إرتفعت أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات قياسية بمختلف أسواق العاصمة، مع حلول عيد الأضحى المبارك، فحتى العائلات التي لا تتمكن من شراء الأضحية التي تعرف أسعارها هي الأخرى ارتفاعا غير معهود مقارنة بالسنوات الماضية، أصبحت تشكو من غلاء أسعار لحم الخروف الذي بلغ حدود 1000 دينار في بعض أسواق العاصمة كسوق علي ملاح وفرحات بوسعد، في حين تراوح سعرها بين 1150 و1200 دينار في بعض القصابات· كما تعرف الأحشاء هي الأخرى طلبا كبيرا عليها، رغم تضاعف سعرها، حيث وصل سعر الكبد إلى 1600 دينار، وتعمد العائلات التي لا يمكنها شراء أضحية العيد إلى شرائها إضافة إلى بضعة كيلوغرامات من اللحم من أجل مشاركة الآخرين نكهة العيد على الأقل · واستنكر عدد كبير من المواطنين الذين تحدثث إليهم ''الجزائر نيوز'' استغلال الجزارين لمثل هذه المناسبات من أجل رفع أسعار اللحوم، إذ كان يتراوح سعره قبل أيام العيد بين 850 و900 دينار ليرتفع إلى 250 دينارا· وتقول عجوز من حسين داي وجدناها تشتري بضع كيلوغرامات من قصابة بشارع طرابلس ''لا نفهم لماذا يعمد القصابون إلى رفع أسعار اللحوم قبل العيد، العائلات التي تقوم بشراء اللحم قبل العيد هي عائلات فقيرة لا تمكنها أوضاعها من شراء الأضحية، عليهم أن يفهموا هذا جيدا، هل يريدون انتزاع فرحة العيد منا كلية''، ليعقب شيخ آخر ''لا خيار لنا سوى شراءها بهذا السعر، ولو أن كيلوغرامات من اللحم قليلة، فأبناءنا محرومون من الأضحية التي لا يقل ثمنها عن 000,25 دينار، ولا يمكن أن نحرمهم من لحم العيد على الأقل، نحن مضطرون لشرائه بالسعر المرتفع على مضض''· من جهتهم، تحجج عدد من الجزارين بغلاء أسعار الماشية في الأسواق عشية العيد، مؤكدين أن المسؤول عن رفع أسعار اللحوم هم المضاربون وليس الموالون أو الجزارون· ''نقوم بذبح ماشية جديدة كل يوم تقريبا، ونحن في نهاية المطاف زبائن نقتنيها من الموالين، ومادامت أسعار الماشية مرتفعة فأسعار اللحوم بالتجزئة تكون مرتفعة هي الأخرى، والدليل على ذلك استقرار الأسعار مباشرة بعد انتهاء العيد''· وإضافة إلى ارتفاع الأسعار، يسجل كذلك شح ونذرة في توفر اللحوم، حيث يضطر العديد إلى طلبها بأيام وأسابيع قبل العيد، حيث تعرف قصابات أحياء العاصمة طوابير من أجل الظفر بكيلوغرامات من اللحم من أجل مقاسمة العائلات المعوزة وقليلة الدخل الآخرين أجواء العيد بعد أن خانتهم الجيوب في الظفر بالأضحية·