عرضت أمس محكمة الحراش، بالعاصمة، قضية المتهمة (د. ش) صاحبة وكالة عقارية ببرج الكيفان المتابعة من طرف الضحيتين (ك. م) و(م. أ) بتهمة النصب والاحتيال، وكان ذلك عقب إيهامهما بتوفير شقتين جاهزتين، وبذلك استولت على مبلغ يزيد عن 200 مليون سنتيم، حيث التمس ضدها وكيل الجمهورية عقوبة 03 سنوات سجنا نافذا. وحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فتفجير القضية جاء عقب الشكوى التي أودعها الضحية (ك. م) لدى مصالح الأمن بتاريخ 23 نوفمبر 2009، مفادها أنه ضحية نصب واحتيال من قبل صاحبة وكالة عقارية ببرج الكيفان، التي وعدته بالحصول على شقق جاهزة في وقت قياسي إلا أن الأمر لم يجر كما تمناه الضحية، وذلك بتهرب المتهمة من المسؤولية خاصة بعد توفير لهما قرارات التخصيص في إطار السكن التساهمي بالكاليتوس، التي تحصلت عليها من ديوان الترقية والتسيير العقاري بحسين داي مقابل مبلغ مالي قدره 50 مليون سنتيم. هذه الأخيرة أنكرت أمام قاضي التحقيق والضبطية القضائية علاقتها بالوكالة. وقد تقدم الضحيتان بالشكوى بعد أن طالت المدة طلب الضحيتين من المتهمة وضعية الشقة؛ كونهما لم يستلما أي مفاتيح. وبعد استفسارهما ديوان الترقية والتسيير العقاري اتضح أن الوثائق غير صادرة عن الوكالة، وأنها صادرة عن ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، مما يعني أن الشقق التي هما بصدد الحصول عليها ليست جاهزة وإنما هي في طور الإنجاز، وأن المتهمة استولت على المبالغ المالية الزائدة عن 50 مليون سنتيم المدفوعة إلى الديوان، والمتحصل على وصل تسليم عن طريق البنك.. غير أن استدعاء مدير الديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري بحسين داي، أكد على عدم وجود أي يد له في الموضوع رغم وجود خواتم وإمضاء المدير العام للديوان على الوثيقتين المسلمتين للضحيتين من طرف المتهمة، إذ من المفروض أن يستلم الضحيتان الشقتين من الديوان بعد استكمال البناء، وإضافة إلى 50 مليون المدفوعة قبلا مبلغ 120 مليون سنتيم، ليكون المبلغ الإجمالي للشقة يصل إلى 350 مليون سنتيم. المتهمة أثناء مثولها تفاجأت بالتسجيلات التي قدمها الضحيتان، تصرح فيها أنها استلمت مبلغ 110 مليون من الضحية (ك. م)، و200 مليون للضحية الثانية، مما جعلها ترتبك واختلطت عليها الأوراق أمام رئيسة الجلسة. ورغم ذلك أنكرت الوقائع المسندة إليها جملة وتفصيلا. دفاع هذه الأخيرة طالب ببراءة موكلته من التهمة المنسوبة إليها، وطالب ببراءتها، في حين أرجأت رئيسة الجلسة النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل.