نظمت مصلحة الترفيه التربوي لمستشفى بن عكنون أول أمس أمسية رياضية لصالح الأطفال المرضى، وهو النشاط الذي يندرج ضمن البرنامج المسطر من طرف هذه المصلحة بمناسبة شهر الطفولة الممتد طيلة جوان الجاري. وتعد مبادرة "الرياضة لصالح الأطفال المرضى" الأولى من نوعها التي بادرت إلى تنظيمها ثلة من إطارات مصلحة الترفيه التربوي التي قالت رئيستها سامية والي في دردشة مع "المساء" انه وانطلاقا من بحوث ودراسات على المستويين النفسي والتربوي لأخصائيين ظهر مدى النقص المسجل في مجال الترفيه وخاصة ما يختص بجانب الأنشطة الرياضية، رغم أن الرياضة عامل مهم جدا للطفل المريض للتفاعل مع العالم الخارجي من جهة ولتحسين صحته البدنية والعقلية أيضا. ويندرج محور رياضة الأطفال المرضى ضمن برنامج طويل سطرته ذات المصلحة منذ الفاتح جوان لإحياء شهر الطفولة، فكانت مواضيع حول الطفل والبيئة،الحق في الترفيه والتعبير مرورا بالطفل والمواطنة وصولا إلى الرياضة في الوسط الاستشفائي وهو المحور الذي خلق تفاعلا كبيرا وسط الأطفال المرضى على اختلاف مرضهم حيث التقوا ضمن فرق رياضية تنافست طيلة الأمسية حول لعبة الشطرنج، مضرب الريشة، الكرة الحديدية والجات كيندو بمشاركة ممثلين عن الرابطات الوطنية لهذه الرياضات إلى جانب دار الشباب لبئر خادم، بحيث ساد جو كبير من التنافس خلق فرحا كبيرا وسط الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و17سنة. وحملت تلك الأجواء التنافسية هدف كسر الروتين وخلق جو تنافسي متواصل بين عالم الرياضة والطفل المريض من أجل اكتشاف مختلف الرياضات والاحتكاك بها ومزاولتها في مكان استشفائه، إلى جانب العمل على تشجيع الطفل المريض على مزاولة النشاط الرياضي كونه أحسن بكثير من حصص إعادة التقويم التي يخضع لها بعض الأطفال المرضى. وتعد هذه التجربة التي تستحق التثمين الأولى من نوعها التي تجلب لها اهتمام العالم الرياضي الخارجي بالأطفال المرضى في إطار تضامني يخرج عن المألوف، جمعت في طبعتها الأولى أمس الأول حوالي 50 طفلا وحوالي 80 شابا من الجنسين ومن مختلف المصالح الطبية لمستشفى بن عكنون، وتم التنظيم للأمسية بتكفل كل مربية بفوجها الخاص حيث كن بمثابة القائد في اللعب خاصة بالنسبة لفئة المعاقين حركيا، ومن المنتظر يوم 30 جوان الجاري أن يشهد مقر المجمع البيداغوجي بذات المستشفى تنظيم حفل كبير لصالح الأطفال المرضى يضم رقصات، عروض المهرجين، عرض أزياء، معارض تشكيلية وتوزيع هدايا رمزية لصالح الأطفال. وإن كان جو التنافس المرح والفرحة التي يحس بها الأطفال المرضى وكذا خصوصية التكفل بهم الذي يكتسي أهمية كبيرة لتجاوز حالاتهم المرضية، إلى جانب الرعاية الكبيرة التي يلقونها من طرف مؤطري مصالح الترفيه التربوي الموجودة بالمستشفيات العشر بالعاصمة متوفرا، فان دور هذه المصالح ينتهي بخروج الطفل المريض من المستشفى، وهنا لابد من تدخل الجمعيات لحمل مشعل هذا التكفل حتى لا يصطدم الطفل بعراقيل قد تجعله يصاب بالانفصام بين عالمي المستشفى والمحيط الخارجي، مثل الأطفال المعاقين حركيا ممن يجدون صعوبة في التأقلم مع العامل الخارجي بحيث تنعدم الأقسام الخاصة لتمدرس هذه الفئة عكس ما هو متوفر بالمجمعات البيداغوجية بالمستشفيات. للإشارة فإن الجو الرياضي التنافسي المنتظم قد أقيم على هامشه معرض ضم أهم الأعمال اليدوية من صنع الأطفال المرضى أنفسهم بتوجيه من مربياتهم، وضم المعرض مصنوعات ورقية تشكل حقائب يد، بالونات، ولوحات تضم أشكالا هندسية قام الأطفال المرضى بتلوينها،إضافة إلى لوحات تشكيلية رسمها شباب يخضعون للاستشفاء بذات المستشفى.