الرباط مرعوبة من ترأس الجزائر للمفوّضية الإفريقية طوارئ في المغرب بعد لقاء بوتفليقة والإبراهيمي! شغل ملف رئاسة مفوّضية الاتحاد الإفريقي لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي كلّف -حسب مصادر متطابقة- بتسخير ثقله الدبلوماسي حتى يعود منصب رئاسة المفوّضية الإفريقية إلى الجزائر الأمر الذي شكّل كابوسا بالنّسبة للرباط التي تسابق الزمن لتحضير مرشّح بديل يحفظ سياستها الاستعمارية في إفريقيا. كشف الأخضر الإبراهيمي في تصريح للصحفيين عقب استقباله من طرف الرئيس بوتفليقة أنه تمّ التباحث حول الوضع الليبي المتدهور وكذا الملف السوري وأيضا فلسطين التي يعاني شعبها جرّاء الاحتلال الإسرائيلي وأضاف أن عددا من المسائل الدولية تخصّ الانتخابات المتعلّقة بالأمين العام للأمم المتّحدة ورئيس مفوّضية الاتحاد الإفريقي كانت ضمن المباحثات. ولا يستبعد مراقبون أن يكون الإبراهيمي الذي يشغل حاليا عضوية لجنة العقلاء داخل الاتحاد الإفريقي قد كلّف بتسخير ثقله الدبلوماسي حتى يعود منصب رئاسة المفوّضية إلى الجزائر بينما تتّجه الأنظار إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة الذي أبرز مؤخّرا أن الشخص الذي سيكون على رأس الهيئة التنفيذية الإفريقية في طبعتها القادمة سيكون وللمرّة الأولى في تاريخ إفريقيا المستقلّة عربيا ومن دول شمال إفريقيا وهو ما يصبّ في تقارير تتحدّث حول إمكانية أن يكون جزائريا. وقد أدّى تردّد أنباء حول تجهيز وزير الخارجية لعمامرة ليكون على رأس مفوّضية الاتحاد الإفريقي إلى حالة استنفار قصوى في المملكة المغربية وبرزت من خلال ما قاله الباحث المتخصّص في الشأن الإفريقي أحمد نور الدين لموقع (هسبريس) أن التحدّي هو (عمل الدبلوماسية المغربية على دعم مرشّح بديل رغم عدم عضوية المغرب في الاتحاد الإفريقي) زاعما أن الجزائر لديها خطّة واضحة من أجل مواجهة المغرب في المحافل الدولية إذا تمّ انتخابه. وزعمت نفس المصادر أن الجزائروجنوب إفريقيا ونيجيريا تمارس ضغوطا كبيرة من أجل أن يكون للاتحاد الإفريقي دور في القضية الصحراوية وإقحامه في المفاوضات إذ بدأت هذه الجهود في أديس أبابا سنة 2013 ثمّ في جوهانسبورغ التي رفعت منها رسالة للأمم المتّحدة تطالب فيها الدول الإفريقية بأن يكون للاتحاد دور في المفاوضات. في السياق أكّد تقرير سابق أعدّته مديرية الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية المغربية أن المغرب سيكون أمام تحدّ كبير في حال انتخاب وزير الخارجية رمطان لعمامرة لرئاسة مفوّضية الاتحاد الإفريقي. وأوضح التقرير أن انتخاب لعمامرة على رأس مفوّضية الاتحاد الإفريقي يعني بدء مرحلة طويلة وشاقّة وصعبة ستكون لها انعكاسات على الموقف المغربي من قضية الصحراء الغربية. وأكّدت الوثيقة أن هامش التحرّك للتأثير على فوز لعمامرة محدود خاصّة في ظلّ غياب دور مصر وتونس والوضع في ليبيا ممّا يمهّد للدبلوماسي الجزائري المحنّك الفوز بأهمّ منصب في الاتحاد الإفريقي. واعترف التقرير بأن الاستراتيجية المغربية اتجاه إفريقيا فشلت نظرا للدور المحوري والبارز لعدد من الدول الوازنة المساندة للقضية الصحراوية وفي مقدّمتها جنوب إفريقيا نيجيرياوالجزائر. ومن المقرّر أن تنعقد القمّة الإفريقية المقبلة في رواندا في جوان 2016 على أن يتمّ اختيار رئيس مفوّضية الاتحاد الجديد في الشهر التالي من العام نفسه علما بأن رئيسة مفوّضية الاتحاد الإفريقي الحالية هي دلاميني زوما.