سيتمّ إرسالها إلى أمريكا لتحديد حِقبتها التاريخية العثور على رواقين ونقود وأواني فخارية في معلم (مدغاسن) بباتنة أسفرت الحفريات الأخيرة التي أجريت بمعلَم (مدغاسن) الأثري الذي يقع بإقليم بلدية بومية بولاية باتنة عن نتائج هامّة ستدعّم الدراسة التي يقوم بها حاليا مكتب الدراسات التابع للمجمّع الفرنسي (لويس بارجي) الخاصّة بتأمين وتثمين هذا الضريح حسب ما أكّده مدير برنامج دعم وتثمين التراث الثقافي بالجزائر زهير بلالو . أوضح ذات المسؤول على هامش اليوم الدراسي الذي قدّم فيه مكتب الدراسات بمركز البحث العلمي بجامعة باتنة المخطّط العام للدراسة الأوّلية للمشروع أن ما تمّ العثور عليه في هذه الحفريات الأوّلية التي (نتمنّى أن تكون متبوعة بأخرى هو دعم لعمليات التشخيص والبحث التي شهدها الضريح منذ سبعينيات القرن الماضي). وقد تمّ العثور -وفقا لما صرّح به من جهته المختصّ في علم الآثار الدكتور محفوظ فروخي خلال مدّة الحفريات التي دامت 23 يوما وانتهت الأسبوع الأخير- (على رواقين تحت الضريح الملكي بعرض وعمق 1 متر ونصف الأوّل يبلغ طوله 20 مترا سبق وأن عثر عليه فريق إيطالي وأغلقه ثمّ اكتشفناه مجدّدا أمّا الثاني فهو غير معروف ولم يتمّ الحديث عنه من قبل ويبلغ طوله حوالي 7 أمتار حيث عثرنا في نهايته على قبرين يرجّح أن يكونا لطفلين صغيرين) وأفاد بأنه تمّ العثور داخل الضريح على بزينة صغيرة وقطع من الفخّار الزجاجي وأيضا فحم وقطعة نقدية من البرونز عليها رسم وسيتمّ إرسالها إلى مخبر مختصّ بالولايات المتّحدة الأمريكية لتحديد الحِقبة التاريخية التي تعود إليها مشيرا إلى أن نتائج أخرى تمّ التوصّل إليها ستكشف لاحقا بعد الانتهاء من عملية تحليل القطع الأثرية التي وجدت داخل الضريح. وتمّ خلال هذا اللّقاء الذي جاء تحت عنوان (التحدّيات والفرص من أجل حماية وتثمين ضريح مدغاسن: الآليات والطرق) عرض مخطّط الدراسة الأوّلية من طرف مختصّين وخبراء تابعين لمكتب الدراسات لويس بارجي والتطرّق إلى بعض العوائق التي صادفت فريق العمل خلال تشخيصه لوضعية المعلم منها ضخامة الضريح على الرغم من التقنيات الحديثة جدّا. استنادا إلى ممثّلة بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر المكلّفة بالتعاون الدولي السيّدة أمينة منيرة لعرج ينتظر أن يقدّم مكتب الدراسات المختصّ الدراسة النهائية في فيفري 2016 والتي تتضمّن مشروع تنفيذ الأشغال. لكن التأخّر الذي تمّ تسجيله فيما يخصّ تقديم مخطّط الدراسة النهائية للضريح الذي كان مقرّرا في نهاية جوان 2015 -تقول المتحدّثة- جعل تنفيذ أشغال الترميم لا تندرج في إطار الاتّفاقية التي أبرمت بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2012 فيما يخصّ برنامج الدعم المخصّص للتراث الثقافي في الجزائر بتمويل مشترك بين الطرفين والذي تضمّن 3 مواقع نموذجية بالجزائر منها ضريح مدغاسن لأن آجالها حدّدت بنوفمبر 2015. ويتطلّب تنفيذ أشغال الترميم المستعجلة التي ستؤكّد عليها الدراسة النهائية إيجاد مصادر أخرى للتمويل تضيف السيّدة لعرج التي أكّدت على أن عملية تشخيص ودراسة وضعية أيّ معلم أثري تتطلّب دقّة كبيرة قبل الانطلاق في الأشغال. من جهته دعا رئيس جمعية مدغاسن عزّ الدين قرفي إلى ضرورة التدخّل العاجل للمحافظة على هذا الضريح النوميدي وذكر في هذا السياق أن المختصّ في علم الآثار البروفسور لورنسو جيرينا رئيس قسم بالمدرسة المتعدّدة التقنيات بميلان (إيطاليا) قد دقّ ناقوس الخطر في نوفمبر المنصرم بقلعة الجزائر حول وضعية معلم مدغاسن بعد أن زار الضريح حيث أشار إلى ضرورة وضع حزام لشدّ المعلم وقدّر تكلفة العملية بحوالي 3 ملايين دج.