بسبب فيروس (زيكا) *** * إعلان (زيكا) خطرا على الصحّة العالمية يفاقم المخاوف لا تخفي السلطات العمومية تخوّفها من اختراق فيروس (زيكا) التراب الوطني بعد أن تمكّن من الوصول إلى أوروبا من بوّابة دول أمريكا الجنوبية والوسطى ولهذا الغرض سطّرت مخطّطا وقائيا يرتكز أساسا على المراقبة الصحّية في المطارات لمنع وصول الفيروس عن طريق المسافرين. تعيش المطارات الجزائرية حالة طوارئ حقيقية بعد أن بات فيروس (زيكا) على أبواب الجزائر إثر تنامي الحالات المشخّصة في 23 دولة عبر العالم من بينها دول أوروبية. ولهذا الغرض اتّخذت وزارة الصحّة بالتنسيق مع وزارة النقل ومصالح المراقبة الصحّية في المطارات إجراءات لمكافحة الفيروس الذي اعتبرته منظّمة الصحّة العالمية في اجتماعها الأخير (خطرا عالميا) مطالبة دول العالم بأخذ كامل احتياطاتها لمواجهته. ووفق ما علمته (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة فإنه تمّ توزيع منشورات على الأطبّاء بضرورة فحص الركّاب القادمين من الدول الأوروبية التي ظهرت بها الحالات المصابة بالفيروس (زيكا) كذلك سوف يتمّ فحص الركّاب القادمين من أمريكا الجنوبية والوسطى وعزل أيّ راكب يتمّ الاشتباه في إصابته وتحويله إلى المستشفى القريب لإجراء الفحوص الطبّية عليه للتأكّد من خلوه من العدوى. وأضافت المصادر أن المنشورات تضمّنت أيضا ضرورة التنسيق مع شركات الطيران المعتمدة في الجزائر لمتابعة الحالة الصحّية للركّاب أثناء الرّحلات وإذا اشتبهت أطقم الضيافة في أيّ أعراض لدى أيّ راكب عليه إبلاغ مصالح المراقبة الصحّية في المطار فور هبوط الطائرة لفحص الرّاكب ومتابعة حالته الصحّية. وتراقب وزارة الصحّة والسكّان الوضع العالمي لانتشار فيروس (زيكا) باهتمام حرصا على عدم وصول الفيروس إلى بلادنا في حين أكّدت مصادرنا أن البعوض (إيداس) الناقل للفيروس لا وجود له في الجزائر. وصرّح وزير الصحّة والسكّان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف مؤخّرا أنه لم يتمّ تسجيل أيّ حالة إصابة (بفيروس زيكا) في الجزائر مشيرا إلى اتّخاذ إجراءات وقائية -لم يكشف طبيعتها- في هذا الشأن ليستدرك قائلا: (الجزائر مثال يحتدى به في مجال الوقاية برأي منظّمة الصحّة العالمية). بيْد أن تطمينات الوزير تقابلها شكوك وانتقادات خبراء جزائريين من بينهم الخبير في الطبّ الوقائي عبد الوهّاب بن فونية الذي يعتبر أن الاهتمام بعنصر الوقاية غائب تماما في الجزائر بدليل أن أضعف ميزانية توجّه للوقاية ممثّلة في 2 بالمائة فقط ويتساءل: (كيف يمكن إذن القيام بالوقاية؟). وأضاف بن فونية خلال نزوله ضيفا على فوروم (المجاهد) أوّل أمس: (في الدول الأكثر تقدّما يجري التشريع للوقاية ففي الولايات المتّحدة الأمريكية مثلا يجري تشريع 75 بالمائة من القوانين فيما يخصّ الوقاية أمّا في أوروبا فتقدّر ب 50 بالمائة وكانت النتائج إيجابية إذ أن الوقاية لم تظلّ مجرّد شعارات). وردّا على أسئلة الصحفيين حول فيروس (زيكا) أكّد الخبير بن قونية (أن الجزائر ليست بمنأى عن أيّ فيروس سواء تعلّق الأمر بفيروس زيكا أو إيبولا). وتتكوّن أعراض فيروس زيكا من (ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة إلى طفح جلدي للمصابين وقد يصاب آخرون باِلتهاب في ملتحمة العين وآلام في العضلات والمفاصل والمشكلة الأكبر في عدم اِكتمال المخّ بالنّسبة للأجِنّة وهو الخطر الذي يهدّد السيّدات الحوامل). وأعلنت منظّمة الصحّة العالمية فيروس زيكا حالة صحّية عالمية طارئة بعد اجتماعها الطارئ مساء الاثنين وقالت المنظّمة إن هناك (شكوكا قوية) في وجود علاقة سببية بين فيروس زيكا الذي ينقله البعوض وارتفاع حالات صغر الرأس عند المواليد واعتبرته (حالة صحّية طارئة على المستوى العالمي).