حرب إعلامية شرسة لتشويه صورة المقاومة في العالم *** يواصل (بنو صهيون) حربهم الشرسة ضد الفلسطينيين بلا هوادة وازدادت ومخطّطاتهم بشاعة بعد انتصار انتفاضة الأقصى والدعم الكبير الذي لقيته في العالم وكانت المقاطعة لبضائع الاحتلال القطرة التي أفاضت الكأس ومن هنا بدأت حرب أخرى من نوع آخر فبعد الفشل في الميدان تحوّل الإعلام إلى وسيلة لمحاربة أبطال الانتفاضة وتشويه صورتهم في العالم عبر مواقع التواصل. ق.د / وكالات في الوقت الذي أعلنت فيه (غوغل) تجنّدها لصالح الاحتلال في مواجهة (التحريض الفلسطيني على العنف) في الشبكة تواصل مواقع إخبارية يمينية مقرّبة من الحكومة التحريض على الفلسطينيين ولا تتردّد في القيام بكل خطوة من أجل تشويه نضالهم ضد الاحتلال. وقد عمدت بعض هذه المواقع إلى استغلال اعتداءات باريس الأخيرة في تشويه الفلسطينيين والتحريض عليهم من فبركة (شواهد) زعمت أنها توثّق احتفاء الفلسطينيين بهذه الاعتداءات وتدلّل على تضامنهم مع منفّذيها. وبرز الموقع الإخباري (News Desk) الذي يعد أحد أهمّ مواقع اليمين الإخبارية والذي يحظى بنسبة تصفّح عالية حيث يُقبِل عليه بشكل كبير اليهود داخل الاحتلال والعالم في اختلاق الأكاذيب في سعيه لتجريم الفلسطينيين ونضالهم من خلال اتّباع هذا التكتيك الدعائي التحريضي. فعلى سبيل المثال عرض الموقع بعد أحداث باريس شريط فيديو يظهر فيه آلاف الفلسطينيين يتجمّعون في رام اللّه وهم يحتفون ويوزّعون الحلويات على بعضهم البعض حيث زعم الموقع أن هذا الفيديو يوثّق احتفاء الفلسطينيين باعتداءات باريس. ويتبيّن بوضوح أن هذا الشريط يوثق في الواقع احتفالا نظّمه الفلسطينيون قبل ثلاثة أعوام في قلب ميدان (المنارة) وسط رام اللّه بمناسبة قَبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتّحدة. ومن الصور التي نشرها الموقع وزعم أنها تمثّل احتفاء الفلسطينيين بهجمات باريس كانت لفلسطينيين يحتفلون في مدينة غزّة بنجاح (كتائب عزّ الدين القسّام) التابعة لحركة (حماس) في أسر جنود الاحتلال أثناء الحرب الأخيرة على القطاع. وقد طلب القائمون على الموقع من متصفّحيه إعادة نشر مقاطع الفيديو هذه وتلك الصور وإيصالها لأكبر عدد من حسابات المواطنين الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي في مسعى واضح لتشويه صورة الفلسطينيين من خلال التلفيق على أمل أن ينجحوا في استعداء أكبر قطاع ممكن من الفرنسيين ضد الفلسطينيين. * تشويه وتحريض في مناسبة أخرى ادّعى الموقع ذاته أن فلسطينيي 48 يحرصون على الاستماع في سيّاراتهم إلى أغان تمجّد تنظيم (الدولة الإسلامية) واعتداءات باريس واصفا هذا السلوك ب (الظاهرة). ولم يفوّت الموقع الفرصة للاستنتاج بأن هذا يدلّل على (عمق التحوّلات الإيديولوجية التي يمرّ بها فلسطينيو الداخل ويعكس تعاظم تأييدهم للجهاد العالمي). ومن بين المواقع التي تُعنى بالتحريض على الفلسطينيين موقع (0404) الإخباري الذي بات من أكثر المواقع الإخبارية تصفّحا من قِبل الإسرائيليين أثناء انتفاضة القدس بسبب نجاحه في الإبلاغ عن الأحداث بسرعة فائقة علاوة على مواده (الحصرية) التي تنسب إلى مصادر كبيرة في قيادة الجيش والاستخبارات. وقد حرص موقع (0404) على تصوير كلّ عملية اعتداء ينفّذها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في أرجاء الضفّة الغربية على أنها جاءت نتاج ردّ هؤلاء المستوطنين على اعتداءات بادر إليها الفلسطينيون. وتمزج السياسة التحريرية للموقع بين الجانب الخبري والتحريضي من خلال الإطراء على جنود الاحتلال والمستوطنين كلّما قاموا بقتل أو جرح أيّ فلسطيني ناهيك عن أنه يصمّم مصطلحات التغطية لتحقيق أكبر قدر من التحريض مثل: الإرهاب الفلسطيني إرهاب الحجارة وغيرها. ومن بين المواقع (الإخبارية) التحريضية موقع (اليمين الحقيقي) الذي يمزج بين نشر (الأخبار) والترويج للفكر الإرهابي من خلال التأكيد على أن حلّ المشكلة يكمن في طرد الفلسطينيين ناهيك عن أن الموقع ينشر إشادات بمجرمين يهود سبق وأن قاموا بقتل الفلسطينيين ويعرض (فتاوى) لحاخامات كبار تتضمّن (المسوغات الشرعية) حسب الديانة اليهودية التي توجب قتل الفلسطينيين. وقد أفرد الموقع مساحة لفتاوى الحاخام إسحاق شابيرا الذي ألّف كتاب (شريعة الملك) الذي ضمّنه (مسوّغات فقهية) تبرّر قتل حتى الأطفال الرضّع من الفلسطينيين. المفارقة أن هذه المواقع تواصل التحريض المنفلت ضد الفلسطينيين في الوقت الذي تعتمد الكثير من نخب سياسية وإعلامية وأكاديمية في جميع أرجاء العالم على ما تنشره مؤسسة (ميمري) التي أسسها رجل الاستخبارات السابق يغآل كرمون والتي تعنى بمتابعة (المواد التحريضية) التي ينشرها الإعلام الفلسطيني والعربي. وتُعنى هذه المؤسسة بمتابعة ما تنشره وسائل الإعلام العربية من الكويت في أقصى الشرق وحتى المغرب في أقصى الغرب. ومما يزيد الأمور تعقيدا أن الكونغرس الأمريكي يعتمد على ما تنشره (ميمري) في بلورة موقفه من مسألة (التحريض العربي والفلسطيني على الإرهاب).