تشرع ولاية الجزائر خلال السنة الجديدة 2015 في تجسيد مشروع إنجاز عشر مقابر جديدة في العديد من بلديات العاصمة، وذلك في إطار الاستجابة لانشغالات المواطنين الذين أصبحوا يجدون صعوبة في دفن موتاهم بعد أن امتلأت المقابر الحالية، كما يلجأ آخرون إلى دفن موتاهم في البلديات المجاورة بسبب افتقارها لمقابر على ترابها. وقررت سلطات ولاية الجزائر تفعيل مؤسسة المقابر ضمن برنامجها التنموي للسنة المقبلة، مثلما أعلنت عنه خلال التقرير الذي عرضته على المجلس الشعبي الولائي في دورته العادية المنعقدة مؤخرا بحضور الوالي عبد القادر زوخ، حيث كشفت عن إنجاز مقبرتين جديدتين بكل من بلديتي العاشور والشراقة وذلك على مساحة تقدر بثلاثة هكتارات للواحدة، والتي تم تنصيب مكتب الدراسات الذي سيتكفل بإعداد هذا المشروع الذي سينطلق قريبا. من جهة أخرى، ينتظر أن تتم المصادقة على مشروع إنجاز عشر مقابر جديدة بعدة بلديات لتغطية النقص المسجل في هذا المجال وذلك بعد الحصول على الأوعية العقارية التي تحتضن هذا المشروع، حيث سبق للسلطات المحلية أن عبرت عن مشكل تشبع المقابر بالعديد من البلديات التي يعاني سكانها من إيجاد مكان لدفن موتاهم على غرار زرالدة، سطاوالي، حسين داي، رايس حميدو والقصبة، حيث يضطر بعض المواطنين فتح قبور قديمة لدفن الموتى الجدد لغياب مساحات شاغرة، إلى جانب سكان بلدية الدويرة الذين يشتكون نقص المقابر لدفن موتاهم بالرغم من توفر الأوعية العقارية ببلديتهم، حيث استفادت هذه الأخيرة من مشروع لإنجاز مقبرتين من أصل 10 التي تقرر استحداثها، فيما تقرر إنجاز مقبرة واحدة في بعض البلديات، على غرار برج البحري، زرالدة، الحمامات، أولاد فايت والدرارية بعد اقتطاع عقارات لذلك. وفي سياق متصل، قررت ولاية الجزائر إعادة الاعتبار للمقابر وتهيئتها بعد أن تدهورت وضعية العديد منها، بسبب السكنات الفوضوية التي شيّدت بجوارها والتي تم ترحيل عدد من قاطنيها لسكنات جديدة، في حين ستخضع 140 مقبرة بالعاصمة لإعادة التهيئة ضمن برنامج ولاية الجزائر، حيث شرع الولاة المنتدبون ورؤساء البلديات لمختلف المقاطعات الإدارية للجزائر العاصمة مؤخرا، في إعداد البطاقة التقنية للمقابر المتواجدة بإقليمهم حتى تستفيد من العملية المبرمجة السنة المقبلة. وتأتي هذه الخطوة لإعادة الاعتبار للمقابر التي تدهورت وضعيتها في السنوات الأخيرة، بسبب الدفن العشوائي الناتج عن ضيقها وكذا تدني وضعية الطرق المؤدية إليها، خاصة في بعض البلديات التي توجد مقابرها في حاجة للتهيئة والتوسيع، وهو الملف الذي تطرق إليه المجلس المشترك الذي انعقد في سبتمبر الماضي، حيث أمر الوزير الأول، عبد المالك سلال بإنشاء مؤسسات خاصة للتكفل بمقابر العاصمة وتنظيفها والاعتناء بها، معتبرا هذه العملية مظهرا من مظاهر التحضّر، وفي إطار تحسين وجه العاصمة، من خلال تهيئة واجهات المباني والمرافق من بينها مقابر العاصمة التي تضم 140 مقبرة أغلبها إسلامية، تعاني الضغط بسبب ارتفاع الكثافة السكانية وغياب الصيانة الدورية.