ملك المغرب تطاول على الجزائر مجدّدا *** * أربعينية احتلال الصحراء الغربية.. مناسبة للتهجّم (المخزني) على بلادنا - هاجم الملك المغربي محمد السادس الجزائر في الخطاب الذي ألقاه ليلة أوّل أمس بمناسبة الذكرى ال 40 لما يسمّيه ب (المسيرة الخضراء) والتي تؤرّخ لاحتلال المغرب للصحراء الغربية بعد اتّفاق مع الجيش الإسباني في وقت كثّفت فيه قوّات الاحتلال حصارها العسكري وتجاوزاتها الإنسانية في حقّ الشعب الصحراوي المطالب بحقّه في تقرير المصير ليستحقّ (جارنا الملك) أن يُرفع في وجهه شعار (لا يا محمد السادس). محمد السادس اتّهم بكلّ وقاحة الجزائر ب (إهمال سكّان ولاية تندوف وتركهم في وضع مأساوي) مدّعيا أن السكّان (ما زالوا يقاسون من الفقر واليأس والحرمان ويعانون من الخرق المنهجي لحقوقهم الأساسية) وأضاف بكلّ عجرفة: (إن الوضع يجعل التساؤل مشروعا حول مآل مئات الملايين من الأورو التي تقدّم كمساعدات إنسانية والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا دون احتساب الملايين المخصّصة للتسلّح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين) كما وصفهم ملك المغرب. وقال الملك المغربي الذي أرسل قبل أيّام فقط رسالة وصفت ب (الأخوية) للرئيس بوتفليقة في عيد الثورة: (كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال [قادة جبهة البوليزاريو] الذين يملكون العقارات ويتوفّرون على حسابات وأرصدة بنكية في أوروبا وأمريكا اللاّتينية؟ ولماذا لم تقم الجزائر بأيّ شيء من أجل تحسين أوضاع سكّان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير أي حي متوسّط بالجزائر العاصمة؟). وادّعى (أمير المؤمنين) أن (ذلك يعني أن الجزائر لم تستطع أو لا تريد أن توفّر لسكّان ولاية تندوف طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا) وتابع قائلا: (لماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايين في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك سكّان تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاّ إنسانية؟). حصار عسكري وتجاوزات إنسانية من جهة أخرى أعلنت وكالة الأنباء الصحراوية أن المدن المحتلّة تعرف هذه الأيّام حصارا عسكريا وأمنيا مشدّدا تزامنا مع حلول الذكرى الأربعين لمسيرة الاجتياح المغربي والزيارة الاستفزازية التي يقوم بها ملك المغرب إلى مدينة العيون المحتلّة. وفي هذا السياق قام نشطاء في مدينة بوجدور المحتلّة بتوزيع مئات المنشورات وتعليق الأعلام الصحراوية تنديدا بالذكرى وعزم ملك الاحتلال القدوم إلى الصحراء الغربية في خطوة استفزازية لمشاعر الشعب الصحراوي قاطبة. وفي مدينة العيون المحتلّة تعرّضت الناشطة الإعلامية وعضو المركز الصحراوي للإعلام والتواصل سلمى ليمام للتهديد والسبّ والشتم من طرف سلطات الاحتلال بزيّ مدني وبعد مرور ساعات فوجئت عائلتها بمداهمة منزلها المتواجد بحي الفتح بسبب مواقفها النضالية وأنشطتها الإعلامية. وفي نفس المدينة قامت سلطات الاحتلال المغربية بتكثيف تواجد قوّاتها وانتشارها في أحياء وشوارع المدينة بهدف مراقبه المناضلين والنشطاء الصحراويين حيث أقدمت يوم الأربعاء الماضي على اقتحام المستودع الكائن ببئر الجديد أين يشتغل المناضل السعدوني وفي اليوم الموالي أقدمت على محاصرة منازل عبد العزيز بياي وتهديد زوجته وشتمها منزل حاتم الحواصي ومحاولة اعتقاله منزل محفوظة لفقير ومنزل زينب لوديكي. كما أقدمت قوّات الاحتلال المغربية على اقتحام منزل بجوار منزل سلمى ليمام بالغلط وعقب ذلك تمّ اقتحام منزلها ومحاولة اعتقالها إلى جانب مضايقة كلّ من الصالحة بوتنكيزة وحمدي لمغيمض. وفي نفس السياق خرجت الجالية الصحراوية المقيمة بفرنسا يوم الجمعة في مظاهرات كبيرة بالعاصمة باريس ضد المسيرة السوداء وزيارة الملك المغربي للأراضي الصحراوية المحتلّة. صفعة أممية في المقابل جاءت زيارة محمد السادس إلى الصحراء الغربية المستعمرة من طرف قوّات الاحتلال المغربي وتصريحاته النّارية في حقّ الجزائر مع الإعلان عن عزم الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون القيام بجولة إلى دول شمال إفريقيا لبحث سبل تقريب وُُجهات النّظر وحثّ الأطراف المعنية على التعاون مع المنظّمة الدولية لاستئناف المفاوضات بجدّية بين المغرب وجبهة البوليزاريو باعتبارها الخيار المتاح أمام تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة في إطار (الحلّ السياسي). وقد حثّ الأمين العام للأمم المتّحدة الأطراف المعنية على إنهاء الجمود في النزاع المستمر منذ أربعة عقود وقال في بيان إن (مبعوثي الشخصي كريستوفر روس كثّف جهوده لتسهيل دخول أطراف نزاع الصحراء الغربية في مفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نيّة لم يفعلوا ذلك حتى الآن) في إشارة واضحة إلى تعنّت الموقف المغربي. وأضاف بان كي مون أن الوضع في الصحراء الغربية بعد أربعين سنة (يصبح مقلقا أكثر فأكثر) معبّرا عن أمله في دفع هذا الملف قُدما قبل انتهاء ولايته على رأس المنظّمة الدولية في نهاية 2016 وقال: (أدعو كلّ الأطراف المعنية داخل المنطقة وداخل المجتمع الدولي الأوسع نطاقا إلى استغلال الجهود المكّثفة لروس لتسهيل البدء في مفاوضات حقيقية في الأشهر القادمة). انتهاكات حقوقية استوقف برلمانيون أوربيون مؤخّرا نائبة رئيس المفوّضية والممثّلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن فيديريكا موغريني حول المساس بحرّيات التعبير وعدم احترام حقوق الإنسان في المغرب. وفي سؤال كتابي وجّه لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية دعا النائب الأوروبي فيرناندو مورا بارانديار من تحالف الديمقراطيين والأحرار من أجل أوروبا السيّدة موغريني باسم المجموعة إلى تقديم تقرير حول محادثاتها مع المسؤولين المغربيين خلال زيارتها الرسمية للملكة المغربية لا سيّما حول مسألة غياب حرية التعبير مذكّرا بالمناسبة بالإضراب عن الطعام الذي شنّه علي لمرابط الذي حرم من وثائق الهوية لأنه عبّر عن رأيه منذ 10 سنوات حول الصحراء الغربية. وتساءل السيّد مورا عمّا إذا كانت الممثّلة السامية للاتحاد الأوروبي قد بحثت مع المسؤولين المغربيين ضرورة وضع حدّ للمساس بحرّية التعبير وهل تطرّقت إلى حالة علي لمرابط. وذكّر هذا النائب رئيسة الدبلوماسية الأوروبية بإلزامية الإشارة -خلال محادثاتها مع المسؤولين المغربيين- إلى حقّ شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره وتساءل أيضا: (هل أن الممثّلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية تطرّقت في محادثاتها مع السلطات المغربية إلى ضرورة تسوية نزاع الصحراء الغربية وفقا للقانون الدولي الذي يفرض على المغرب احترام حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره؟) مندّدا بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية الذي يمكن أن يشكّل (تهديدا جدّيا للسلم المتميّز بالهشاشة في المنطقة). وجدّدت فيديريكا موغريني باسم المفوّضية دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الأمين العام لمنظّمة الأمم المتّحدة بان كي مون لإيجاد حلّ سياسي (عادل ودائم ويقبله الطرفان) للنّزاع في الصحراء الغربية ويمكّن من تنظيم استفتاء لتقرير المصير. إسماعيل ضيف اقرا ايضا: منظّمات غير حكومية تضغط على (المخزن) لهجة ملك المغرب غير مقبولة محمد السادس يهاجم الجزائر في أربعينية احتلال الصحراء الغربية