أزمة مقابر في العاصمة لا مكان لدفن (الموتى) في بلدية زرالدة! لم يعد إيجاد مسكن للأحياء عبر ولاية الجزائر الهمّ الوحيد للمواطنين فحتى الموتى باتت جثثهم عالقة بين الأرض والسّماء بعد أن تعذّر على عائلاتهم الظفر بمكان للدفن وهذا واقع الحال في بلدية زرالدة. مليكة حراث بعدما ضاقت مقبرة زرالدة بموتاها ناشدت سلطات المجلس الشعبي البلدي لزرالدة بالعاصمة المصالح الولائية وعلى رأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ التدخّل الفوري لإيجاد حلّ لهذه المشكلة التي أضحت هاجسا يؤرّق المواطنين الذين طالبوا بتوسعة هذه المقبرة أو إنجاز مقبرة جديدة بحكم أنه تتواجد مقبرة واحدة على مستوى البلدية التي ضاقت بموتاها ممّا فرض عليهم البحث عن مكان لدفن موتاهم. في السياق ذاته أشار ممثّل من أعضاء المجلس البلدي لزرالدة خلال الاجتماع الذي حضره منتخبون محلّيون بمقرّ المجلس الشعبي الولائي للعاصمة إلى أن مشكل غياب عقّار لتوسعة المقابر على مستوى البلدية أضحى من بين أهمّ المطالب في الوقت الرّاهن لا سيّما وأنه شغل اهتمامات المواطنين الذين يواجهون متاعب وعراقيل في إيجاد مساحة لدفن موتاهم خصوصا أمام الكثافة السكانية المعتبرة التي تضمّها البلدية. بالمقابل توجد مقبرة واحدة في المنطقة والتي أضحت لا تتّسع للموتى خصوصا خلال السنوات الأخيرة أين شهدت حالات الوفيات ارتفاعا كبيرا خصوصا وأن حوادث المرور والموت المفاجئ بات يحصد المئات من المواطنين. واستطرد ذات المتحدث: (بغض النّظر عن المطالب المتكرّرة والشكاوى من المواطنين نحن كمسؤولين في البلدية طالما أرّقنا هذا المشكل وأضحى هاجسا وعليه نطالب بدورنا والي العاصمة زوخ بأن ينظر بعين الاعتبار والاهتمام البالغ إلى هذا الطلب وأن تسعى مصالحه للتدخّل في أقرب الآجال لتوسيع المقبرة الوحيدة القديمة في المنطقة أو إنجاز مقبرة جديدة حتى يتسنّى للمواطنين دفن موتاهم بطريقة لائقة تحفظ حرمة الميّت وقدسيته) كما أكّد في نفس السياق أن المشكل الذي يواجه البلدية هو أن أغلب عقاراتها تابعة لمديرية الفلاحة ما حال دون تجسيد العديد من المشاريع التنموية على غرار المقابر مضيفا أن البلدية من بين البلديات شبه الحضرية الأمر الذي يستوجب -حسبه- تدخّل الوالي بالتنسيق مع مديرية الفلاحة من أجل منح بعض العقارات لإنجاز مثل هذه المرافق الهامّة والضرورية متسائلا حول مصير مخطّط التهيئة والتعمير الجديد للعاصمة الذي تنتظره بلدية زرالدة لتجسيد العديد من المشاريع المعطّلة. من جهة أخرى قرّرت سلطات ولاية الجزائر تفعيل مؤسّسة المقابر ضمن برنامجها التنموي لهذه السنة في إطار الاستجابة لانشغالات المواطنين الذين أصبحوا يجدون صعوبة في دفن موتاهم بعد أن امتلأت المقابر الحالية كما يلجأ آخرون إلى دفن موتاهم في البلديات المجاورة بسبب افتقارها إلى مقابر على ترابها حيث ينتظر أن تتمّ المصادقة على مشروع إنجاز عشر مقابر جديدة في عدّة بلديات لتغطية النقص المسجّل في هذا المجال بعد الحصول على الأوعية العقارية التي تحتضن هذا المشروع. وقد سبق لمصالح بلدية زرالدة رفع شكاويها بخصوص ضيق المقبرة الوحيدة في المنطقة ممّا أثار حفيظة المواطنين فراحوا يطالبون بتدخّل السلطات المعنية بإيجاد حلّ سواء بتوسعة المقبرة القديمة أو برمجة إنجاز أخرى جديدة للحصول على فضاء لدفن أقاربهم وعائلاتهم. للإشارة فإن المصالح الولائية سبق وأن برمجت مشاريع لإعادة تهيئة 140 مقبرة بالعاصمة.