163 ألف طالب لجوء بانتهاء عام 2015 أعداد قياسية من اللاّجئين تزحف على السويد كشفت تقارير رسمية سويدية أن ستوكهولم استقبلت خلال العام المنصرم 2015 ما يقارب 163 ألف طالب لجوء وهو رقم قياسي فاق كل الأرقام السابقة بما فيها الرقم الأعلى في تاريخ البلاد إبّان الحرب الأهلية اليوغسلافية في 1992 حيث استقبلت البلاد آنذاك 84 ألف لاجئ من قوميات مختلفة في يوغسلافيا السابقة. وصلت أعداد من استقبلتهم السويد في 2015 إلى ضعف من استقبلتهم في عام 2014 حيث وصل الرقم إلى 81 ألفا. وحسب ما ذكره مدير مصلحة الهجرة السويدية أندرس دانيلوسن على الصفحة الرسمية للمصلحة بأنه (ستكون هناك صعوبات كبيرة في تحمّل مسؤولية كل تلك الأرقام وفقا لقدراتنا). وكانت السويد قد استقبلت في بداية العام الماضي 5 آلاف طالب لجوء شهرياً في المتوسط قبل أن تتدفق موجات كبيرة مع صيف 2015 حتى شهر أكتوبر الماضي إذ تخطى الرقم 39 ألف مهاجر وهو رقم قياسي لم تشهده السويد في تاريخ الهجرة واللجوء. المثير للانتباه في الأرقام الرسمية السويدية أن البلاد استقبلت 35.400 لاجئ طالب لجوء من القاصرين الذين وصلوا بلا مرافقين وهو أيضا رقم قياسي لم تشهده ستوكهولم من قبل وأغلب هؤلاء من أفغانستان وإيران. ولتخفيف الضغوط التي تعيشها المدن السويدية من اكتظاظ البلديات وتحمّلها مسؤولية إيجاد أماكن إيواء تبدأ السلطات الحدودية السويدية منذ يوم الاثنين المقبل الرابع من جانفي الحالي بتفتيش دقيق للقطارات ووسائل النقل وطلب جوازات السفر من المسافرين مع قرار برفض دخول أي لاجئ قادم عبر البلدان الأوروبية. وبدأت تأثيرات القرار السويدي تظهر في كوبنهاغن أيضا حيث بدأت السلطات تشدد الرقابة الحدودية وفحص أوراق المسافرين. وأسوة بدول أخرى كالنمسا وألمانيا تذهب الدول الإسكندنافية نحو (تسريع إعادة طالبي اللجوء) الذين لا يملكون أسسا لطلب الحماية أو الذين ادعوا جنسيات غير جنسياتهم الأصلية خصوصا من تقدم على أساس أنه من سورية وتبين العكس وهو ما يشغل تلك الدول ومحاولاتها عقد اتفاقات مع البلدان الأصلية لهؤلاء وحتى الذين لا يملكون أوراقاً رسمية يجري التواصل مع بلدان طالبي اللجوء لقَبول إعادتهم. وفي الجارة النرويج تتجه السلطات لمنح كل لاجئ يقبل العودة الطوعية إلى بلده تذكرة سفر ونحو ألفي دولار في حال موافقته وبالفعل سجّل نحو 900 لاجئ أسماءهم للعودة إلى بلادهم بينما تبقى الأغلبية رافضة لمثل تلك العودة. ومع بداية العام الحالي تتجه السلطات النرويجية نحو تشديد سياسة اللجوء وتطبيق ما يشبه (النسخة الدانماركية) من القوانين المتشددة مع بداية الأسبوع المقبل فأوسلو أعلنت أيضاً أن أعداد طالبي اللجوء في عام 2015 تضاعف ثلاث مرات عن عام 2014 إذ استقبلت أكثر من 30 ألفا مقابل 10 آلاف في العام الذي سبقه. وفي فنلندا التي تعتبر من دول الشمال فإن عام 2015 وفق أرقام رسمية شهد ارتفاعا حادا في أعداد طالبي اللجوء وقد وصل الرقم إلى أكثر من 30 ألفا وهو رقم تجاوز عشرة أضعاف ما استقبلته هيلسنكي في 2014.