تبدأ بالهدايا والإغراءات وتنتهي بأبشع الصور جرائم التحرش الجنسي على الأطفال تعود إلى الواجهة جريمة الطفل ميلود الذي تعرض إلى الخطف والقتل والتحرش الجنسي من طرف وحوش بشرية بولاية سيدي بلعباس أعادت إلى العائلات (سوسبانس) ورعب الاختطاف الذي سكن القلوب في فترة مضت وكانت معاينة الطبيب الشرعي أظهرت تعرض الضحية للاعتداء الجنسي كما ظهرت على جسده عدة كدمات وتلقى ضربة بآلة حادة على مستوى الرأس كما حملت رقبته آثارا للخنق وقد وجد مكبل اليدين. نسيمة خباجة تلك الجريمة الشنيعة أدت إلى إعادة رعب الاختطاف للعائلات التي راحت إلى فتح أعينها وإحكام اليقظة على الأبناء خوفا من تعرضهم إلى تلك المآسي التي أبكت العائلات كثيرا في كم من مرة وتأتي أصوات وتقول إنه لا يجب تصنيفها كظاهرة وإنما هي بعض الحالات التي سجلت هنا وهناك لكن بحكم تكرارها تحولت إلى خطر يهدد الأطفال في كل مكان. فالأطفال أضحوا مستهدفين من طرف الشاذين جنسيا عبر مواقع الأنترنت وفي الشارع والمدرسة وأضحوا لقمة سهلة في أيدي هؤلاء بتعرضهم إلى الابتزاز والمضايقات وعادة ما تغري تلك الشبكات الإجرامية الأطفال ببعض المغريات لإدخالهم إلى ذلك العالم المشبوه ووصل الأمر إلى حد تسليمهم مبالغ مالية وهدايا ثمينة قد تكون حواسيب وهواتف نقالة لجذبهم في الأول ويكون مصيرهم سيئا في الأخير لذلك وجب فتح أعين الأسر للتصدي لكل تلك الإغراءات المحيطة بأبنائهم. ويرى المختصون في علم النفس أن الأذى الجنسي من أخطر أنواع العنف سواء من الناحية الجسدية أو النفسية والآثار السلبية المترتبة في نشأة هذا الطفل فالإساءة الجنسية ضد الأطفال أو التحرش الجنسي يتمثل بالكلام أو الفعل من دون اعتداء جنسي والاستغلال الجنسي كالإغراء وإجبار الطفل على مشاهدة الصور والأفلام الإباحية وهي لا تقل خطورة عن الاعتداء الجنسي الجسدي فمن المفروض أن يكتسب الطفل القيم الرادعة للجنس غير الحلال وأول مشكلة يعانيها الطفل الذي يتعرض للاغتصاب أو التحرش هو غياب الرادع الأخلاقي لذا سيلجأ فيما بعد إلى الجنس الممنوع. من الناحية النفسية يشعر الطفل بأنه معتدى عليه وبالتالي لا يستطيع منع هذا الاعتداء لأنه نابع من سلطة أقوى منه أو شخص (أقوى منه) ما يؤدي به إلى كره الجميع هذه الازدواجية في الحب والكره ستوصله إلى المرض النفسي وتؤجج غريزة الطفل الجنسية ويتعود على لذة مبكرة وتجعله يشعر بالذنب لأنه يقبل اللذة المحرمة او الممنوعة والشعور بالذنب يدخله في المرض النفسي وقد يصبح المغتصبون فيما بعد منحرفين جنسيًا (لواطيين) أو مرضى نفسيين. وأشار الأطباء أن هناك فرقا بين من يتعرض للاغتصاب مرة واحدة ومن يتعرض له عدة مرات فالذي يتعرض لمرة واحدة فإنه ينسى بسرعة ولا آثار نفسية مستقبلية لديه. وأوضحوا أن السلوك العام للطفل المغتصب أو المتحرش به يتغير داخل الأسرة وغالبية الأهل لا يدركون هذه الآثار السلبية لسلوكه اليومي خصوصًا أن الذين يغررون بالأطفال يستخدمون وسائل الابتزاز والهدايا والنقود وأحيانا التهديد فيجد الطفل لذة مادية وجنسية وهذا ما يهيئه لأن يصبح منحرفًا أو مريضًا نفسيًا. من واجب الأسرة حماية أطفالها من إمكانية التعرض للتحرش الجنسي وذلك بالتقرب من الطفل والصراحة معه لأن الخوف قد يعرضه للتغرير فيخفي الأمر عن الأهل خوفا منهم مع ضرورة مراقبة سلوك الطفل ويجب الحذر من علاقة الطفل مع الكبار غير الموثوقين ويبقى أن الطفل المغتصب بحاجة إلى علاج نفسي وحتى عندما يصبح راشدا لأن الآثار السلبية لهذه العلاقات المبكرة هي مدمرة على الصعيد النفسي.