لا يحزنون يوم العيد، لذلك قصد أحد محلات بيع الدجاج بسوق علي ملاح بالجزائر العاصمة، تقربنا منه وحتى نبدأ حديثنا معه سألناه إن كان قد اشترى الأضحية أم لا؟ تبسّم وقال (لا بل أردت أن أدخّر ثمنها من أجل دفع القسط الثاني من مستحقات عدل) فسألناه إن كان سيقتني بعض اللحوم رغم غلاء أسعارها فرد علينا هذا الأخير أن عيده في هذه السنة سوف يكون باللحوم البيضاء وسيشتري كبد الداند وبعض الشرائح من الفخذ لاجتياز العيد خصوصا وأن لحم (الغنمي) قد قارب 3500 دج للكيلوغرام الواحد وهو لا يستطيع اقتناءه في ظروفه الحالية. اللحوم الحمراء بعيدة المنال عن "الزوالية" ! قابلنا السيدة (وهيبة) التي فكرت هي الأخرى في شراء اللحوم البيضاء بدل الحمراء يوم العيد بسبب غلائها الفاحش وعدم قدرتها على شراء أضحية العيد، فقد قابلناها في أحد محلات بيع الدجاج بسوق علي ملاح بالجزائر العاصمة، تقربنا منها من أجل معرفة رأيها في أجواء العيد فردت علينا أن العيد لمن يستطيع له، فهي واحدة من الناس الذين لا قدرة لهم عليه، خصوصا وأنها سيدة فقيرة لا تملك المال الكافي لذلك، فهي تعيش على تقاعد زوجها الذي يقدر ب 17000 دج وهو راتب لا يكفيها لاجتياز الشهر، خصوصا وأنها تعيش في بيتها مع ابنتها المعاقة بعدما تركها كل أبنائها وكل واحد منهم ذهب في شؤونه وأصبح لا يراعي إلا شؤون بيته، وبما أنها تشتري كل شهر الدواء لابنتها فهي لا تستطيع اقتناء اللحوم الحمراء فقررت شراء الدجاج عوَضها فقط (فأل) ليوم العيد، فهي تعلم جيدا أن المحسنين سيتصدقون عليها باللحوم الحمراء في ثاني أيام عيد الأضحى.