بعد ضمان تأهّلهم إلى أولمبياد 2016 *** يلتقي أمسية اليوم بداية من الساعة الثامنة بالتوقيت الجزائري في العاصمة السنغاليةدكار المنتخبان الجزائري والنيجيري في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا لأقلّ من 23 سنة وليس هناك ما يخسره شبّان الجزائري بعد ضمان تأهّلهم التاريخي إلى أولمبياد ريودي جانيرو لأوّل مرّة منذ دورة موسكو عام 1980. خالف المنتخب الجزائري الأولمبي لكرة القدم جميع التوقّعات باقتطاعه بكلّ جدارة واستحقاق تأشيرة المشاركة في الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو والتأهّل إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم 2015 لأقلّ من 23 سنة المقامة بالسنيغال بعد فوزه على جنوب إفريقيا بنتيجة (2-0) سهرة الأربعاء الماضي في داكار معلنا ميلاد فريق مستقبلي واعد. ويمثّل هذا التأهّل إنجازا كبيرا بالنّظر إلى قيمة المنتخبات المشاركة في الدورة القارّية حيث كان الملاحظون يتوقّعون أن يلعب (الخضر) أدوارا ثانوية تاركين لماليونيجيريا ومصر والبلد المنظّم السينغال ثوب المرشّح. لكن بمرور المباريات زادت الشهية وتدعمت عزيمة الفريق الجزائري على الفوز ودحض الادّعاءات بمحدودية المستوى الفنّي والنضج التكتيكي والانضباط لدّى اللاعب المحلّي. قيام المدرّب السويسري بيار أندري شورمان بوضع الثقة في 21 لاعبا ينشطون كلّهم في الجزائر بمناسبة موعد السينغال مثّل رهانا لعناصر تبحث عن مكانة وعرفان من الجماهير والمسؤولين عن كرة القدم الجزائرية. وعند الإعلان عن تركيبة المجموعتين لم يراهن أحد على زملاء زين الدين فرحات بعد وقوعهم في (مجموعة الموت) التي تضمّ نيجيريا ومصر ومالي. الظروف الصعبة لم تمنع (الخُضر) من التألّق كشّر المنتخب الجزائري عن أنيابه منذ الخرجة الأولى بفرضه التعادل بنتيجة هدف في كلّ شبكة على الفريق المصري المشكل في غالبيته من عناصر توّجت بكأس إفريقيا للأمم لأقلّ من 20 سنة (2013) التي جرت بوهران وعين تموشنت. هذا التعادل منح الثقة لزملاء لاعب الوسط أسامة شيتة الذين تمكّنوا بعد ذلك من تحقيق مفاجئة مدوية بهزمهم مالي (2-0) ثم التعادل مع العملاق النيجيري بنتيجة بيضاء (0-0) مكّنتهم من تصدّر المجموعة الثانية والتأهّل إلى الدور الثاني. رغبة أشبال شورمان مكّنتهم بعد ذلك من اجتياز عقبة جنوب إفريقيا (2-0) في الدور نصف النهائي وهو ما جعلهم يعيدون الجزائر للمشاركة في الأولمبياد بعد 36 سنة من الغياب. ونجح زملاء الحارس عبد القادر صالحي في إصابة عصفورين بحجر واحد بالتأهّل إلى الألعاب الأولمبية التي تغيب عنها الجزائر منذ 1980 بموسكو إضافة إلى بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم (أقلّ من 23 سنة) لأوّل مرّة في تاريخ كرة القدم الجزائرية. ما يزيد من قيمة الإنجاز الظروف المناخية الصعبة التي تجرى فيها الدورة القارّية التي تميّزها الحرارة الشديدة والرطوبة المرتفعة إضافة إلى الميادين السيّئة في كلّ من مبور وداكار. أندري شورمان (مدرّب المنتخب الجزائري): (لن نكتفي بتأشيرة الأولمبياد) وصف مدرّب المنتخب الوطني الجزائري الأولمبي لكرة القدم بيار أندري شورمان مواجهة اليوم أمام نيجيريا بالصعبة كون المنافس يلعب كرة حديثة ويملك لاعبين في المستوى. وأضاف يقول ذات المتحدّث للموقع المختصّ (دي زاد فوت) أمس الجمعة: (بحكم معرفة كلّ مدرّب بمنافسه فكلّ شيء يبقى واردا في اللّقاء النهائي خاصّة وقد سبق وأن اِلتقينا بالمنتخب النيجيري في الجولة الأخيرة من دور المجموعات وكان بإمكان كلّ فريق حسم المواجهة لمصلحته وعليه أتوقّع لقاء مفتوحا على كلّ الاحتمالات). وممّا قاله ذات المدرّب حول لقاء اليوم: (لن ندخل اللّقاء من أجل اللّعب وكفى بل سندخله من أجل العودة إلى الجزائر بالتاج القارّي وعليه لن نكتفي بتأشيرة الأولمبياد). المدرّب الوطني أشاد بعناصره بقوله: (لا أحد كان يؤمن بقدراتنا قبل أربعة أسابيع لكن إجابتنا كانت فوق أرضية الميدان وهذا ما فعلناه الأربعاء الماضي أمام منتخب جنوب إفريقيا) وأضاف: (خضنا الدورة تدريجيا مرحلة بمرحلة واستراتجيتنا كلّلت بالنّجاح إننا نجني ثمار عمل دام أكثر من عام). وقال المدرّب الوطني: (كانت لديّ الثقة الكاملة في اللاّعبين حيث اخترتهم على أساس مؤهّلاتهم وعزيمتهم في تحقيق الفوز وهو ما أحسّ به أنا شخصيا). وختم شورمان قوله: (نطمح دائما إلى التألّق وسندخل المباراة بعزيمة الفوز لا غير). بعد تأهّل الجزائرونيجيريا 11 منتخبا ضمنوا تأهّلهم إلى موعد ريو دي جانيرو ضمن 11 منتخبا من بينهم الجزائر التأهّل إلى دورة كرة القدم (رجال) للألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو المقرّرة بين 3 و20 أوت بالبرازيل. وافتكّ المنتخب الجزائري الأولمبي تأشيرة التأهّل بعد فوزه على جنوب إفريقيا (2 - 0) الأربعاء الماضي بداكار في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم لفئة أقلّ من 23 سنة المتواصلة بالسنغال. وستكون نيجيريا ممثّلة إفريقيا الأخرى في الأولمبياد بفضل تفوّقها في نصف النهائي الثاني (لكان) أقلّ من 23 سنة على السنغال بنتيجة (1-0). وسيتمّ التعرّف على المتأهّل الثالث عن قارّة إفريقيا اليوم السبت بمناسبة المباراة الترتيبية بين جنوب إفريقيا والسنغال. المنتخبات الثمانية الأخرى التي تأهّلت إلى ريو 2016 هي: السويد بطلة أوروبا والدانمارك وألمانيا والبرتغال والبرازيل (البلد المنظّم) والمكسيك والهندوراس والأرجنتين وفيجي. وتلعب كولومبيا ثانية ترتيب كأس أمريكاالجنوبية مباراة سدّ مع الولايات المتّحدة صاحبة المرتبة الثالثة في تصفيات الكونكاكاف. وسيتمّ التعرّف على الممثّلين الثلاثة للقارّة الآسيوية عقب نهائيات كأس آسيا المقرّرة شهر جانفي المقبل. وحسب برنامج دورة كرة القدم لأولمبياد ريو دي جانيرو ستقام مباراتي الافتتاح والاختتام في الملعب الأسطوري ماراكانا. سبعة ملاعب في المجموع ستحتضن المنافسة وتقع في بيلو أوريزونتي والعاصمة برازيليا ومانوس وسالفادور وساوباولو التي جرت على ميادينها نهائيات كأس العالم 2014. وزير الشباب والرياضة: (سنسخّر كلّ الإمكانيات للرياضيين المتأهّلين إلى أولمبياد ريو) أكّد وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي أوّل أمس أن هيئته ستسخّر كلّ الوسائل والإمكانيات اللاّزمة للرياضيين الجزائريين المتأهّلين إلى الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو البرازيلية لإجراء (تحضير جيّد وفي المستوى). وأوضح الوزير على هامش حفل اختتام البطولة الإفريقية للشراع بالمدرسة الوطنية للرياضات المائية وتحت مائية ببرج البحري بالجزائر العاصمة: (هنيئا لهذه الشبيبة بهذه التتويجات ولكلّ الرياضيين الذين تأهّلوا إلى الأولمبياد سنسخّر لهم كلّ الوسائل اللاّزمة لإجراء تحضيرات في المستوى تحسّبا لهذا الموعد العالمي الضخم) وأضاف: (جئنا لنشارك رياضيينا فرحتهم ونهنّئهم على تألّقهم في بلوغ الألعاب الأولمبية لقد شرّفوا الجزائر خاصّة ونحن نحتفل بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960) كما عبّر عن ارتياحه لارتفاع عدد الرياضيين الجزائريين المتأهّلين إلى الألعاب الأولمبية 2016 بالمقارنة مع الذين شاركوا في أولمبياد لندن 2012 سيّما فيما يتعلّق بعودة الجزائر في كرة القدم إلى الأولمبياد بعد غياب طويل وصرّح أيضا: (هذه المرّة تأهّل أكثر من 40 رياضيا إلى الأولمبياد المقبلة وهذا أمر جيّد لأن العدد ارتفع مقارنة مع 38 عنصرا شاركوا في أولمبياد لندن إضافة إلى التأهّل الكبير لمنتخب كرة القدم إلى الأولمبياد بعد غياب دام 36 سنة إثر الفوز الباهر على جنوب إفريقيا بثنائية نظيفة). كما نوّه ولد علي بمجهودات الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية التي بذلتها في إنجاح هذا الحدث).