دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس، بولاية البيض إلى الإسراع في تنفيذ عملية إستعجالية لترميم خلوة سيدي أحمد التيجاني ببوسمغون بما يسمح بحماية هذا المعلم الروحي والتاريخي. وأبرز الوزير خلال زيارة العمل لدى معاينته لخلوة سيدي أحمد التيجاني بالقصر الأسعد لبوسمغون في إطار الزيارة التفقدية التي شرع فيها إلى هذه الولاية ضرورة الإسراع في تنفيذ عملية إستعجالية للقيام بالترميمات اللازمة لحماية خلوة سيدي أحمد التيجاني بالقصر الأسعد لبوسمغون من حالة الإنهيار التي تتعرض لها بعض جوانب من هذا القصر العتيق الذي يعود تاريخ تشييده إلى أكثر من 17 قرنا. وأوضح السيد ميهوبي أن زيارته لخلوة سيدي أحمد التيجاني رفقة عدد من المختصين في مجال الترميم تهدف إلى معاينة وضعية هذا المعلم الروحي والتاريخي وقصر الأسعد مما سيسمح باتخاذ القرار الصائب وفي أقرب الآجال للشروع في عملية حماية المبنى من انهيارات أخرى. وأكد الوزير في هذا الشأن ضرورة اعتماد صيغة تمكن من حماية هذا المعلم الروحي والتاريخي الهام مذكرا بالمناسبة بالبعد الثقافي والروحي لخلوة سيدي أحمد التيجاني لكونها شاهدة على ميلاد الطريقة التيجانية التي انتشرت في كافة الأصقاع وأصبح لها أتباع كثيرون في شتى أنحاء العالم. ونوه وزير الثقافة بأهمية السياحة الثقافية التي تعد -كما قال- رهان المستقبل باعتبار أنها تسمح بتثمين المعالم الثقافية والتاريخية للجزائر، داعيا إلى القيام بعملية تحسيس واسعة النطاق وترويج وتسويق لما تزخر به الجزائر الغنية بتاريخها وحاضرها قبل أن يؤكد بأن الأمر بحاجة إلى عملية استغلال دائمة لهذه المعالم و الكنوز الهائلة لتشكل موردا إضافيا للإقتصاد الوطني. وأوضح السيد ميهوبي أن اهتمام الدولة بالقصور العريقة هو اهتمام بالتاريخ و بالبعد الروحي. كما تشمل هذه العناية أيضا الطرق الصوفية التي خدمت الجزائر وحافظت على الهوية الوطنية والموروث الثقافي الوطني ويندرج ذلك ضمن سياسة الدولة الرامية إلى المحافظة على التراث المادي و اللامادي وهو التوجه الذي تضمنته وثيقة الدستور الجديد. وتفقد الوزير خلال هذه الزيارة فرع الزاوية التيجانية بمنطقة الشلالة القبلية ببلدية الشلالة، حيث زار ضريح الولي الصالح سيدي لغريسي الذي يعد الإبن البكر للولي الصالح سيدي أحمد التيجاني. وأبدى السيد ميهوبي للخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ سيدي علي بلعرابي التيجاني موافقته المبدئية لإنجاز إقامة لضيوف الطريقة التيجانية الذين يتوافدون سنويا لزيارة الزاوية وخلوة سيدي أحمد التيجاني. ويواصل الوزير زيارته لولاية البيض بمعاينة عديد المنشآت والمعالم التابعة لدائرته الوزارية.