أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال اجتماعها الطارئ يوم الإثنين، أنّ ”فيروس زيكا” بات يشكّل حالة صحية عالمية طارئة بعد ان أظهرت ”شكوك قوية”، علاقة سببية بين الإصابة بالفيروس الذي ينقله البعوض وارتفاع التشوهات الخلقية لدى الأجنّة التي ترتب عنها ولادة أطفال بأدمغة صغيرة في مناطق مختلفة من العالم. قالت المديرة العامة للمنظمة، الدكتورة مارغريت تشان إن تفشي فيروس زيكا في الأمريكيتين يشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً دولياً وأوضحت أن فريقا من الخبراء الطبيين بالمنظمة يرى علاقة سببية بين الفيروس وارتفاع عدد حالات الأطفال الذين يولدون بتشوهات خلقية تتمثل في صغر حجم الرأس. ويعتقد أن فيروس زيكا يتسبب في حدوث تشوهات عند الولادة بسبب انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، في ضوء وجود نحو 4180 رضيعاً ولدوا برؤوس صغيرة بشكل غير عادي خلال تفشي الفيروس في البرازيل وهناك أيضاً ارتفاع في الحالات التي تم الابلاغ عنها من متلازمة ”جيلان باريه” ومن أعراضها ضمور العضلات. وصرّح مسؤولون في المنظمة إنه قد يكون هناك 1.5 مليون حالة إصابة بفيروس زيكا في البرازيل، حيث بدأ ظهور المرض العام الماضي وإن عدد الحالات في الأمريكيتين يمكن أن يرتفع إلى 4 ملايين في غضون 12 شهراً. وكانت تشان، دعت أواخر يناير الماضي إلى انعقاد لجنة الطوارئ في جنيف، المعنية باللوائح الصحية الدولية بشأن فيروس زيكا والزيادة الملحوظة في الاضطرابات العصبية وتشوهات المواليد، من أجل التحقق مما إذا كانت تشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً. وتقول المنظمة أن الإصابة بفيروس ”زيكا” تحدث في المناطق المدارية التي يوجد فيها البعوض بكثافة. ومن المعروف أنه يدور في إفريقيا والأمريكيتين وجنوبي آسيا وغرب المحيط الهادئ. وقد اكتُشف زيكا في عام 1947 ولكن لسنوات طويلة لم تُكتشف إلا حالات بشرية متناثرة في إفريقيا وجنوبي آسيا. وفي 2007 حدثت أول فاشية موثقة لمرض فيروس زيكا في منطقة المحيط الهادئ. ومنذ عام 2013 يبلغ عن حالات وفاشيات فيروس زيكا من كل من غرب المحيط الهادئ والأمريكيتين وإفريقيا. ونظراً لاتساع البيئات التي يمكن أن يعيش فيها البعوض ويتكاثر بتسهيل من التوسع العمراني والعولمة أصبح حدوث أوبئة كبرى لزيكا على النطاق العالمي أمرا واردا. وتحدث الإصابة بفيروس ”زيكا” عن طريق اللدغ من البعوضة الزاعجة ”ايدس موسكينو” الحاملة للعدوى وهو نفس نوع البعوض الذي ينشر حمى الضنك ومرض شيكونغونيا والحمى الصفراء.