بعد تأكيده لهم أنهم سيرحّلون في 20 نوفمبر المقبل والي العاصمة يمتصّ غضب سكّان مواقع القصدير بالأبيار مليكة حراث تراجعت مئات العائلات القاطنة في المواقع القصديرية الثلاثة المتواجدة بإقليم بلدية الأبيار عن تنظيم وقفة احتجاجية وقطعها لملتقى الطرق أمام وزارة الدفاع خلال هذه الأيّام بعد مبادرة مصالح ولاية الجزائر التي قامت أوّل أمس بتفحّص هذه المواقع وأمرت العائلات بتحضير ملفاتها لبرمجتها في عملية إعادة الإسكان المزمع إجراءها في 20 نوفمبر المقبل. بهذا القرار سيتمّ إن تمّ تجسيد وعود المسؤولين فعلا ترحيل تلك العائلات إلى سكنات ملائمة تحفظ كرامتهم وتخلّصهم من معاناة الصفيح التي دامت عقودا طويلة. وخلال زيارة (أخبار اليوم) لتلك المواقع قابلتنا العائلات بالزغاريد والفرحة العارمة وهي في نشوة لا مثيل لها بالخبر السارّ الذي حملته مصالح الولاية رفقة الأمن لتهدئتها ووطمانتها على أنها ستغادر قريبا حياة الذلّ والهوان داخل تلك الأكواخ. وحسب شهادة العائلات القاطنة بتلك الأحياء على غرار حي (15 مويار) وشارع (17 سالياج) و(عين الزبوجة) ب (طاغارا) فإنها صمّمت مؤخّرا للخروج إلى الشارع وقطع ملتقى الطرق عقب إقصائها من عمليات الترحيل التي انطلقت منذ جوان 2014 والتي مسّت مختلف المواقع القصديرية بالعاصمة خاصّة بعد الإشاعات والأقاويل التي راجت وسطها مفادها عدم برمجتها ضمن عملية الترحيل في مرحلتها العشرين والتي من المرجّح أن تنطلق خلال شهر نوفمبر حسب ما أكّده والي العاصمة زوخ في تصريحاته الأخيرة وهو ما أجّج ثورة الغضب والغليان في أوساطها وندّدت بالتهميش والإقصاء والظلم الذي طالها من طرف السلطات المحلّية التي لا تبالي بمدى المعاناة وحياة الذلّ التي تتخبّط فيها منذ أزيد من 50 سنة جرّاء غياب أدنى شروط الحياة الكريمة من ماء وكهرباء وغاز ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحّي التي ساهمت في انتشار المياه القذرة والتي تتسبّب في روائح لا تحتمل ممّا ينجرّ عنه تعرّض هؤلاء السكّان للأمراض والأوبئة على غرار الضيق الذي يعدّ من أهمّ المشاكل التي يواجهها السكّان منذ عقود لا يستهان بها. خلال الجولة التي قادت (أخبار اليوم) إلى عين المكان أوضح لنا هؤلاء أن السلطات الولائية تنقّلت إليهم رفقة المصالح الأمنية حيث أكّدت لهم أنهم مبرمجون ضمن عمليات الترحيل التي ستباشرها مصالح الوالي زوخ في الأيّام المقبلة كما أمرتهم باستخراج كامل الأوراق والوثائق اللاّزمة بينها الشهادات المدرسية بالنّسبة للعائلات التي تضمّ أبناء يزاولون دراستهم وهو الأمر الذي أراح سكّان تلك الأحياء وأثلج صدورهم وامتصّ غضبهم بعد أن كانوا في غليان يترقّبون مصيرهم باعتبارهم من بين الأحياء القصديرية القديمة المتواجدة بالعاصمة ولم ترحّل ضمن العمليات ال 19 التي شهدتها عاصمة البلاد كما أنها كانت بعيدة عن أعين المسؤولين والمنبر الإعلامي الوحيد الذي اكتشف هذه البيوت القصديرية ورفع معاناتهم إلى السلطات المحلّية والولائية هي (أخبار اليوم) والتي وقفت عن قرب على معاناة تلك الأسر حيث عايشنا معهم أصعب اللّحظات خاصّة خلال فصل الشتاء. حيث تعرّض سكّان الصفيح لمخاطر كبيرة أدّت في بعض الأحيان إلى سقوط ضحايا أبرياء. ولقد تطرّقت (أخبار اليوم) في العديد من المرّات إلى هذه المآسي التي كان يواجهها السكّان في صمت بعيدا عن أعين السلطات.