دعا العديد من المختصين النفسانيين والاجتماعيين وحتى ممثلين عن الأمن الوطني الذين شاركوا أمس الأول بالتظاهرة التي نظمتها رابطة التنشيط الجواري وتنمية الفكر الإبداعي بالتنسيق مع مصلحة الترفيه التربوي لمستشفى بن عكنون وتحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، إلى ضرورة الإسراع لإدراج مادة التربية المرورية في المقررات الدراسية بالموازاة مع الارتفاع المذهل الذي تشهده حوادث المرور عبر مختلف طرقات الوطن وما ينتج عن ذلك من مخلفات جسمانية وأرواح بالجملة تزهق نتيجة التهور وحالة اليأس التي يعيشها العديد من الأفراد وفي مقدمتهم السائقين. وحسب المختصة النفسانية سامية والي فإن أكثر البلدان التي تسجل فيها نسبة كبيرة من حوادث المرور هي تلك التي تعيش التوترات بكامل أوجهها بسبب المشاكل والأزمات شأن ما يحدث بالجزائر التي أدرجت ضمن المراتب الأولى عالميا في نسبة حوادث الطرقات نتيجة مخلفات العشرية السوداء وما خلفته من توترات وقلق دائم الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من التركيز والشعور باللاأمن ومنه ارتفاع حوادث المرور، وتضيف أن مثل هذه التظاهرات التي تنظم لفائدة أطفال المدارس بالخصوص تأتي تزامنا والحملة التحسيسية الوطنية للوقاية من حوادث المرور، بحيث تهدف إلى ترسيخ التربية المرورية لدى الطفل منذ صغره لتلقينه الانضباط وكيفية التعامل بالطريق إلى جانب منحه سلوك حضري يمكنه من تلقين الأخطار والعواقب السلبية وراء التهور أو عدم الامتثال لقوانين المرور، وتؤكد الأخصائية النفسانية أن إدراج مادة التربية المرورية في مقررات الدراسة لطالما نادت بها العديد من الأطراف والجمعيات الفاعلة في مثل هذه القضايا خاصة إذا تعلق الأمر بمصاحبتها برخصة تنقيط تفيد التلميذ في مستقبله بعدما يصير قادرا على قيادة السيارة، كما أن لنفسية السائقين المتهورين حسب دراسة المختصين النفسانيين دائما كالتمرد على القوانين بين فئة الشباب لفرض شخصيتهم وحالة اليأس والإحباط التي يعيشها البعض الآخر نتيجة المشاكل الاجتماعية وكذا عندما تصير الحياة لا طعم ولا قيمة لها فيذهب ذلك إلى اللاشعور بعدما يحس الفرد لا شعوريا أن حياته ليست لها قيمة فيلجأ إلى المخالفات عمدا مما يؤدي به إلى الانتحار بطريقة من نوع آخر وهو ما يسمى لدى علماء النفس بالعقلية الانتحارية وهو ما يدعو حسب المشاركين في اليوم التحسيسي من حوادث المرور الذي انعقد على مدار يومان كاملان بالمدرسة النموذجية حسن بادي 2 ببلفور بالمقاطعة الشرقية الثانية للعاصمة، إلى ضرورة دراسة مشكل نفسية الجزائري الذي يجد متعة في التمرد على القانون بالرغم من أن تعاليم ديننا ودور الأسرة والمدرسة من شأنهما لعب دور هام في توجيه الأبناء. وبما أن العديد من مستشفيات الوطن تستقبل يوميا العشرات من الأطفال الذين تعرضوا لحوادث المرور خاصة منهم أولئك الذين يواجهون إعاقات جسمانية مثلما تستقبله يوميا مصلحة إعادة التأهيل لمستشفى العظام محمد بوخروفة لبن عكنون كان لا بد من مصلحة الترفيه التربوي لذات المستشفى -حسب القائمة عليه- السيدة سامية والي إعداد برامج تحسيسية تستهدف شريحة الأطفال لتلقينهم دروس وإرشادات مرورية بما أنهم جيل المستقبل بحيث شمل البرنامج 900 طفل استفادوا من إرشادات ممثلي أمن الطرقات بالحظيرة المرورية المشكلة بالمدرسة النموذجية بحيث تم منح رخص سياقة للناجحين في هذه التجربة كما تم توزيع جوائز وأوسمة على كل القطاعات التي ساهمت في العملية من بينها قطاع التربية، مديرية الشباب والرياضة، الشرطة والحماية المدنية التي كان تدخلها جد هام في الجلسة بعدما قدم أحد ممثليها مبادئ الإسعافات الأولية.