تعالج المضادات الحيوية الأمراض الناتجة عن الميكروبات، ولديها آليات عمل مختلفة، فإما أن تستطيع القضاء عليها مباشرة أو تقوم على إيقاف نموها وتضعيفها حتي يستطيع جهاز المناعة في الجسم التغلب عليها إذا استخدمت بصورة سليمة، وتعد من أكثر الادوية شيوعاً في علاج معظم الامراض المعدية. عمد كثير من الناس في بعض الدول الذهاب إلى الصيدليات لشراء مضاد حيوي واستخدامه لعلاج بعض الأمراض التي لا تعالج بالمضادات الحيوية، مثل الزكام ونزلات البرد وغيرها من الامراض التي تسببها الفيروسات، دون استشارة الطبيب، ما نتج عن ذلك مقاومة الكثير من هذه الميكروبات للمضادات الحيوية، وبالتالي فإن فعالية المضادات الحيوية تنقص بل تنعدم في بعض الحالات.. متناسين أن الطبيب المختص هو الذي يمتلك القدرة على معرفة الميكروب الذي يسبب المرض، إما من الأعراض والعلامات الظاهرة او من خلال التحاليل الطبية، وبناء على تشخيص المرض يتم صرف المضاد الحيوي المناسب. كشفت دراسات طبية إن بعض المضادات الحيوية إذا استُخدمت للاطفال بعمر اقل من سنتين - بشكل خاطئ - قد تؤدي لنقص المناعة لديهم؛ ما يزيد من خطر إصابتهم بكثير من الامراض، فلهذا يجب إعطاء الأطفال مضادات حيوية حسب حاجتهم إليها. كما يؤدي ظهور سلالات من الجراثيم سريعة الانتشار وتتميز بمقاومتها لهذه المضادات الحيوية، مثل المكورات العنقودية الذهبية، ما يهدد بانتشار العديد من الأوبئة. ومن أجل زيادة فعالية المضادات الحيوية والتصدي لمقاومة الميكروبات لها، يجب استعمال المضادات الحيوية بوصفة طبية، وعدم وصف المضادات الحيوية إلا عندما تكون هناك حاجة فعلية لذلك. كما يجب على المرضى إكمال الجرعة العلاجية المقررة والحرص على أخذ الجرعات في موعدها، بالإضافة إلى عدم القيام بتبادل المضادات الحيوية بين المرضى، وتجنب اخذ المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الفيروسية وعدم الإلحاح على الطبيب لإعطاء المضاد الحيوي والعمل على تقليل انتشار العدوى. الخوف الذي ينتشر بين الأطباء هو أن تصبح كل المضادات الحيوية غير فعالة في علاج الكثير من الامراض، ويصبح الأمل الوحيد للخروج من هذه المشكلة هو الاستمرار في البحوث لاكتشاف مضادات حيوية جديدة.