زيتوني يشارك في قمة الشراكة لسنة 2024 بنيودلهي    نفطال:حوالي 42 ألف عملية دفع إلكتروني شهريا    الاتحادية الجزائرية للكوشيكي: انتخاب السيدة فاتن دريزي رئيسة جديدة    مؤسسات قطاعي الاتصال والثقافة من دعائم الاشعاع الفكري والحضاري والثقافي للجزائر    ندوة الأوكوكو بلشبونة فرصة لكشف مناورات المخزن للتنصل من تطبيق القانون الدولي    خبراء المالية: الصكوك السيادية تنويع لمصادر التمويل وتخفيف الضغط على الخزينة العمومية    تنظمه جامعة محمد بوضياف يوم 12 ديسمبر الجاري.. ملتقى وطني يسلّط الضوء على رواية أدب الطفل    مهرجان المسرح الأمازيغي : 7 عروض مسرحية وورشات وملتقيات علمية    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 44382 شهيدا و105142 مصابا    عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الهندي    التجمع الوطني الديمقراطي يدعو كافة القوى الحية في البلاد الى التصدي بقوة للمحاولات التي تستهدف الجزائر    وزير التربية الوطنية يؤكد على ضرورة انتهاج أسلوب الحوار و العمل التشاركي للرفع من أداء القطاع    الحسني يدعو للاستلهام من دروس الثورة    الرئيس يعيّن واليين جديدين    طابع بريدي جزائري نُصرة لفلسطين    ملبنات خاصّة ستُنتج حليب البقر المدعّم    الخضر يتقدّمون للمركز الرابع إفريقياً    بداية مُوفّقة لثلاثة أندية جزائرية    هل ينتقل آيت نوري إلى مانشستر يونايتد؟    صيانة الطرقات.. أولوية حكومية    درك سكيكدة يطيح بشبكة إجرامية    2025 سنة تعزيز الرقمنة بامتياز    الغرفة الوطنية للفلاحة تثمّن قرارات الرئيس    التضامن مع فلسطين مبدأ وطني للجزائر    سؤال النهوض مجدّداً    الجزائريون يؤدّون صلاة الاستسقاء اليوم    تدشين دار الصنعة    هؤلاء الفائزون بنهر الكوثر..    هياكل صحّية عمومية جديدة بقسنطينة    إقامة صلاة الاستسقاء عبر كافة مساجد الوطن    محلات بيع الخبز التقليدي تنافس المخابز العصرية    لصوص الأحذية يتعدّون على حرمة المساجد    مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية    قانون الاستثمار يفتح آفاقًا جديدة لقطاع الصحة بالجزائر    المرأة الصحراوية شَجاعة لا متناهية    دعوات لوقف العدوان الصهيوني وتجسيد الدولة الفلسطينية    قوجيل: التضامن مع فلسطين مبدأ الجزائر الثابت    تنصيب مدير جديد لديوان عميد جامع الجزائر    عودة لأدب المقاومة والصمود    مرافقة ودعم لتحقيق البرامج المسطرة    قفزة نوعية في قطاع البريد والمواصلات    تأكيد على محاربة الجرائم وتعزيز الحريات    سيدات "الخضر" للتأكيد أمام أوغندا    برنامج لتلقيح التلاميذ    سارق خطير في قبضة الشرطة    توقيف مروّجَي مهلوسات    "الحمراوة" لتفادي التعثر بأيِّ ثمن    آدم وناس يتطلع للّعب مع مولودية الجزائر    رياضة/ الألعاب الإفريقية العسكرية-2024: المنتخب الوطني العسكري للرمي يحصد 32 ميدالية منها 11 ذهبية    قسنطينة.. دخول عدة هياكل صحية عمومية جديدة ستعزز منظومة القطاع بالولاية    سبعينية الثورة التحريرية: المسرح الجهوي لتيزي وزو يعرض "سفينة كاليدونيا    قسنطينة: دخول عدة هياكل صحية عمومية جديدة ستعزز منظومة القطاع بالولاية    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نار الكراهية تحاصر المسلمين وتحرق المساجد
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 11 - 2015

الجاليات العربية في أوروبا تخشى (دفع) ثمن دماء الفرنسيين
***
معارضة فرنسا تطالب بإجراءات ضد مسلميها!
--
من المتوقّع أن تكون لاعتداءات باريس تداعيات وارتدادات ستأتي في حجم الزلزال الدموي الذي أحدثته في الشارع الفرنسي وذاكرته الجماعية ولن تقتصر على الداخل الفرنسي بل من المرتقب أيضا أن تكون لها تداعيات على السياسة الخارجية الفرنسية.
ق.د / وكالات
أولى هذه التداعيات ستخصّ الجاليات العربية والمسلمة التي دائما تدفع الثمن الأوّل فور وقوع اعتداءات إرهابية يكون منفّذوها من أصول عربية أو إسلامية. ولن يشفع حتما لهذه الجاليات احتمال أن يكون من بين ضحايا هذه الاعتداءات عدد لا يستهان به من العرب والمسلمين الفرنسيين وهو ما تأكّد مع إعلان الجزائر عن ضحيتين وأيضا السفير التونسي في فرنسا الذي أعلن بدوره عن وجود تونسيين اثنين من بين ضحايا الاعتداءات. وبالفعل أثارت هجمات باريس ردود فعل عنيفة لدى بعض الأوروبيين إذ أنهم تظاهروا وطالبوا في مدينة ليل الفرنسية بطرد المسلمين من فرنسا كما أنهم قاموا بإحراق مساجد في إسبانيا وهولندا. ورفع عشرات المتظاهرين في مدينة ليل الفرنسية لافتات كتب عليها (فليطرد المسلمون) في مسيرة غاضبة تنديدا بالأحداث الدامية التي عاشت على وقعها باريس الجمعة 13 نوفمبر والتي راح ضحيتها 129 شخص من المدنيين. إلى ذلك أضرم مجهولون النّار في أحد المساجد عن طريق إلقاء عبوات حارقة في إسبانيا دون أن تتمكّن الشرطة من تحديد الجهة المسؤولة أو القبض على أيّ من تلك العناصر المشاركة في الجريمة. وفي هولندا أيضا حاول مجهولون في مدينة (روزندال) التابعة لمقاطعة شمال برابنت مساء الجمعة 13 نوفمبر إحراق مسجد يرتاده المغاربة القاطنون في المنطقة. وقد أعلنت الشرطة الهولندية أن محاولة الحرق ألحقت تدميرا بالمسجد مؤكّدة أنها تجري التحقيقات اللاّزمة بشكل جدّي للكشف عن هوية الفاعلين. وكانت محكمة هولندية غرّمت الشهر الماضي ثمانية أشخاص دعوا عبر الأنترنت إلى القيام بأعمال عنف وحرق المساجد في البلاد.
* لوبان.. الرابحة الأكبر
كان من الطبيعي أن يبادر المجلس التمثيلي للديانة الإسلامية في فرنسا إلى إدانة هذه الاعتداءات بأشد العبارات ووصفها ب (المخزية والوضيعة) لأن المجلس يعي جيّدا أن ثمّة أصواتا ستتعالى قريبا للدعوة إلى طرد المسلمين والعرب واعتبارهم السبب الرئيسي لكوارث الإرهاب والقتل. والواقع أن هذه الاعتداءات ستزيد من مشاعر الكراهية اتجاه الجاليات العربية والمسلمة في أوساط الشرائح المجتمعية الفرنسية التي تتفشّى فيها سلفا أفكار اليمين المتطرّف. ولقد انتقدت المعارضة اليمينية المتطرّفة في فرنسا آداء الحكومة الاشتراكية عقب هجمات باريس وطالبت بتحرّك (قوي وصارم) وحظر المنظّمات الإسلامية وغلق (المساجد المتشدّدة) بينما أكّد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن بلاده تعيش حالة حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة مارين لوبن إن التحرّك القوي الصارم هو الذي يحمي الفرنسيين (الذين لم يعودوا في أمان) معتبرة أن (اتّخاذ إجراءات عاجلة أمر يفرض نفسه) وأضافت أن الهجمات أضعفت فرنسا وأن عليها (أن تعيد تسليح نفسها وحظر المنظّمات الإسلامية وغلق المساجد المتشدّدة وطرد الأجانب الذين يدعون إلى الكراهية على أرضنا). من جهته قال رئيس الوزراء فالس في تصريحات لقناة (تي إف 1) المحلّية: (نحن في حرب سنتحرّك ونضرب هذا العدو من أجل تدميره في فرنسا وأوروبا وسوريا) مؤكّدا أن الردّ الفرنسي سيكون (بالمستوى نفسه لهذا الهجوم) وأن (هذه الحرب تخاض على التراب الوطني وفي سوريا). ونبّه فالس إلى أن على فرنسا (أن تتوقّع ردودا أخرى من الإرهابيين) وأن عليها أن تقضي على أعداء الجمهورية (ونطرد كلّ هؤلاء الأئمة المتطرّفين وهو أمر نقوم به وننتزع الجنسية من أولئك الذين يهزأون بما تمثّله الرّوح الفرنسية وهذا ما نقوم به أيضا).
* عدوى الكراهية تنتشر
غير أن الخطر الآن يكمن في احتمال انتقال عدوى هذه الأفكار إلى صفوف شرائح مجتمعية أخرى لم تكن لديها مواقف سلبية من الإسلام والمسلمين من قبل أو حتى تلك التي كانت تدعو إلى قيم التسامح والعيش المشترك بين الفرنسيين والجاليات المهاجرة. وسيبقى الرابح السياسي الأكبر من هذه الاعتداءات هو زعيمة حزب (الجبهة الوطنية) مارين لوبان وأيضا الجناح المتطرّف في اليمين التقليدي المحافظ. ولا شكّ أن سقف مطالبات هؤلاء ضد الإسلام والمسلمين سيرتفع في الأيّام القليلة المقبلة وقد تظهر من جديد اللاّزمة القديمة حول ضرورة مكافحة العدو الداخلي و(الطابور الخامس) الذي يشكّله المسلمون الفرنسيون. وستتعزّز هذه الفرضيات إذا ثبت أن منفّذي الاعتداءات الأخيرة فرنسيون من أصول عربية ومسلمة وهذا أمر محتمل جدّا لكون العديد من الشهود أكّدوا أن منفّذي هذه الاعتداءات شبان يتحدثون الفرنسية بطلاقة وأن أحد مرتكبي مجزرة مسرح (باتاكلان) -حسب بعض الشهود- برّر فعلته ب (ما تفعله فرنسا في سوريا). بوادر هذا الأمر بدأت تظهر عبر بعض الصحف الفرنسية إذ كتب مدير صحيفة (ليبراسيون) لوران جوفران أنه (من المستحيل عدم ربط هذه الأحداث الدامية بالمعارك الجارية في الشرق الأوسط فرنسا تقوم بدورها هناك ويجب أن تواصل عملها من دون أن تتأثّر) فيما رأت صحيفة (لا شارانت ليبر) المحلّية أن ضحايا الاعتداءات (هم الشاهد الفظيع الذي لا يحتمل على حرب عالمية تتحوّل فرنسا رغم إرادتها إلى إحدى ساحات معاركها الرئيسية).
* اللاّجئون الجدد في عين الإعصار
كذلك لن ينجو من تداعيات هذه الأحداث اللاّجئون الجدد القادمون إلى فرنسا هرباً من مناطق الحروب خصوصا من سوريا والعراق وأفغانستان ومنطقة القرن الإفريقي الذين عرفوا في الشهور الماضية موجة كبيرة من التضامن الرسمي والشعبي معهم فهؤلاء أغلبهم مسلمون وسبق للعديد من الشخصيات اليمينية المتطرّفة وأن حذّرت من تواجد إرهابيين مفترضين متخفّين بينهم لذا من غير المستبعد أن تضطرّ الحكومة إلى تعديل سياستها اتجاه اللاّجئين في حال تصاعدت النقمة الشعبية اتجاههم. ويبقى السؤال الأساسي الذي تطرحه اعتداءات الجمعة هو مدى تأثيرها على السياسة الخارجية الفرنسية فالجميع يعي أن فرنسا بلد بات يشكّل منذ سنوات الهدف المفضّل الذي تحلم بضربه تنظيمات أصولية متطرّفة سواء في المنطقة العربية أو في أفغانستان أو منطقة الساحل الإفريقي. ولعلّ التحوّل الأساسي الذي قد تتمخّض عنه اعتداءات الجمعة قد يكمن في إحداث تقارب فرنسي روسي مفاجئ بخصوص الأزمة السورية كما يراه بعض المحلّلين تقارب تغذّيه روح الانتقام من تنظيم (داعش) لكن في المقابل فإن ما قد يمنع حصوله هو الموقف الفرنسي الثابت بخصوص رئيس النّظام السوري بشّار الأسد الذي ما تزال فرنسا تصرّ على استبعاده من التسوية السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.