في انتظار الزلزال الأكبر الفضائح تزلزل الفيفا من جديد بات رئيسا لأكبر منظمتين كروتين في العالم في عين العاصفة بعد أن أعلن المدعي العام السويسري أول أمس أن (إجراء جزائيا) فتح بحق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المستقيل السويسري جوزيف بلاتر بتهمة (دفع غير مشروع) لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني المرشح الأبرز لخلافته في سدة الفيفا. ومنذ 27 ماي الماضي تاريخ توقيف شخصيات رفيعة المستوى في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي بقرارات من القضاء الأميركي في قضايا فساد يعيش الاتحاد الدولي سلسلة من الفضائح المدوية المتتالية التي لم يشهد مثيلا لها في تاريخه. وكان من المقرر أن يتحدث بلاتر أول أمس في المؤتمر الصحافي بعد اجتماع اللجنة التنفيذية في اليومين الأخيرين في زيوريخ وتحديدا عن الشبهات التي طالت الأمين العام جيروم فالك وأدت إلى إقالته الأسبوع الماضي لكنه تم تأجيل المؤتمر ساعة إضافية قبل أن يلغى نهائيا في الوقت الذي احتشد في القاعة حوالي 150 صحافي من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية قبل أن يعلن القضاء السويسري السبب الحقيقي لذلك.
بلاتر في عين الإعصار أعلن مكتب المدعي العام السويسري في بيان وزعه أول أمس (فتحت وزارة العدل في سويسرا الاتحادية إجراء جزائيا ضد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للاشتباه بإدارته غير الشرعية واستطرادا سوء الائتمان). وأعلن مكتب المدعي العام أن بلاتر مشتبه به في عملية (دفع غير مشروع) لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني. وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع (عقدا ليس في مصلحة الفيفا) مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له. وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضا (شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكا بذلك واجباته الإدارية). ويوضح القضاء السويسري أن عملية الدفع تمت في 2011 على (حساب الفيفا من خلال الادعاء القيام بأعمال في الفترة بين جانفي 1999 وجوان 2002). وأوضح مكتب المدعي العام أن محققين قاموا (بالاستماع إلى بلاتر بصفة مشتبه به) وفي (المقابل إلى ميشال بلاتيني بصفته مستدعى لإعطاء معلومات). وكان بلاتر الذي يرأس الفيفا منذ 1998 أعلن في 2 جوان بعد 5 أيام على إعادة انتخابه لولاية 5 من 4 سنوات أنه سيترك منصبه خلال مؤتمر الفيفا الذي حدد في 26 فيفري 2016 لانتخاب رئيس جديد.
القادم أسوأ على بلاتر تأتي هذه التطورات الخطيرة بعد أسبوع على فضيحة مدوية أخرى طالت فالك الأمين العام وأدت إلى إقالته من منصبه بعد أن اتهمته الصحف البريطانية ببيع تذاكر بتورطه في عملية بيع مشبوهة لبطاقات الدخول إلى المباريات في مونديال 2014 في البرازيل. ولكي يكتمل المشهد تماما حدد القضاء الترينيدادي الثاني من ديسمبر المقبل موعدا لجلسة الاستماع في قضية تسليم نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الترينيدادي جاك وارنر إلى الولاياتالمتحدة وهو العنصر الأساسي في قضية الفساد التي تعصف بالمنظمة العالمية منذ أشهر. واعتبر القاضي مارك ويلينغتون أن الإجراء يجب أن يتابع رافضا طلب محامي وارنر إطلاق سراح موكلهم لعيب في الشكل. وقبل في المقابل تأجيل الجلسة إلى 2 ديسمبر بناء على طلب المحامين الذين قالوا إنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت للتشاور مع محامين أمريكيين في هذا الملف. وطالبت السلطات الأمريكية في 23 جويلية بتسليم وارنر (72 عاما) الذي لا يزال على رأس الاتحاد الكاريبي لكرة القدم. ويعتبر وارنر المتهم من طرف القضاء الأميركي بتهم فساد وتبييض أموال واحتيال وابتزاز من بين الشخصيات ال14 المتهمين من قبل القضاء الأميركي في 27 ماي بتلقي رشاوى بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينيات القرن الماضي في إطار مناصبهم المختلفة في كرة القدم. وبحسب اتهامات المحققين الأمريكيين فان وارنر الذي لا يزال نائبا في بلاده تلقى جزءا كبيرا من مبلغ 10 ملايين دولار تلقاه الاتحاد الكاريبي من جنوب إفريقيا مقابل حصول الأخيرة على 3 أصوات للفوز بتنظيم كأس العالم 2010. ورفض وارنر دوما الاتهامات متحدثا عن مؤامرة لمساعدة خصومه السياسيين المحليين في ترينيداد وتوباغو. في قضايا فساد وتقديم رشوة لبلاتيني القضاء السويسري يفتح تحقيقا ضد بلاتر فتح المدعي العام السويسري تحقيقا جنائيا ضد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيب بلاتر بتهم سوء الإدارة والكسب غير المشروع. واستدعى المدعي العام رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمرشح الأقوى لرئاسة الفيفا ميشال بلاتيني للشهادة في قضية دفع بلاتر لأموال في الفترة من 1999 و2002. وقال مكتب المدعي العام السويسري يقول إنه يشتبه في أن سيب بلاتر وقع عقدا في 2005 مع اتحاد الكاريبي لكرة القدم لم يكن في مصلحة الفيفا ويشتبه أيضاً في أن بلاتر انتهك أيضا واجبات وظيفته وعمل ضد مصلحة الفيفا. وأشار مكتب المدعي العام أنه قام بتفتيش مقر الفيفا ومكتب الرئيس وصادر بيانات مبينا أن بلاتر مشتبه به في عملية (دفع غير مشروع) لمبلغ اثنين مليون فرنك سويسري إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني. وأوضح مكتب المدعي العام في بيان (قام محققون بالاستماع إلى بلاتر بصفة منحاز) وفي (المقابل إلى ميشال بلاتيني بصفته مستدعى لإعطاء معلومات). وأكد مكتب المدعي العام السويسري أيضا فتح (إجراء جزائي) بحق بلاتر للاشتباه به ب(دفع غير مشروع) لمبلغ 2 مليون فرنك سويسري إلى بلاتيني (وسوء ائتمان). واعتقل القضاء السويسري 7 من أعضاء الفيفا بناء على طلب من نظيره الأمريكي وتطالب السلطات الأمريكية بتسليمهم لها. محاميه: بلاتر يتعاون ولا وجود لسوء إدارة قال محامي جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الجمعة إن بلاتر سيتعاون مع السلطات السويسرية التي بدأت تحقيقات جنائية ضده كجزء من تحقيقات الفساد الجارية حاليا حول الفيفا. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية تصريحات على لسان ريتشارد كولين قال فيها إن الدلائل ستظهر أن العقد الذي أبرم مع الاتحاد الكاريبي عام 2005 تم مناقشته بصورة صحيحة. وقال كولين في تصريحاته للجريدة: )بالتأكيد لم يحدث خطأ إداري). وأضاف: (يتعاون بلاتر مع السلطات وأثق تماما في أن السلطات السويسرية فور فحصها للمستندات وللأدلة سيرون أن العقد تم إعداده بصورة سليمة وتم مناقشته من الموظفين المناسبين بالفيفا والذين كانوا مسؤولين بصورة روتينية عن مثل هذه العقود). وتتضمن التحقيقات التي يخضع لها بلاتر زعمه ب(تقديم أموال بطريقة غير قانونية) قدرها 2 مليون فرنك سويسري (2 مليون دولار) لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وذكر أن العقد متعلق ببيع حقوق البث التليفزيوني للكاريبي ويشمل نائب رئيس الفيفا السباق جاك وارنر من ترينداد وتوباجو والذي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستلامه من أجل التحقيق معه بصفة خاصة. ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) والذي لديه العديد من التحقيقات الجارية حاليا حول مزاعم فساد مسؤولي الكرة على التطورات الأخيرة في سويسرا. وقال كيلي لانجميسر المتحدث الرسمي لمكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): (إنه من غير اللائق أن يعلق مكتب التحقيقات على أي تحقيقات تجريها سلطة تنفيذية أخرى).