استقطبت اهتمام الرعايا الأجانب خلوة سيدي أحمد التيجاني ... منبع الطريقة التيجانية تشكل خلوة سيدي أحمد التيجاني بقصر الأسعد ببلدية بوسمغون بولاية البيض محطة (هامة) في مسيرة تأسيس الطريقة التيجانية وتعتبر حاضنة الفتح الأعظم ومن ثمة انتشرت عبر مختلف أصقاع العالم وحسب مصادر تاريخية فقد حل الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني(1737-1815) بمدينة بوسمغون (الواقعة بأقصى الجنوب الغربي لعاصمة الولاية) سنة 1781 للميلاد حيث مكث بها نحو 17 سنة وقد اختار ركنا من القصر العتيق ببوسمغون ليجعل منه خلوته يعبد فيها الله سبحانه وتعالى. ويروي مشايخ الطريقة التيجانية أن سيدي أحمد التيجاني قد أدركه الفتح الأعظم بخلوته في 1782 عندما رأى وهو في حالة يقظة سيد الوجود محمد صلى الله عليه وسلم يخبره أنه مربيه وكافله وهو يسمى لديهم بالفتح الأعظم. شهادة ميلاد الطريقة التيجانية وتفيد الروايات التاريخية أن الفتح الأعظم الذي حصل عليه الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني شكل شهادة ميلاد الطريقة التيجانية حيث أسس خلالها بالقصر العتيق لبوسمغون زاوية الطريقة التيجانية والتي كان لها تأثيرا كبيرا في الحياة اليومية لسكان المنطقة وضواحيها وذلك بتحفيظ القرآن الكريم ونشر تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وعمد الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني إلى تسمية القصر العتيق لبوسمغون بالقصرالأسعد وذلك تيمنا بالسعادة التي غمرته إثر إتمامه أصول طريقته بما يعرف عند أتباعه ومريديه بالفتح الأعظم. الخلوة تحوّلت إلى مزار سنوي لمريدي وأتباع الطريقة التيجانية أضحت خلوة سيدي أحمد التيجاني ومع مرور السنين مزارا سنويا للمئات من مريدي وأتباع الطريقة التيجانية القادمين إليها من شتى أصقاع العالم. استقبال زوار أجانب فقد شهدت الخلوة خلال السنة الفارطة زيارة وفد يضم 295 من مريدي الطريقة التيجانية من غامبيا والسنيغال ووفد أندونيسي من أتباع الطريقة كان قد حل بقصر بوسمغون في السنة التي سبقتها فضلا عن عديد الوفود التي تزور سنويا خلوة سيدي أحمد التيجاني تبركا بالولي الصالح وللتواصل مع منبع الطريقة التيجانية ذات الأصول الجزائرية. وتولي وزارة الثقافة اهتماما كبيرا بخلوة سيدي أحمد التيجاني للمحافظة على هذا الفضاء الروحي والديني. ويتجلى في هذا الخصوص إيفادها في 2014 لجنة لمعاينة بعض من الأضرار التي لحقت بمحيط الخلوة نتيجة الفيضانات التي شهدتها المنطقة حيث قامت بتشخيص الوضعية واتخاذ التدابير الكفيلة بحماية هذا المعلم التاريخي. وتم في هذا الصدد إعداد دراسة لمشروع ترميم الخلوة من طرف مكتب دراسات معتمد ومتخصص حسبما أفاد مدير الثقافة بولاية البيض عبد المجيد علوشي.