انتشر استخدام المضادات الحيوية بشكل كبير في الفترة الأخيرة سواء تم ذلك بوصفة من قبل بعض الأطباء أو من قبل بعض الصيادلة وأحيانًا من قبل المريض نفسه وأجريت العديد من البحوث حول أضرار تعاطي وتناول الأدوية عشوائيا وخطورة ذلك على جهاز المناعة. وأكدت الدراسات أن تعاطي الأدوية عشوائيا يؤدي إلى ظاهرة خطيرة جدًا تعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية والتي تؤدي إلى مشاكل كبيرة على المدى الطويل كما أنها تهدد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام مما يؤدي إلى عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات وتعطي مناعة للجراثيم. قتل الجراثيم المفيدة وأوضحت الدراسة أن تناول الأدوية عشوائيا يقتل الجراثيم المفيدة للجسم ويترك الجراثيم الضارة وتكمن الخطورة في تعاطي الحامل أو الطفل لهذه الأدوية والمضادات الحيوية (أو الأنتي بيوتيك) هي مجموعة من الأدوية مضادة للأحياء الدقيقة أو الميكروبات. وأوضحت الدراسة أن المضادات الحيوية تلعب دورًا مهما في علاج الأمراض فهي سلاح ذو حدين فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات الطبيب كان لها أثرا إيجابيا وفعالا وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض. وأشارت الدراسة أن أكثر الحالات التي يتم استعمال المضادات الحيوية فيها بشكل عشوائي هي التهاب الأعضاء التنفسية العلوية (مثل الإنفلونزا والزكام) ونظرًا لشيوع هذه الحالة المرضية بشكل كبير فإن الناس كثيرًا ما يلجأون لتناول المضادات الحيوية بشكل تلقائي دون استشارة الطبيب. فمعظم حالات التهاب الطرق التنفسية العلوية تحدث بسبب الإصابة الفيروسية وأن معظم هذه الحالات لا تحتاج إلى المعالجة بالمضادات الحيوية والتي سيكون إعطاؤها عديم الفائدة في هذه الحالة. آثار جانبية خطيرة رغم الفوائد الكبيرة للمضادات الحيوية إلا أنها تسبب كباقي الأدوية آثاراً جانبية بين الطفيفة والخطيرة حسب طبيعة جسم الإنسان وخصائص الدواء والجرعة المتناولة. ومن الآثار السلبية للمضادات وخاصة البنسلين الإسهال والقيء وحرقة المعدة والحكة والطفح الجلدي وقد تصل المضاعفات إلى تهديد حياة المريض من خلال الهبوط الحاد بالدورة الدموية وصعوبة التنفس ما يستوجب الإسعاف السريع. ومن سلبيات بعض المضادات الحيوية أيضاً أنها تقتل البكتيريا النافعة للجسم التي تحميه من استيطان البكتريا المريضة ما يضعف المناعة ويعرض الجسم لهجمات بكتيرية تؤدي لعدوى جديدة. كما تسبب بعض المضادات ضرراً للحامل والمرضع ومنها ما يضر بالعصب السمعي كمضاد الستريبتومايسين وقد يؤدي استعماله على المدى الطويل إلى الصمم في حين تسبب أنواع أخرى تلون الأسنان عند الأطفال كمضاد التتراسيكلين وتؤدي أنواع كالكلورمفينيكول إلى تثبيط نقي العظم وبالتالي إلى فقر الدم ونقص الكريات البيضاء فيما يضر بعضها بعمل الكبد والكلى لذا ينصح المرضى في حال إحساسهم بآثار جانبية بعد تناول المضادات الحيوية بإعلام الطبيب المعالج فوراً. الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية لابد من الالتزام بالجرعة الموصوفة وأوقاتها وإتمام مدة العلاج الكافية وتناول كمية مناسبة من السوائل عند استخدام الأدوية عموماً والمضادات الحيوية خصوصاً وعند تناول المضاد على شكل كبسولات يجب بلعها كاملة وعدم فتح محتوياتها أو مضغها لأن هذا يؤثر على امتصاص الدواء وفعاليته. وعن المضادات الحيوية الخاصة بالأطفال يوضح المختصون أنها تكون على هيئة شراب أو مسحوق يضاف إليه الماء ليصبح جاهزاً للشرب ويجب حفظها في البراد مع ملاحظة أن مدة صلاحيتها لا تتعدى الأسبوعين. إضافة إلى وجوب الحذر عند تعاطي المضادات في حالات مرض السكري وكبر السن ولدى الأطفال ومرضى القلب وارتفاع ضغط الدم ومرضى الكبد والكلى حيث أن الجرعات في هذه الحالات تحتاج إلى ضبط من قبل الطبيب المختص وعند وجود حساسية سابقة من أحد المضادات الحيوية يجب على المريض إخبار الطبيب وإجراء اختبار الحساسية قبل تناوله. وينبه إلى أنه من الأفضل عند العلاج بالمضادات الحيوية عدم تعريض الجلد للشمس كثيراً وعند تناول المضاد مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب لأن تناول أكثر من دواء في الوقت نفسه قد يزيد في تأثير أحد الأدوية على الآخر مؤدياً إلى آثار جانبية خطيرة كما قد يتسبب في إبطال أو تقليل فعالية الدواء الآخر في حين أن استعمال أكثر من دواء يؤدي لإنتاج مركب له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.