الذكرى تتزامن مع وفاة آيت أحمد *** في مثل هذا اليوم وقبل 37 سنة رحل عن الجزائر أبرز رجالات السياسة في الجزائر والوطن العربي في النصف الثاني من القرن العشرين هواري بومدين واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة الرئيس الثاني للجزائر المستقلة وأحد رموز حركة عدم الانحياز وتزامنت الذكرى ال 37 لرحيل الرجل الفذ مع وفاة الزعيم حسين آيت أحمد الرجل الأول للمعارضة في الجزائر. تولى بومدين الحكم في الجزائر عن طريق انقلاب عسكري على الرئيس المدني أحمد بن بلة من 19 جوان 1965 إلى غاية ديسمبر 1978 وكان في أول الأمر رئيسا لمجلس التصحيح الثوري تم انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية عام 1975. وثمة لعب هواري بومدين دورا هاما على الساحة الإفريقية والعربية وكان أول رئيس من العالم الثالث تحدث في الأممالمتحدة عن نظام دولي جديد شغل المنصب من 19 جوان 1965 استمر على رأس السلطة حتى وفاته في 27 ديسمبر 1978 هو ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة الحال تنتمي إلى عرش بني فوغال التي نزحت من ولاية جيجل (منطقة القبائل) عند بداية الاحتلال الفرنسي ولد في 23 أوت سنة 1932 في دوّار بني عدي (العرعرة) مقابل جبل دباغ بلدية مجاز عمار على بعد بضعة كيلومترات غرب مدينة فالمة. تحديات بومدين شرع هواري بومدين في تقوية الدولة على المستوى الداخلي بعد أن تمكن من ترتيب البيت الداخلي وكانت أمامه ثلاثة تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع آلاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والإمكانات التي كانوا يحتاجون إليها. إضافة إلى السياسة التنموية اهتم الرئيس هواري بومدين بالإصلاح الاجتماع والسياسي ووضع أسس الدولة الجزائرية بدءا بقانون التأميم ثم وضع ميثاقا وطنيا شاركت جميع فئات الشعب فيه وانبثق عنه دستور كل ذلك بأسلوب ديمقراطي بالمعنى العلمي الكلمة (شعاره لا نريد تقبيل اليد) ثم انتخاب المجلس التشريعي من طرف الجماهير الواسعة هذه الخطوط العريضة لسياسة الرجل على المستوى الداخلي استقطبت الكل لخدمة الوطن ومدا خيل الدولة في صالح المواطن. جنازة مهيبة أصيب هواري بومدين صاحب شعار (بناء دولة لا تزول بزوال الرجال) بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه في بداية الأمر ظن الأطباء أنه مصاب بسرطان المثانة غير أن التحاليل الطبية فندت هذا الادعاء. وذهب طبيب سويدي إلى القول إن هواري بومدين أصيب بمرض (والدنسستروم) وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء إلى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين وتأكد أن بومدين ليس مصابا بهذا الداء. وتوفي هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 ديسمبر 1978 في الساعة الثالثة وثلاثين دقيقة فجرا وحين دقت ساعة توديع الزعيم ظهر أصغر وزير خارجية في تاريخ الجزائر عبد العزيز بوتفليقة في الواجهة وهو يلقي الكلمة التأبينية التي كانت آخر ما تلي على بومدين قبل أن يصبح تحت التراب في عالمه البرزخي. وفي (خطاب الوداع) الذي تؤكد بعض المصادر أن وزير التربية الأسبق علي بن محمد هو من كتب نصه بدا بوتفليقة متأثرا جدا لفراق رفيقه ورئيسه ورئيس كل الجزائريين لكنه ظل متماسكا حتى النهاية حينها قال بوتفليقة في خطاب الوداع الشهير: (بأرواحنا نفديك لو كان يقبل منا الفداء).